أسدل الستار عشية الاثنين بساحة حنيش على الدورة 49 للمهرجان الدولي للصحراء وسط حضور جماهيري غفير تفاعل بالهتافات والتصفيق مع اللوحات المميزة التي قدمت في هذه التظاهرة الشتوية من “الدولاب والقافلة والمرحول والصيد بالسلوقي ” إلى جانب العرض الملحمي “بيض الزمايل” لمنصور الصغير الذي جسد أنماط مختلفة من حياة البدو في حلهم وترحالهم.
وسجل اليوم الختامي للمهرجان حضور وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق التي عبرت في تصريح لمراسل (وات) عن أملها في أن يتم رفع التحجير الذي تفرضه بعض الدول على السفر إلى هذه الربوع وان تساهم هذه التظاهرة في تنشيط المشهد السياحي بالجهة وأن “تتمكن الولاية من استعادة معدلات وفود السياح الاجانب عليها خاصة وانها قد ظلمت بتصنيفها منطقة حمراء في حين أن هذه الربوع ( قبلي وتوزر) لم تشهد عمليات ارهابية من شأنها التاثير على القطاع السياحي فضلا عن تميزها بالأمن والجمالية الطبيعية وثراء مخزونها التراثي والثقافي”.
وأشارت الرقيق إلى أن الحكومة ستعمل طيلة الخمس سنوات المقبلة على تنفيذ برنامج متكامل لإعادة تأهيل قطاع الصناعات التقليدية بكافة ولايات الجمهورية سيوفر كل سنة حوالي 100 الف موطن شغل، داعية بالمناسبة القائمين على المهرجان الدولي للصحراء الى مزيد العمل على اثراء برنامج هذه التظاهرة الفريدة من نوعها والتي تجسد أنماطا مختلفة من الحياة البدوية يمكن للوزارة دعمها، من أجل الوصول الى تصنيف هذا المهرجان كواحد من اكبر المهرجانات العالمية الصحراوية المتفردة بمنتوجها.
والى جانب متابعة اللوحات المقدمة عشية اليوم بساحة حنيش ضمن العرض الملحمي ” بيض الزمايل”، تولت الوزيرة تدشين مكتب الارشاد السياحي التابع للديوان الوطني للسياحة بدوز والذي تمت إعادة تهيئته ليستجيب أكثر للدور الموكول له من حيث تعزيز الخدمات المقدمة للوافدين على هذه الربوع، كما اطلعت على أبرز مكونات المعرض الوطني للصناعات التقليدية المقام وسط مدينة دوز قبل أن تتحول إلى المنطقة السياحية بالجهة حيث عاينت تقدم إنجاز المشروع السياحي التونسي السنغفوري لبناء نزل من صنف 5 نجوم .
وتميز اليوم الختامي للمهرجان في دورتة التاسعة والاربعين بالإعلان عن نتائج العكاضية الشعرية التي تمحورت هذه السنة حول أربعة مواضيع ( فلسطين واليأس والرحيل والجرح) وقد توج كل من البشير عبد العظيم والمنصف بن خالد من من دوز مناصفة بالجائزة الاولى في حين أسندت جائزة لجنة التحكيم للشاعر الأردني “صهيب المعايطة”. وعبر المتوج بهذه الجائزة البشير عبد العظيم في تصريح لمراسل (وات) عن سعادته بهذا التتويج الذي ينضاف إلى مسيرته الشعرية خاصة وأنه يجمعه هذه السنة بأحد تلامذته (المنصف بن خالد) “وهو ما يمثل بذلك امتدادا للابداع بهذه الربوع التي تقدر قيمة الكلمة وجمالية الصورة الشعرية وتتوارث الموهبة جيلا بعد جيل لتشع بدرر من القصائد في شتى المناسبات”.
وعن العمل الملحمي ” بيض الزمايل” الذي اختتم فعاليات هذه الدورة أوضح الدكتور في الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى بتونس رضا بن منصور، الذي أنتج العمل الموسيقي المرافق للعمل أن فكرة هذا العرض انطلقت من عمل أكاديمي استهله بداية من جوان 2016 عبر تسجيل الاغاني البدوية لأهالي مدينة دوز في كافة المناسبات، ثم تسجيل الأجراس الموسيقية التي تحدثها الالات المعروفة بالجهة على غرار الطبل والمزمار والقصبة والعمل على ملاءمة الاجزاء المنتقاة من الأغاني البدوية والاجراس مع مشهدية العمل الفرجوي الذي يجسد أنماطا مختلفة من حياة البدو لتكون الصورة أكثر إقناعا ونابعة من روح الجهة لتصور موروثها الحضاري الثري وتمكن من شد اهتمام الحاضرين بساحة حنيش.