عاد اسم الارهابي سيف الله بن حسين المكنى بـ “أبو عياض التونسي” ليطفو على السطح مجددا متصدرا أبرز عناوين الصحف المحلية والعالمية وذلك بعد أن بثت قناة “ليبيا الحدث” مساء الاثنين الماضي صورا ومقطع فيديو لجثة ارهابي قالت أنها لزعيم تنظيم أنصار الشريعة في تونس سابقا “أبو عياض” مؤكدة القضاء عليه اثر اشتباكات مسلحة بمدينة قنفودة الليبية.
وقد تضاربت مجددا الأنباء حول مقتله فمن جانبه نفى المتحدث باسم القوات المسلحة أحمد المسماري ما تردد من انباء حول مقتل زعيم تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي التونسي سيف الله بن حسين المكنى بـ”أبو عياض”.
وقال المسماري أنّ تقرير الطب الشرعي الذي صدر أثبت أن الجثة التي تم تداولها ليست لأبو عياض وانما هي لأحد قادة تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقة قنفودة وهو ليبي الجنسية واسمه عبد القادر بوجرادة.
وفي المقابل نشر موقع مقرب من “مجلش شورى ثوار بنغازي” شريطاً مصوراً ينعي فيه “أمير أنصار الشريعة بتونس سيف الله بن عمر أبو عياض التونسي”.
ويرى خبراء أمنيون أن صدور فيديو النعي رغم نفي مقتله بعد ما اثتبه تقرير الطب الشرعي قد يكون هدفه الايهام بمقلته لابعاد الانظار عنه وحمايته لتسهيل تحركاته.
وتجدر الاشارة الى انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترويج خبر مقتله دون أن يثبت ذلك.
فمن هو سيف الله بن حسين المكنى بأبو عياض؟
سيف الله بن حسين المكنى بأبي عياض، ولد يوم 08 نوفمبر 1965 يبلغ من العمر 52 عاماً، ولد وترعرع في تونس العاصمة، كانت له أنشطة إسلامية في تونس خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات، كان مطاردا من السلطات الأمنية خلال الحملة التي شنتها السلطة على الإسلاميين.
حفظ سيف الله بن حسين القرآن وتبنى منهج وأيديولوجية الإخوان المسلمون، في السنوات الثمانين، ناضل أبو عياض مع حركة الإتجاه الإسلامي (النهضة سابقا).
وفر بن حسين من تونس بعد قمع نظام زين العابدين بن علي الحركات الطلابية سنة 1987. ولذلك حوكم غيابيا بسنتين سجنا من قبل المحكمة العسكرية بتونس بتهمة المشاركة في الإحتجاجات.
وعند خروجه من تونس، قصد أولا المغرب، أين التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة وجدة، وهناك تزوج بمغربية.
بعد ذلك سافر إلى بريطانيا وأفغانستان. وفي هذه الأخيرة اشترك في معسكرات تدريب وقابل أسامة بن لادن في قندهار. في 2000، أسس مع طارق المعروفي وحدة أسماها جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد .
ولذلك يتهمهم البعض بالمشاركة في تنظيم عملية إغتيال القائد أحمد شاه مسعود في 2001.
وتم تصنيف هذه الجماعة في 2001 من قبل مجلس أمن الأمم المتحدة على أنها تابعة لتنظيم القاعدة .
وشارك بن حسين الذي أصبح يلقب أبو عياض في حرب أفغانستان مع القاعدة، قبل أن يغادر إلى تركيا في 2003، أين تم توقيفه وإرساله إلى تونس في نفس السنة. ثم حوكم من قبل المحكمة العسكرية بتونس ب43 سنة سجنا .
ورغم دفاعه عن تنظيم القاعدة فإن أبو عياض في تصريحات صحفية نفي انتماءه للتنظيم وقال إنه حكم بعشرين سنة سجنا نتيجة هذه التهمة، مشددا على أنه يحمل فكر التنظيم لأنهم أهل الحق على حد قوله ونصرتهم واجبة في العالم.
في 2011، خرج أبو عياض من السجن في إطار عفو عام بعد الثورة التونسية، فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع أبو أيوب والخطيب الإدريسي.
في 17 أوت 2013، تم تصنيف تيار أنصار الشريعة منظمة إرهابية بسبب “تنفيذها لعمليتي إغتيال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والهجوم على عدة مراكز أمنية بالإضافة إلى علاقتها مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” حسب أقوال وزارة الداخلية التونسية.
في سبتمبر 2012 حاولت قوات الامن التونسية القاء القبض على ابو عياض بينما كان يؤدي خطبة في جامع الفتح بتونس العاصمة بسبب الهجوم الذي نفذته عناصر سلفية على مقر السفارة الأمريكية ولكنه تمكن يومها من الفرار ليتسلل بعد مدة الى ليبيا.
وقد عرف أبو عياض بعدائه الشديد للحكومة التونسية في 2012 وكذلك لوزير الداخلية المنتمي لحركة النهضة الإسلامية آن ذاك علي العريض، حيث كان قد اتهم الحكومة بتعذيب السلفيين داخل السجون على خلفية ما نسب للتنظيم من اتهامات تتعلق ببعض الأحداث الإرهابية التي شهدتها البلاد بعد الثورة.
في 30 ديسمبر 2013، راج خبر إعتقال أبو عياض من قبل قوات المارينز الأمريكية في مدينة مصراتة الليبية، وهنا نفى تنظيم أنصار الشريعة ووزارة الدفاع الأمريكية وكذلك السفارة الأمريكية في تونس هذا الخبر .