يخوض المنتخب الوطني المغربي غدا الثلاثاء بملعب أوييم، مباراته الثالثة والأخيرة في اطار الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة لنهائيات كأس افريقيا للأمم بالغابون، بمواجهة منتخب كوت ديفوار، وكله إصرار على تحقيق الفوز على حامل اللقب، أو على الأقل الخروج بتعادل من أجل القطع مع سلسلة الاقصاء من الدور الأول، التي لازمت الأسود مند سنة 2004.
وستدخل عناصر المنتخب المغربي هذه المقابلة بمعنويات مرتفعة بعد أن استعادت توازنها، وتجاوزت ضغط الهزيمة في المباراة الأولى أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، رغم العطاء الجيد الذي ميز أداء الأسود طيلة فترات المباراة، حيث وجدوا النجاعة والتركيز، بتغلبهم على منتخب الطوغو في ثاني لقاءات المجموعة، عندما قلبوا تأخرهم إلى فوز مستحق بثلاثة أهداف لهدف، وضمان ثلاث نقاط مكنتهم من احتلال المركز الثاني، وهو ما وضع حامل اللقب أمام حتمية الفوز في اللقاء الأخير، لتفادي توديع المنافسات من الباب الضيق.
“شعار لا للهزيمة، ولا للتعادل”، الذي ستدخل به الفيلة المباراة، سيضع لاعبيه تحت مزيد من الضغط، لأن طريقهم للبحث عن الفوز الذي يعتبر خيارهم الوحيد من أجل التأهل، سيكون محفوفا بالمخاطر . وقد أقر المدرب الفرنسي ميشال دوسوييه ذلك بعد التعادل أمام منتخب الكونغو الديمقراطية،حيث أكد أن فريقه “عانى من الناحية الجسدية والذهنية، وتنتظره مباراة حاسمة وصعبة أمام المنتخب المغربي”، مشيرا الى أن “مصيرهم لازال بين أيديهم”.
من جانبه تحدث مدرب المنتخب المغربي هيرفي رونارر عن أهمية وصعوبة المباراة أمام الفريق الذي سبق له التتويج معه بالكأس القارية سنة 2015، مؤكدا أنها ستكون بمثابة نهائي، لكن لاعبيه سينافسون بشراسة من أجل انتزاع بطاقة التأهل للدور الثاني.
وتشير كل التوقعات الى أن عبور أسود الأطلس للدور الثاني لن يكون سهلا، في منافسة أصبحت فيها مستويات المنتخبات الافريقية متقاربة، وتتحكم في نتائجها أدق الجزئيات، الشيء الذي يجب استثماره بشكل جيد من طرف أصدقاء العميد المهدي بن عطية، وتدبير دقائق المباراة بعقلية المواعيد الكبرى.
إن لاعبي المنتخب مطالبون باستغلال كل المعطيات التي يمكن أن تؤدي إلى توهج الأسود، لعل من أهمها روح المجموعة التي أبان عنها اللاعبون خلال أول مبارتين، والحماس الذي جعلهم يتفوقون في مجموعة من الثنائيات، الشيء الذي يبين بجلاء الارادة التي تحدوهم من أجل تحقيق نتائج مشرفة، وتوفق المدرب الفرنسي في تحفيز لاعبيه، إضافة إلى بروز عناصر شابة ضمن النخبة الوطنية اكتسبت ثقة في النفس، وسار بإمكانها صنع الفارق، كلاعب ديبورتيفو لاكورونيا الاسباني فيصل فجر، ويوسف نصيري لاعب ملقا الاسباني.
كلها اشارات توحي بقدرة الأسود على التأهل للدور الثاني، ومواصلة باقي المباريات بثوب الفريق الذي تسبب في إخراج حامل اللقب من البطولة، والتفاعل مع تطلعات الجماهير المغربية التي ترغب في رؤية فريقها الوطني يواصل مشواره بثبات نحو بلوغ أدوار متقدمة في منافسات ال”كان”.