“الرئيس في قفصة ورئيس الحكومة في الشمال: سياسة اتّصال جديدية أم مساع لتفادي مزيد الاحتقان؟” و”مؤتمر اتحاد الشغل..هذا ما تخفيه التغييرات في القائمة الوفاقية” و”بعد رفع شعارات ‘داعشية’..الخلايا النائمة تتحرك والهدف جبل المغيلة” و”التعيينات القضائية السامية لماذا بقيت ‘معلقة’؟” و”16 رواية في القائمة الطويلة لجائزة ‘البوكر 2017’: 10 دول عربية على خط السباق وتونس خارج المنافسة”، كانت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 17 جانفي 2017.
أثارت جريدة “الصحافة” في صفحتها السياسية تساؤلا جوهريا حول السياسة التي تنتهجها كلا من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، ملاحظة ارتفاع نسق التنقلات داخل الجمهورية وخاصة الى المناطق الساخنة، حيث لم تبق منطقة تقريبا تشهد توتّرات إلا وتوّجت بزيارة لرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو الوزراء، الذين غالبا ما يتنقلون في مجموعات لمزيد التطرق لمختلف الجوانب التي تهم أبناء الجهة المقصودة.
وأبرز المقال أن هذه الزيارات مثلت نقلة نوعية في العمل السياسي لحكومة الشاهد، بل واعتبرها بداية توجّه جديد يقوم على مبدأ “المواجهة” أو “سياسة الاتصال المباشر”، كما بيّن أن زيارة رئيس الجمهورية الى قفصة مؤخرا والتي كانت محل انتقادات عديدة، بدت مدروسة وسجّل بها قصر قرطاج سابقة نوعية في تحدّ للذين راهنوا على إفشالها او حتى منعها، مستخلصا أن السلطة السياسية قد تكون نجحت في تجاوز موسم “الذروة” للاحتجاجات بسلام، إلا أن ذلك لا يعني الطمأنينة والاسترخاء طالما لا توجد تنمية وتشغيل على أرض الواقع.
وتطرقت جريدة “الصباح” في صفحتها الرابعة الى مؤتمر اتحاد الشغل والى التقلبات التي تشهدها القائمة الوفاقية، والتي تعود الى “الثقل النقابي” لبعض المترشحين من جهة ولما تحكمه بعض الحسابات والأرقام من جهة أخرى، موضحا أنه وعلى إثر هذه التغييرات، أصبحت القائمة تضم، بالإضافة الى الأمناء العامين التسعة، كلا من سامية باللطيف (ممثلة قطاع الصحة والمرأة) وصلاح السالمي (كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان) مع دخول محمد علي البوغديري الذي حل محل عثمان الجلولي وكذلك منعم عميرة (كاتب عام جامعة التجهيز)…
بالمقابل، لاحظ المقال أن تغيّر الطرح على مستوى القائمة الوفاقية، يقابله بداية الوضوح في قائمة الأمين العام المساعد قاسم عفية، الذي يتأكد من يوم لآخر تمسكه بلسعد اليعقوبي ككاتب عام للنقابة العامة للتعليم الثانوي والمستوري القمودي، كاتبا عاما للنقابة العامة للتعليم الأساسي وسليم غريس كعضو للنقابة المذكورة ومنجي بن مبارك كاتبا عاما لجامعة الاتصالات، فضلا عن اختيار عبد الله العشي كاتبا عاما للاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية وخالد العبيدي كاتبا عاما للاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة…
من جهتها، نشرت صحيفة “الشروق” تفاصيل التحقيقات حول محاولة 200 شخص اقتحام مركز أمني بولاية سيدي بوزيد، رافعين شعارات “داعشية” وواصفين الأمنيين بـ”الطواغيت”، وهو ما من شأنه أن يثير شكوكا حول مشاركة عناصر ارهابية تنتمي لما يسمى بـ”الخلايا النائمة” في هذه العملية وبداية تحرّكها، مستغلة الوضع السياسي الراهن بالبلاد.
وأورد المقال، وفقا لمصدر أمني وصفه بالمطّلع، أن هناك معلومات أمنية تؤكد وجود اتصالات يومية بين قيادات ارهابية تنتمي لما يسمى بـ”كتيبة جند الخلافة” المنضوية تحت راية تنظيم “داعش” الارهابي وبين عناصر ارهابية تتوزع في عدد من المدن وخاصة التابعة للولايات الحدودية، سواء من الجاني الليبي أو مع الجزائر، مشيرا الى أن ارهابيي جبل المغيلة الرابط بين ولايتي القصرين وسيدي بوزيد أعطوا أوامرهم لعناصرهم الارهابية بضرورة المشاركة في تأجيج الوضع وإشعال نار الفتنة…
وسلطت جريدة “الصريح” الضوء على التعيينات القضائية السامية، متسائلة عن الأسباب التي جعلتها تبقى “معلقة” وذلك رغم انقضاء المهلة الدستورية، ملاحظة أن الاجراء الأخير الذي سيجعل من المجلس الأعلى للقضاء فاعلا ومؤسسة قائمة لا يزال معطلا، وان كان السبب المعلن هو العجز عن عقد الجلسة الاولى للمجلس والتي تأخرت كثيرا بل وتم الايهام بعقدها، والتي أصدرت المحكمة الادارية في شأنها حكما بتأجيل كل قراراتها، الا أن ذلك لا يعد السبب الحقيقي، لأنم عدم الانعقاد هو نتيجة وليس سببا.
وأشار المقال في هذا الصدد الى اتهام جمعية القضاة أطرافا قضائية بممارسة ضغوط على رئيس الحكومة لعدم المصادقة على الأسماء التي رشحت من قبل الهيئة الوقتية للقضاء العدلي والتي تجد مساندة من الجمعية ذاتها ومن مرصد استقلال القضاء ومن قضاة مستقلين، وهو عكس ما أعربت عنه نقابة القضاة، مما أدى الى الانقسام في السلك القضائي ككل حول هذا الملف.
وفي الشأن الثقافي، اهتمت صحيفة “المغرب” بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر 2017″، مبرزة أنه من بين 186 رواية ينتمي كتابها الى 19 دولة عربية، تم ترشيح 16 رواية من 10 دول عربية، وفق ما أعلنت عنه، يوم أمس الاثنين، لجنة تحكيم الجائزة.
ولاحظ المقال، أنه في الوقت الذي تتطلع فيه كل من الامارات والكويت والعراق وليبيا والمغرب ولبنان وسوريا ومصر والسودان والسعودية الى أن تكون صاحبة “بوكر 2017″، فان تونس بقيت خارج المنافسة في المسابقة الأهم في مجال الرواية العربية.