أعلنت رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وداد بوشماوي عن بعث أكاديمية خاصة بالاتحاد تعنى بمساعدة المؤسسات في تجديد المشاريع الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى توفيرها للمساندة والإحاطة للمؤسسات التي تجابه صعوبات بمختلف القطاعات الاقتصادية.
وأضافت بوشماوي، في كلمتها الافتتاحية لاحتفال أقيم بمناسبة ذكرى مرور سبعين سنة على انبعاث منظمة الأعراف، بإشراف رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، وبحضور جمع هام من السياسيين ورجال الأعمال، أن إحداث هذه الأكاديمية يهدف إلى مساندة المستثمرين التونسيين، والنهوض بالنسيج الاقتصادي للقطاع الخاص، مشيرة الى أن هذه الأكاديمية ستكون منفتحة على الجامعات ومراكز البحوث.
وأعلنت عن اعتزام منظمة الأعراف بعث مؤسسة اجتماعية وخيرية توكل لها مهمة تنفيذ وتمويل المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، فضلا عن إدراجها لمسابقة جديدة في مجال التجديد الاجتماعي، برصد ثلاثة جوائز للمؤسسات الاقتصادية التي تنفذ مشاريع اجتماعية مبتكرة.
وأوضحت بوشماوي، أن الاحتفال بالذكرى السبعين لانبعاث المنظمة يمثل مناسبة للتذكير بأهم المحطات التي عاشتها المنظمة منذ تأسيسها في 17 جانفي 1947، مذكرة بإسهامات الاتحاد في مجابهة الاستعمار، من خلال رص صفوف الصناعيين والحرفيين في الذود عن الوطن. وقالت “إن تاريخ الاتحاد يجسد مختلف المحطات التي عاشتها تونس”.
وأشارت الى أنه سيتم إصدار كتاب عن تاريخ الاتحاد يشرف على إعداده عدد من المؤرخين ليكون مرجعا للباحثين. كما أكدت مواصلة الأعراف لجهودهم في خدمة الاقتصاد التونسي، لافتة الى أن القطاع الخاص يوفر مليوني موطن شغل مقابل عدد إجمالي يقدر بحوالي 3 ملايين من الناشطين، في حين يساهم بنسبة 80 بالمائة من إجمالي الصادرات التونسية.
وأبرزت رئيسة المنظمة أن الاتحاد سيبقى شريكا ومخاطبا جديا للحكومة باسم أصحاب الأعمال، مؤكدة انفتاح منظمتها على الحوار مع الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي وصفته ب”الشريك”. وشددت على منظمتها تقف على نفس المسافة من مختلف مكونات الطيف السياسي.
من ناحيته، اعتبر رئيس الجمهوية، الباجي قايد السبسي، أن “منظمة الأعراف تمثل إحدى ركائز الدولة، مثلها مثل الاتحاد العام التونسي للشغل”، مذكرا بأن ارساء مناخ التوافق بين المنظمات مكن من إعداد وثيقة قرطاج دون تدخل رئاسة الجمهورية.
وقال قايد السبسي، “إن الفترة الحالية تحتم على مختلف الأطراف مزيد العمل وتحمل المسؤولية”، مشيرا إلى أن “الظرف الحالي للبلاد أكثر صعوبة من قبل”، ومذكرا بمساهمات المنظمات النقابية في نيل الاستقلال وبناء الدولة الحديثة.
أما رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، فقد أشاد، بمساهمة منظمة الأعراف في تنمية البلاد، ودعا رجال الأعمال إلى الإقدام على انجاز مشاريع كبرى، خاصة بالمناطق الداخلية، التي هي بأمس الحاجة إلى مشاريع استثمارية.
من جانبه، اعتبر الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، أن علاقة منظمته باتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية “تحكمها مصالح الدفاع عن المنظورين، لكنها أوجدت توافقات أدت الى تحقيق نجاحات مشتركة، بالتوصل إلى إبرام ثلاثة اتفاقات بين المنظمتين تتعلق بالزيادة في أجور القطاع الخاص”، معربا عن أمله في أن يتم التوصل قريبا إلى إبرام اتفاق جديد حول الزيادة في أجور القطاع الخاص.
واعتبر نائب رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة، هشام اللومي، أن أكبر رهان بالنسبة للأعراف، هو الاستثمار وتشغيل الشباب. وأكد رؤية منظمته بأن البلاد تسير نحو الاستقرار، مشيرا إلى أنه من واجب جميع الأطراف مضاعفة الجهود من أجل استقطاب الاستثمار لتشغيل الشباب.
وأكد اللومي، التزام منظمته بالدفاع عن المؤسسات الاقتصادية الناشطة بالقطاعات التي تجابه صعوبات، على غرار صناعات النسيج والجلود والأحذية والصناعات التقليدية، بما يحمي موارد رزق العمال، من جهة، ويحفظ النسيج الاقتصادي، من جهة ثانية.
وللاشارة، فان احتفال الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة شهد إقامة معرض صور لمختلف المؤتمرات السابقة للاتحاد، وتم خلاله تكريم عدد من الرؤساء
والمسؤولين السابقين الذين تولوا مهام قيادية صلب هياكله. كما حضر الاحتفالية عدد هام رجال الأعمال و الوزراء والسياسين .