تم خلال الجلسة الصباحية لأعمال اليوم الثاني من أشغال المؤتمر23 للاتحاد العام التونسي للشغل انتخاب مكتب رئاسة المؤتمر الذي ضم كلا من حسين العباسي رئيسا والمولدي الجندوبي نائبا له كما تم انتخاب بلقاسم العياري ناطقا رسميا باسم المؤتمر وحسن اليحمدي مقررا أولا وآمنة العوادي مقررا ثانيا فيما يستمر تشكيل لجنة فحص نيابات المؤتمرين.
وتوالى عدد من ضيوف الاتحاد من نقابات وكنفدراليات قبل ذلك على الكلمة حيث تحدث بلال ملكاوي الممثل الاقليمي للاتحاد الدولي لنقابات النقل عن قوة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أعطى حسب تعبيره دروسا للعالم في ظرف صعب تمر به تونس والمنظمة الشغيلة أملته التحديات الاقتصادية والسياسية
الكبرى.
كما دعا الاتحادات النقابية الدولية والوطنية الى الضغط على دولهم لازالة تونس من قائمة الدول غير الآمنة وذلك من منطلق التضامن العمالي مع زملائهم العمال في تونس خاصة في مجال السياحة والفندقة والنقل مؤكدا ان تونس أكثر أمنا من عديد الدول التي توصي بعدم الزيارة.
ولاحظ شاهر سعد من اتحاد عمال فلسطين وعضو في المكتب التنفذي للكنفدرالية الدولية للنقابات ونائب الاتحاد العربي للنقابات ان الاتحاد لعب دورا محوريا عربيا ودوليا خاصة في حماية القرار المستقل في تونس ودوره النضالي في حماية تونس وثورتها وحصوله على جائزة نوبل للسلام التي كانت فخرا لكل العمال في العالم وخاصة عمال فلسطين.
وبين أن اتحاد الشغل كان دائما داعما للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن الفلسطينيين سيقاومون أي نقل للسفارة الأمريكية داخل القدس. ودعا فيليب جيلينغ ممثل الاتحاد الدولي للشبكات إلى الاستثمار في تونس من أجل مساعدة الدولة الديمقراطية الناشئة والشعب مؤكدا في رسالة لصندوق النقد الدولي “أن كتلة الأجور في تونس لم تكن يوما معطلا للاستثمار وإنما هي دفع له”.
وقال أن الحراك النقابي عبر العالم يمثل رافعة للديقمراطية داعيا الى دعم العمل النقابي في القطاع الخاص وتوسيع الاتفاقات النقابية وتعزيز حضور المراة والشباب في الحراك النقابي مؤكدا أن المرأة التونسية قادرة على رفع التحدي وكان لها دور فعال في الثورة التونسية وأردف قائلا “نتقاسم نفس الحلم من اجل فلسطين حرة وديمقراطية ” داعيا العباسي للعب دور نقابي دولي كسفير أول للنقابات عبر العالم.
ولاحظ ممثل الاتحاد المغربي للشغل ميلود معاصيد وجود واقع مرير عنوانه استهداف الاوطان واشاعة الحروب واتباع سياسة التقشف على حساب العمال وهو ما يفرض يقظة الحركات النقابية ومواصلة نضالها ضد هذا الواقع حسب تقديره مؤكدا على الموقف الداعم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
من جهته اشار ممثل القوى العاملة الفرنسية جان كلود ماي ان المؤتمر 23 للاتحاد العام التونسي للشغل هو الاول بعد الثورة التونسية الذي لعبت فيه القوى العاملة دورا فعالا ورئيسيا في تحقيق الانتقال الديمقراطي.
و اشاد ماي بالدور الذي لعبه الاتحاد في طلب فتح الارشيف الفرنسي في قضية اغتيال الزعيم الوطني فرحات حشاد معتبرا ان مناضلي ومناضلات المنظمة الذين تشبعوا بمبادئ النضال النقابي سيحافظون على ارث زعماء الحركة النقابية وسيراكمون مزيدا من النضالات الجديدة لفائدة الحركة العمالية.
اما رئيس الاتحاد الامريكي للعمال ريتشارد ترومكا فبين ان حصول الاتحاد العام التونسي للشغل على جائزة نوبل للسلام جاء تقديرا لمساهمته في نجاح الثورة التونسية وان ما تبذله المنظمة من جهود في الدفاع عن الحقوق العمالية هو مثال يحتذى في العالم.
و اعتبر ممثل اتحاد عمال البحرين ان الاتحاد العام التونسي للشغل مثل الداعم بنصائحه لاتحاد عمال البحرين هذه المنظمة الفتية التي ولدت من رحم النضال المرير في البحرين وارادة عمالية من اجل فرض وجودها حسب قوله.