تعود بطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم غدا الاربعاء الى سالف نشاطها بعد راحة مطولة على خلفية مشاركة المنتخب الوطني التونسي في نهائيات كاس افريقيا للامم 2017 في الغابون بطبقين كرويين من اعلى طراز يضع الاول غدا الاربعاء في ملعب رادس النادي الافريقي في مواجهة الترجي الرياضي في دربي العاصمة الذي سيكون مداره صدارة المجموعة الثانية ويجمع الثاني بعد غد الخميس في سوسة النجم الساحلي بضيفه النادي الرياضي الصفاقسي من اجل حسم صدارة المجموعة الاولى خاصة بالنسبة لفريق جوهرة الساحل الساعي لضمان اوفر حظوظ التاهل الى مرحلة التتويج.
لقاء الاجوار بين الغريمين الازليين يدخله النادي الافريقي صاحب المركز الثاني ب24 نقطة والترجي الرياضي المتصدر ب26 نقطة هذه المرة بعيدا عن الضغوطات بعدما تاكد الفريقان من التاهل منذ فترة الى مرحلة “البلاي اوف” لكن الدربي كعادته دائما من شانه ان يبقي على منسوب التشويق والاثارة عاليا في ظل حرص كل منهما على حسم حوار زعامة المجموعة الثانية.
ومهما يكن من امر فان لهذا الدربي دائما نكهة مميزة لدى احباء “الابيض والاحمر” و”الاصفر والاحمر” على وجه خاص والجمهور الرياضي بصفة عامة الذي يتشوق لفرجة رائقة تنسيه نكسة “الكان” وما رافقها من خيبة امل بعد خروج “نسور قرطاج” من الدور ربع النهائي للعرس القاري.
وسيسعى النادي الافريقي الى استغلال اسبقية الجمهور لكسب النقاط الثلاث والارتقاء الى الصدارة غير ان اكثر من سؤال سيرافق ظهور فريق “باب الجديد” خلال هذه المواجهة خصوصا بعد التفريط في ثلاثي بارز خلال الميركاتو الشتوي (بسام الصرارفي واسامة الحدادي الى البطولة الفرنسية نحو نيس وديجون وعبد القادر الوسلاتي الى الفتح السعودي) ومدى قدرة المنتدبين الجدد خصوصا سليمان كشك واسامة الدراجي والزيمبابوي ماثيو روزيك على تعويض اللاعبين المغادرين.
في الجهة المقابلة سيعمل الترجي الرياضي في اول مباراة له تحت قيادة مدربه الجديد القديم فوزي البنزرتي الذي حل مكان عمار السويح على تحقيق انطلاقة موفقة لمواصلة مشواره الناجح في البطولة باعتباره يبقى الفريق الوحيد الذي لم يتجرع الى حد الان طعم الخسارة. ويعول فريق باب سويقة على استقرار رصيده البشري ولمسة مدربه الجديد لمتابعة سلسلة نتائجه الوردية امام النادي الافريقي بعدما فاز في مباراتين وتعادل في واحدة في المواجهات الثلاث الاخيرة.
وضمن المجموعة الاولى تبدو المنافسة على اشدها بين الثلاثي النجم الساحلي صاحب المركز الثاني ب23 نقطة واتحاد بنقردان الثالث ب22 نقطة والنادي البنزرتي الرابع ب21 نقطة من اجل حجز التذكرتين المتبقيتين لمرحلة “البلاي اوف” بعد ان حسم النادي الصفاقسي المتصدر ب27 نقطة تاشيرة العبور الاولى لمرحلة التتويج.
كلاسيكو الجولة سيكون خلاله النجم الساحلي (حامل اللقب) امام حتمية الانتصار للالتحاق بكوكبة الاندية المتاهلة الى مجموعة التتويج وهو ما سيسلط ضغطا نفسيا كبيرا على الفريق تحت اشراف المدرب الجديد الفرنسي “هوبار فيلود” خاصة وانه على موعد مع تنقل محفوف بالمخاطر في الجولة الختامية الى سيدي بوزيد امام منافس يصارع من اجل البقاء.
