لتقييم مشاركة المنتخب التونسي خلال الدور الاول من مونديال فرنسا اجرت مبعوثة وات الى فرنسا الحوار التالي مع ياسين عرفة المدير الفني للجامعة التونسية لكرة اليد:
الان بعد نزول الستار على الدور الاول واخفاق المنتخب التونسي في بلوغ الدور ثمن النهائي، ماهي قراءتكم لهذه المشاركة؟
رغم عدم التاهل الى الدور ثمن النهائي اعتقد ان المنتخب التونسي ظهر بشكل عام بوجه طيب في هذا المونديال. لقد قدم الفريق حجم لعب محترم وكان يستحق على حد تقديري الانتصار في اكثر من مباراة واحدة غير ان جزئيات بسيطة حرمتنا من الترشح. لعبنا بندية امام العملاق الاسباني وفرطنا في الانتصار امام سلوفينيا وايسلندا ومقدونيا خلال الدقائق الاخيرة. حقيقة اعتبر هذا الخروج من الدور الاول قاسيا جدا ولا يعكس المجهودات التي بذلها اللاعبون والعقلية الانتصارية التي خاضوا بها المباريات. من وجهة نظري المنتخب التونسي كان يستحق لا فقط التاهل وانما الحصول على المركز الثاني للمجموعة.
سيناريو مباراة سلوفينيا لا يزال يلقي بظلاله على اجواء المنتخب خاصة وانه تسبب في ضياع فرصة حسم مصير التاهل. من يتحمل المسؤولية في ذلك؟
من السهل ان نرمي المسؤولية على طرف بعينه ونجعل منه كبش فداء. اعتقد ان التحلي بالموضوعية والعقلانية في مثل هذه المواقف اكثر من ضروري لتشخيص اسباب ذلك التراجع بطريقة معمقة لان هناك عدة جزئيات يجب ان نقف عليها ونصلحها. في كافة المباريات التي خضناها لاحظنا ان اللاعبين لم يكن جميعهم في اوج الاستعداد وافتقدوا عنصر الاستقرار في ادائهم ما جعل بعض الثوابت تغيب عن الفريق. البعض رمى باللوم على اللاعبين والبعض الاخر حمل المسؤولية للاطار الفني وانا اتفهم وقع الحسرة على متتبعي المنتخب من جماهير واعلاميين غير ان الواقع يفرض علينا ابداء اكثر رصانة في التعامل مع هذه المشاركة. اعتقد اننا نملك اليوم مقومات بناء فريق كبير قادر على مزيد التقدم لكن علينا بذل مزيد من الجهد من اجل تلافي بعض الاخطاء والاقتراب اكثر من مستوى العالمية.
عقدة الدقائق الاخيرة ما انفكت تلازم المنتخب في المونديال. ماهي اسباب هذه المعضلة وكيف يمكن ان نعالجها؟
الاجابة عن هذا السؤال تتطلب توقفا عند العديد من الامور ذات العلاقة مثلا بشخصية اللاعب التونسي وحضوره الذهني ومدى قدرته على تحمل الضغط. دعيني اعود بك على سبيل المثال لمباراة سلوفينيا فالمدرب حافظ الزوابي طلب في الثواني الاخيرة وقتا مستقطعا واعطى تعليماته للاعبين لكن لم يقع تطبيقها على الوجه الامثل. قد يفسر البعض ذلك بغياب التركيز او قوة المنافس الذي لم يترك لنا المجال للمحافظة على الكرة واستهلاك الوقت او كذلك لقرارات ثنائي التحكيم الذي اربك اللاعبين في عدة مناسبات ولم يكن موفقا في عدة مواقف لذلك ينبغي علينا التروي في احكامنا حتى لا نسقط في ردود متسرعة قد تجانب الصواب.
في حقيقة الامر مشكلة الدقائق الاخيرة ليست ظاهرة جديدة على كرة اليد التونسية، كلنا نتذكر مونديال تونس 2005 والطريقة التي فوت خلالها انذاك المنتخب الوطني في الفوز على سلوفينيا في اللحظات الاخيرة بعدما كان متفوقا بفارق 3 اهداف قبل ان يفرط في اسبقيته في ظرف دقيقة واحدة وقبلها امام فرنسا التي تمكنت امامنا من تدارك تاخرها في النتيجة بفارق 7 اهداف لذلك اعتقد ان الامر يتطلب بحثا معمقا سواء في تكوين اللاعبين او في طريقة اعداد المنتخب او عدد المباريات الدولية التي يخوضها اللاعبون في مستوى المراحل العمرية المختلفة. الاكيد انه يجب علينا ايجاد حل لهذه المعضلة اذا ما رغبنا في الذهاب بعيدا بطموحاتنا في التظاهرات العالمية الكبرى ولم لا نشاهد في المستقبل المنتخب التونسي هو الذي ينتزع المباريات في الدقائق الاخيرة.