انعش المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم مساء أمس آماله في التأهل الى الدور ربع النهائي لكاس امم افريقيا التي تحتضنها الغابون الى غاية 5 فيفري القادم وذلك بعد فوزه على نظيره الجزائري بنتيجة 2-1 في اطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية.
ويدين المنتخب التونسي بفوزه الى الفنيات العالية للاعبه يوسف المساكني الذي نجح في بلوغ الشباك الجزائرية بعد انتصار نهائيات 2013 و كذلك الى” الهدايا” التي قدمها الخط الخلفي للمنتخب الجزائري والتي استغل احداها ليتحصل على ضربة جزاء حولها نعيم السليتي الى هدف ثان ترجم واقعية غابت عن نسور قرطاج في اللقاء الأول ضد السنيغال ليكسب أبناء المدرب هنري كسبرجاك 3 نقاط ثمينة.
وعرف أداء المنتخب التونسي صعوبات جمة خلال الشوط الأول للقاء الاجوار بفعل ما ظهر به الخط الخلفي من ثقل استغله الهجوم الجزائري بقيادة رياض محرز لبناء عدد من المحاولات الهجومية الخطيرة التي وجدت امامها الحارس ايمن البلبولي الذي أنقذ الشباك التونسية من هدف محقق على الأقل و قد أفاد الحارس ذاته في تصريح لمبعوث (وات) ” كنا ندرك جسامة المهمة الدفاعية في مباراة الجزائر وسعيت الى التحلي بالتركيز التام وقد اضطلعت بواجبي في الدفاع عن شباك المنتخب خلال الفترات الحرجة وهو ما منحنا ثقة اكبر في إمكانياتنا”.
وطغى الجانب التكتيكي على الحوار الكروي المغاربي وقد تجسم ذلك في منطقة وسط الميدان التي احكم المنتخب التونسي السيطرة عليها بفضل التحوير المجرى باقحام محمد امين بن عمر الى جانب الفرجاني ساسي وهو ما اثر ايجابا على عملية افتكاك الكرة بما جعل المنتخب التونسي يتمكن من اجهاض البناءات الهجومية الجزائرية و عزل الثنائي محرز و السليماني عن بقية خطوط المنافس. وقد اشار المدرب الوطني المساعد حاتم الميساوي الى ذات النقطة قائلا “درسنا بطريقة دقيقة المنتخب الجزائري وأدركنا ان نقاط قوته تكمن اساسا في الثنائي رياض محرز وياسين براهيمي ومن هذا المنطلق تعمدنا عدم ترك المجال لهما للدخول الى منطقة وسط الميدان والتصرف بحرية وهو ما قلل كثيرا من القوة الهجومية الجزائرية”.
وشدد الميساوي في معرض تحليله لانتصار المنتخب التونسي على نظيره الجزائري على ضرورة مواصلة المشوار بذات الروح والعزيمة ذلك ان الفوز في لقاء الاجوار يعد خطة اولى يجب ان تتبعها خطوات أخرى موفقة انطلاقا من المباراة القادمة ضد الزيمبابوي التي سنحرص على حسن الاستعداد لها من اجل تحقيق نتيجة ايجابية وضمان التأهل الى الدور القادم.
وجاءت أطوار الشوط الثاني للمباراة لتعكس ما ذهبت إليه اغلب الآراء حول أهمية الثنائيات في صنع الفارق حيث نجح يوسف المساكني في مغالطة الحارس مليك عسلة بمساعدة المدافع الجزائري عيسى ماندي حيث علق محترف لخويا القطري على تألقه باختياره أفضل لاعب في المباراة قائلا ” اللقاء كان صعبا باعتبار الحسابات التكتيكية التي سيطرت عليه ولحسن الحظ اننا تمكنا من الفوز رغم ان الأداء لم يكن في مستوى ذلك الذي قدمناه في مباراة السنيغال و لكن النجاعة كانت حاضرة” .
وأضاف “نجحت في التهديف بفضل العمل الكبير الذي قمنا به ونحن مطالبون بداية من اليوم بالإعداد للقاء الزمبابوي الذي سيكون حاسما من اجل الاطمئنان نهائيا على ورقة العبور إلى ربع النهائي”.
وتزامنت الواقعية الهجومية التونسية مع هفوة دفاعية جزائرية قاتلة بعد سوء تقدير من المدافع فوزي غلام الذي اخطأ في إرجاع الكرة لينقض وهبي الخزري على الفرصة و يتحصل على ضربة جزاء ولم يرفض اللاعب نعيم السليتي الهدية ليعزز تفوق منتخب نسور قرطاج الذي سيكون مدعوا الى مواصلة المسيرة في النهائيات القارية بنفس الارادة و النجاعة.
واكد المهاجم طه ياسين الخنيسي ان “الارادة والرغبة في الفوز صنعت الفارق بين المنتخبين وقد كان الحظ حليفنا وسنعمل على اضافة انتصار اخر في لقاء الجولة الاخيرة من اجل ضمان الترشح الى الدور ربع النهائي”.
وسيكون المنتخب التونسي مدعوا الى مواصلة انتعاشته في قادم المباريات وهو ما اجمع عليه عناصر المنتخب على لسان الظهير الايسر علي معلول الذي اكد ان الانتصار على الجزائر “جاء خير رد على موجة التشكيك التي تعرضنا اليها في الايام القليلة الفارطة وقد اثبتنا اننا نملك فريقا طيبا يتمتع بامكانيات جد محترمة ونحن مقرون العزم على الذهاب بعيدا في النهائيات شريطة المحافظة على نفس الروح والعزيمة التي خضنا بها مباراة الجزائر.
وسيغادر المنتخب التونسي مدينة فرانسفيل الغابونية اليوم الجمعة في اتجاه العاصمة ليبروفيل حيث سيواصل هناك تحضيراته لمباراة الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية التي ستجمعه يوم الاثنين 23 جانفي الجاري بمنتخب الزمبابوي الذي انهزم امس امام السنيغال بثنائية نظيفة.
ويحتل ابناء المدرب هنري كسبرجاك المركز الثاني ب3 نقاط خلف المتصدر السنيغال 6 نقاط الذي ضمن تاهله الى الدور ربع النهائي ومتقدما على كل من الجزائر والزمبابوي (نقطة واحدة لكل منهما).