فريق جوهرة الساحل نشط خلال الميركاتو الاخير وقام ببعض الانتدابات بهدف توسيع قاعدة اختيارات الاطار الفني اهمها التعاقد مع حارس مرمى ترجي جرجيس اشرف كرير والمهاجمين حازم حاج حسن والجزائري عامر بوعزة على التوالي من بوردو و ريد ستار الفرنسيين.
وسيغيب عن النجم صانع العابه الدولي امين بن عمر بسبب العقوبة التاديبية والمدافع علية البريقي الذي احتفل منذ ايام قليلة بزواجه.
اما النادي الصفاقسي فسيكون حتما ضيفا ثقيلا على اولمبي سوسة وسيحاول تعكير صفو منافسه وارباك حساباته في سباق التاهل خاصة وانه يدخل المقابلة بلا ضغوطات بعدما ضمن صعوده الى “البلاي اوف”.
ولئن يعيش فريق عاصمة الجنوب في الاونة الاخيرة على وقع مشاكل مادية كبيرة بسبب عدم تسوية ديون انتداباته وتعاقداته ما تسبب له في عقوبات صارمة من قبل “الفيفا” وصلت حد منعه من الانتدابات خلال فترة تنقلات اللاعبين الاخيرة فانه يبقى قادرا بفضل ما يتوفر عليه من زاد بشري ثري على القفز على الامه ووضعه الصعب ومتابعة قيادة قاطرة اندية المجموعة الثانية للبطولة بكل ثبات رغم انه لم يفز على النجم في المواجهات الخمس الاخيرة في البطولة.
بالتوازي مع موقعة سوسة ستتجه الانظار كذلك الى مباراة النادي البنزرتي واتحاد بنقردان التي تنطوي بدورها على رهان كبير قد يجعل منها بالنسبة للفريقين مقابلة الموسم.
وسيكون ابناء المدرب ماهر الكنزاري في اختبار صعب اذ لا خيار امامهم سوى تحقيق الفوز اذا ما رغبوا في انعاش امالهم في التاهل الى “البلاي اوف” باعتبار ان اي نتيجة اخرى ستعصف باحلامهم وستحكم عليهم باللعب ضمن مجموعة تفادي النزول.
ولعل ما سيزيد من صعوبة المهمة تفريط النادي البنزرتي خلال الميركاتو في عدد من الركائز الاساسية على غرار المدافع سليمان كشك للنادي الافريقي ومتوسط الميدان السنغالي “يوسوفا مبينغي” والمهاجم الكونغولي “برانس ايبارا” الى الوكرة القطري وهو ما قد يؤثر بالخصوص على الاداء الهجومي للفريق في وقت يبدو فيه بحاجة لعناصر قادرة على انجاح رهان التهديف.
ومن جهته سيعمل اتحاد بنقردان المفاجاة السارة في الشطر الاول من سباق الرابطة المحترفة الاولى على العودة على الاقل بنتيجة التعادل لوضع قدم في “البلاي اوف” قبل استضافته في الجولة الختامية شبيبة القيروان.
اما بالنسبة لمباريات الصراع من اجل البقاء فان الاجواء ستكون ساخنة جدا في تطاوين حيث سيستقبل اتحاد المكان اولمبيك سيدي بوزيد لفض الشراكة بينهما في المرتبة الاخيرة ب8 نقاط رفقة شبيبة القيروان التي تتطلع من ناحيتها الى درء شبح النزول لدى استضفاتها الترجي الجرجيسي صاحب المركز الخامس ب14 نقطة.
وضمن المجموعة الثانية سيلعب الاولمبي الباجي متذيل الترتيب ب7 نقاط اخر اوراقه في الدفاع عن حظوظه في البقاء عندما يستضيف نادي حمام الانف السادس ب11 نقطة الذي تكفيه نقطة واحدة للتاكد من عدم النزول اثر انتهاء المرحلة الاولى.