احتقان..غضب..استياء..ووجوه مكفهرة هكذا بدا مشهد المواطنين الذين تجمعوا فرادى وجماعات..نساء وأطفالاً ورجالاً صباح اليوم الأربعاء 08 فيفري 2017 امام مستشفيات الرابطة وصالح عزيز والهادي الرايس لأمراض العيون بالعاصمة وذلك بعد دخول الأطباء بمختلف المستشفيات العمومية في اضراب عن العمل تضامنا مع زميلتهم الطبيبة المقيمة “عبير عمران” التي تم ايقافها على خلفية وفاة رضيع في مستشفى فرحات حشاد بسوسة السبت الماضي .
نفذ الأطباء اليوم اضرابهم العام ضاربين بصحة ومصلحة المواطن وقسم الطبيب الذي ادوه يوما ما على ان يصونوا حياة الإنسان في كافّةِ أدوَارهَا وفي كل الظروف والأحَوال عرض الحائط.
فاتورة ثقيلة للاضرابات المتتالية في قطاع الصحة في كل مرة يدفعها المواطن البسيط من جيبه وصحته وهو ما أجمع عليه عدد من المرضى الذين التقاهم “المصدر” اليوم والذين أتوا للعلاج من مختلف ولايات الجمهورية (مدنين،القصرين، غار دماء وغيرها) نظرا لافتقار المستشفيات في الجهات الى أبسط متطلبات العلاج ولأطباء الاختصاص.
هم مرضى أتوا حاملين مرضهم آملين في الشفاء فعادوا بخفي حنين وبحسرة كبيرة واحساس بالعجز نظرا لظروفهم المادية الصعبة التي تمنعهم من الذهاب والاياب مرارا وتكرارا ومنهم من اكد أنه سيبيت هذه الليلة في الشارع لعدم قدرته على العودة الى ولايته دون تلقي العلاج.
صورة مريضة تذرف الدموع أمام مستشفى صالح عزيز
معاناة من المرض تعمقها الظروف السيئة في المستشفيات بالاضافة الى الاضرابات خاصة بالنسبة للمرضى الذبن يعانون من الامراض الخبيثة على غرار الذين يتلقون العلاج في مستشفى صالح عزيز ومن منا لا يعرف هذا المستفى الوحيد في تونس المتخصص في علاج السرطان.
هؤولاء المرضى يعانون بشكل مستمر من مشاكل متابعة العلاج والانتقال إلى العاصمة للعلاج الكيميائي”،لتأتي الاضرابات في كل مرة لتعمق معاناتهم ومنهم من يقطن في الولايات الداخلية وتضطره الظروف لتفويت جلسات العلاج في العاصمة”.
قد يكون الاضراب حق مشروعا في الدستور ولكن هذا لا يعطي الحق للأطباء للاستخفاف بأرواح المواطنين مهما كانت الأسباب والظروف.
وللتذكير فان اضراب الأطباء اتى بدعوة من النقابة الوطنية للأطباء والصيادلة والاستشفائيين الجامعيين، لمطالبة وزيرة الصحة “بإحداث نظام أساسي للأطباء على خلفية تعدد حالات إيقاف الأطباء”.
وقد استثنت الحالات الاستعجالية من الاضراب حيث يتواصل العمل في أقسام الاستعجالي بصفة عادية في المستشفيات.