دعا رئيس المنظمة العربية للإدارات الانتخابية ورئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار اليوم الاربعاء إلى تضمين مشروع القانون الأساسي للميزانية مفاهيم جديدة على غرار ما يعرف اليوم في القانون التونسي بالهيئات الدستورية المستقلة.
وأضاف في تصريح إعلامي على هامش افتتاحه ورشة عمل إقليمية موضوعها “استقلالية الإدارات الانتخابية العربية: بين المفهوم والممارسة” أن قانون الميزانية لا يحتوي في فصوله أية إشارة إلى الهيئات الدستورية المستقلة باعتبارها مسألة حديثة لم يتم التطرق لها في القانون العام الفرنسي إلا سنة 2011 داعيا إلى ضرورة مراجعة قانون الميزانية والتوجه نحو مقاربة الميزانية حسب الأهداف والمهام بهدف جعله أكثر قربا من الحوكمة الرشيدة.
وبخصوص انتخابه على رأس المنظمة العربية للإدارات الانتخابية أمس الثلاثاء إعتبر صرصار أن في ذلك تأكيد لاشعاع الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات والتجربة التونسية إقليميا حاثا الحكومة التونسية على تيسير احتضان تونس لهذه المنظمة الفتية لاسيما وأن غالبية أعضائها يحبذون فكرة أن تكون تونس دولة المقر حتى يتم المحافظة على استقلاليتها.
وفي ما يتعلق بمشاركة المواطنين من حاملي السلاح في الانتخابات المحلية ذكر بأن القانون تمت المصادقة عليه وانقضت آجال الطعن فيه لافتا الانتباه إلى وجوب إقرار التصويت المسبق لهذه الفئة مع ضرورة عدم القيام بعملية الفرز يوم الاقتراع مثلما هو معمول به حتى لا يتم المساس بمبدأ سرية التصويت بالنسبة لهذه الفئة.
من جانبها دعت الأمينة العامة للمنظمة العربية للإدارات الانتخابية بدرية البلبيسي إلى توسيع صلاحيات الإدارات الانتخابية وتمكينها من اتخاذ قراراتها المالية والإدارية بكل استقلالية مؤكدة على ضرورة إرساء الاستقلالية كمفهوم وتجذيره في الثقافة المؤسساتية وتوفير الضوابط الضامنة لممارستها والالتزام بها من قبل مختلف الإدارات الانتخابية.
واعتبرت أن تركيز عدد من الإدارات الانتخابية العربية على إصلاح الإطار التنظيمي والمؤسساتي لإدارة العملية الانتخابية وعلى تطوير التشريعات والنظم الانتخابية يبقى إجراء شكليا ما لم يتم الأخذ بعين الاعتبار مسألة الحوكمة الرشيدة وإقرار الرقابة البعدية.
وتهدف المنظمة العربية من تنظيم ورشة عمل إقليمية موضوعها “استقلالية الإدارات الانتخابية العربية: بين المفهوم والممارسة”، التي انطلقت اليوم بتونس وتستمر على مدى يومين، إلى التعرف على أهم المبادئ والمرتكزات العامة المعتمدة لقياس مستوى استقلالية الإدارات الانتخابية والتعرف على الضمانات القانونية والتنظيمية المتوفرة لديها بالإضافة إلى استعراض أهم التحديات المتعلقة باستقلاليتها وبعض الممارسات الفضلى في هذا المجال فضلا عن تشكيل مجموعة عمل لوضع معايير توجيهية لإرشاد الإدارات الانتخابية من أجل تحقيق استقلاليتها.
يذكر أنه تم، في مفتتح أشغال الاجتماع الثاني للجمعية العامة للمنظمة العربية للإدارات الانتخابية المنعقد أمس بالعاصمة، انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، رئيسا للمنظمة العربية للإدارات الانتخابية خلفا لعماد السايح من ليبيا فيما حافظت الأمينة العامة والمكتب التنفيذي القديم على مناصبهم.