انهى المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم مساء أمس الاثنين الدور الأول من نهائيات كاس امم افريقيا التي تحتضنها الغابون إلى غاية 5 فيفري القادم بمهرجان هجومي جاء على حساب منتخب الزمبابوي 4-2 في اطار الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات المجموعة الثانية أمضى به “نسور قرطاج” على ورقة العبور إلى الدور ربع النهائي الذي ستنطلق معه الأمور الجدية بملاقاة “الخيول” البوركينية.
وجاءت مباراة الأمس لتترجم النفس الهجومي الذي أضحى يتحلى به ابناء المدرب هنري كسبرجاك و الذي ظهر في مباراة الجزائر اذ مع الإقرار في ذات الوقت بضعف منتخب الزمبابوي الذي ابدي هشاشة كبيرة لاسيما على مستوى الخط الخلفي فان ذلك لا يحجب التعامل الذكي للمنتخب التونسي مع مقتضيات المباراة حيث لم يحتكم زملاء صيام بن يوسف الى لغة الحسابات والتفكير في النقطة الوحيدة التي كانت تكفيه للمرور رسميا الى ربع النهائي بل تابع نزعته الهجومية التي أفرزت رباعية كاملة ستجعل النسور ينظرون بعيون حالمة الى الأدوار القادمة من نسخة الغابون.
وشدد المدرب الوطني هنري كسبرجاك في معرض تفسيره للفوز المحقق على الزمبابوي ان “المباراة لم تكن سهلة بل كانت صعوبتها في طريقة التعامل معها حيث ظن المنافس أننا سنتوخى طريقة حذرة الا ان العكس هو الذي حصل حيث بادرنا بالهجوم وباغتنا منتخب الزمبابوي ونجحنا في اخذ الفارق منذ بداية المباراة وهو ما اصاب المنافس بالذهول و لم يتمكن من العودة في اللقاء بفضل اسبقية الشوط الأول” وهذا ما يصب في خانة قوة الشخصية التي بدا ينحتها المنتخب التونسي لنفسه من خلال حسن توظيف الإمكانيات الفردية لصالح المجموعة.
وترجمت مباراة الزمبابوي الدور الهام الذي أضحى يحتله التنشيط الهجومي صلب استراتيجية لعب المنتخب التونسي فكان السليتي والمساكني والخزري عنوانا بارزا لهذه القوة الضاربة من خلال احكام الجمل الكروية وانهائها وقد تمكن هذا الثلاثي من التهديف وملامسة شباك المنافس في ظرف زمني وجيز وهو ما حط من معنويات المنافس و بعثر اوراقه لتتواصل المباراة في اتجاه واحد و بدت موازين القوى غير متكافئة بالمرة مما يجعل الحديث عن حوار تكتيكي و فني بين المنتخبين غير ذي جدوي.
ولخص مدرب منتخب الزمبابوي كايستو بازويا الاداء المتذبذب والمهزوز الذي قدمه لاعبوه في اللقاء بعبارات متقطعة ولكنها صادقة قائلا” ارتكبنا اخطاء لا تليق بهذا المستوى من المنافسات وهو ما يفسر الهزيمة الثقيلة التي تكبدناها و لا شك ان مشاركتنا في نهائيات الغابون افرزت دروسا مفيدة يتعين الاستفادة منها حتى يكون مردودنا في مختلف الرهانات القارية أفضل بكثير حيث الاحتكاك بمنتخبات قوية وذات تقاليد راسخة قاريا سيعود بالنفع على لاعبينا ويبقى الأهم التعلم من هذه التجارب”.
وفسر متوسط الميدان الفرجاني ساسي تلك الهوة التي بانت بين المنتخبين بقدرة المنتخب التونسي على التحكم في منطقة وسط الميدان منذ الوهلة الاولى للمباراة مبينا ان “شل هجمات المنافس والتحكم في نسق اللعب في منطقة وسط الميدان وضع منتخب الزمبابوي في مواقف محرجة للغاية وارتكب اخطاء فادحة تم استغلالها على أحسن وجه و اعتقد اننا دخلنا في نسق تصاعدي مردودا و نجاعة و تلك أهم ملاحظة افرزها الدور الأول للنهائيات”.
وشهد الشوط الثاني للقاء بعض التراخي بما مكن المنافس من تذليل الفارق وهذا ما علق عليه كسبرجاك قائلا “بعد اسبقية 4 اهداف في الفترة الاولى من اللعب اقتصر دور اللاعبين على مجرد المحافظة على الاسبقية خلال الشوط الثاني بل ان الحضور الذهني انتقل بعد الى لقاء الدور ربع النهائي ضد منتخب بوركينا فاسو وهذا امر طبيعي و منطقي”الا ان هذا التحليل لا يفسر بعض الاخطاء والثقل الدفاعي الذي يتعين تجنبه في قادم المباريات انطلاقا من لقاء السبت القادم ضد بوركينافاسو في حوار لا يحتمل الاخطاء المجانية امام منافس يختلف شكلا ومضمونا عن الزمبابوي.
و بدا من البديهي ان يحول لاعبو المنتخب التونسي اهتمامهم الى لقاء االسبت القادم ضد المنتخب البوركيني باعتبار حساسية المواجهة المرتقبة من جهة ثانية حيث شدد الظهير الايسر علي معلول ان بلوغ الهدف الأول في النهائيات القارية بالتاهل الى ربع النهائي لن يمنعنا من إصلاح الاخطاء التي ارتكبناها والهنات التي برزت في مختلف المباريات التي خضناها و لايزال يفصلنا 5 ايام عن موعد ربع النهائي ولابد من الانصراف الى التركيز التام على لقاء السبت القادم”.
وتابع لاعب الاهلي المصري ان “منتخب بوركينا فاسو ترشح عن مجموعة صعبة في ظل تواجد الكامرون و منتخب البلد المنظم و نحن من جهتنا صعدنا في حضرة منتخبات عريقة كالسنيغال والجزائر وبالتالي تبدو المواجهة متوازنة ونتمنى ان نكون جاهزين على امتداد 90 او 120 دق في المباراة المرتقبة من اجل تحقيق نتيجة ايجابية وبلوغ المربع الذهبي “.
وشدد لاري عوزني ان لكل مباراة حقيقتها ولا يمكن اختيار منتخب بعينه لملاقته في الدور ربع النهائي فبوركينافاسو منتخب قوي ويمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين وقد استحق المركز الاول في مجموعته وستكون مواجهته مختلفة عن كل المباريات الفارطة باعتبار اننا سنكون امام مباراة كاس حاسمة لا تحتمل القسمة.
وكان المنتخب التونسي قد ضمن اثر فوزه بنتيجة 4-2 على الزمبابوي تاهله الى الدور ربع النهائي لنهائيات كاس امم افريقيا التي تحتضنها الغابون منهيا الدور الاول في المركز الثاني ب6 نقاط خلف السنيغال 7 نقاط فيما غادر المنتخب الجزائري النهائيات بنقطتين بمعية الزمبابوي متذيل المجموعة الثانية بنقطة واحدة.