دعا رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، الشعب الإيطالي، إلى استئناف زياراتهم إلى تونس، سيما وأن “الأمن مستتب”، قائلا في الصدد: “أتوجه لكل الشعب الإيطالي برسالة صداقة من الشعب التونسي، وهو مرحب به في بلادنا التي لا يعد الوضع الأمني فيها أسوأ مما هو عليه في الدول الأوروبية.”
واعتبر رئيس الدولة في تصريح إعلامي عقب لقائه اليوم الأربعاء بالقصر الرئاسي بروما، الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أن “المقاربة الأمنية لمحاربة الإرهاب والسيطرة عليه ضرورية، لكن أوروبا مدعوة اليوم إلى أن تبادر بمشروع إستراتيجي تكاملي واسع بينها وبين كل دول جنوب المتوسط، لإعادة الأمن في المنطقة”.
وحول التصدي للهجرة السرية، ذكر قايد السبسي باتفاق سنة 2001 الذي يربط البلدين في هذا المجال والذي تم تنفيذه بإحكام بين الطرفين، “إذ انخفض عدد المهاجرين غير الشرعيين من 22 ألف مهاجر سنة 2011 إلى 1000 مهاجر سنة 2016″، مشيرا إلى أن هذا الإتفاق مميز وقد قدمت فيه إيطاليا المساعدة لتأمين الحدود البحرية لتونس، في انتظار أن يتم تأمينها بشكل كامل شهر جويلية 2017”.
وأضاف في هذا الإطار أن “ظاهرة الهجرة السرية تتطلب معالجة أسبابها، لا سيما وأن أغلب المهاجرين غير الشرعيين، قادمون من وراء الصحراء، حيث انعدام التنمية وتفشي الفقر”.
وبخصوص الوضع الليبي، قال رئيس الجمهورية “إن إيطاليا من دول شمال المتوسط الأكثر اهتماما بالوضع في ليبيا، نظرا للتاريخ المشترك بين البلدين”، داعيا إيطاليا إلى المساعدة، في مرحلة ثانية، في المبادرة التي مازالت في مراحلها الأولى والتي تعمل من خلالها تونس ومصر والجزائر، على تمثيل طموح الشعب الليبي الشقيق في تشكيل دولة وطنية، لا إقصاء فيها”.
وبين قايد السبسي أن اللقاء مع الرئيس الإيطالي عكس توافقا في المواقف حول العلاقات الثنائية والدولية، معبرا عن تفاؤله بمستقبل هذه العلاقات، لا سيما وأن إيطاليا تترأس مجموعة الدول السبع الكبار التي “ستطرح في برامجها مواضيع الإرهاب والتغيرات السريعة والعميقة في العالم والوضع الدولي”.
من جهته أكد رئيس إيطاليا في تصريح إعلامي أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الباجي قايد السبسي، كان فرصة جدد فيها التعبير عن عمق علاقات الصداقة والتعاون التي تربط بلده بتونس، قائلا إن “تونس هي شريك مميز ودولة هامة في حوض المتوسط”. كما أشار إلى أن إيطاليا ستعمل خلال ترؤسها لقمة مجموعة السبع في ماي 2017 على “حشد الدعم اللازم لتونس”.
وبعد أن أشار إلى أن هذه الزيارة ستشهد إمضاء 6 اتفاقيات بين البلدين في مجالات السياحة والصحة والطاقة والثقافة، ذكر ماتاريلا بالمساهمة الهامة للجانب الإيطالي في منتدى الإستثمار (تونس 2020)، معتبرا من جهة أخرى أن مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا، “مشروع لا بد من إنجازه، لما سيحققه من فائدة للبلدين.”
وحول مسألة الهجرة، شدد الرئيس الإيطالي على “أهمية الإستثمار في الشباب وحمايته من المتاجرين بالبشر واستقطابه في أعمال إرهابية، وذلك عبر القضاء على أسباب هذه الآفة”.
وبشأن الأزمة الليبية، عبر سيرجيو ماتاريلا عن رغبة بلاده في “توفير المساعدة من أجل تشكيل حكومة وطنية تفرض سيطرتها وتقوم بإحلال السلام بهذا البلد”.
وكان الرئيس الباجي قايد السبسي أستقبل قبل هذه المباحثات، من طرف نظيره الإيطالي في موكب استقبال رسمي انتظم بالمناسبة، تمّ خلاله عزف النشيدين الوطنيين التونسي والإيطالي واستعراض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت لهما التحية.
يذكر أن قايد السبسي، شرع اليوم الأربعاء، في زيارة دولة إلى إيطاليا تستغرق يومين وذلك بدعوة من الرئيس الإيطالي.