أكد رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، أن “نجاح تونس في تجربتها الديمقراطية نابع من كونها انتهجت تمشيا لم تستثن فيه أيا من أبنائها مهما كانت مرجعيته”، معتبرا أن “التجربة التونسية ذات خصوصية، ولا يمكن تصديرها”
وفي كلمة له الاربعاء، أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، حيث يؤدي زيارة دولة إلى روما بدعوة من الرئيس الإيطالي، قال قايد السبسي، “إن نجاح التجربة الديمقراطية التونسية، ومشاركة الإسلاميين فيها، نابع من كون هذه التجربة ترتكز على المرجعية الإسلامية التونسية والمدرسة الدينية القيروانية التي أشعت في شمال إفريقيا، والتي قوامها التسامح والأخوة وقبول الآخر والتعايش”.
وتابع يقول “بقدر الإعتزاز بما راكمته التجربة الدّيمقراطية الفتية في بلادنا، فإننا واعون تماما بالتّحدّيات الجسام التي ما زالت تُواجه تونس، خاصة على الصّعيدين الاقتصادي والاجتماعي”، مؤكدا، في هذا الصدد، أن “المشروع الديمقراطي لا يفرض بالقانون، بل يمارس مع الوقت، ولا بد أن يشمل الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية”.
على صعيد آخر، اعتبر قايد السبسي في كلمته أن مسألة الهجرة “مسألة معقدة”، مؤكدا أنه “لا يمكن معالجة تدفّق الهجرة غير الشرعية، إلا باعتماد استراتيجية جماعية شاملة تعالج المسألة من جميع نواحيها، وتأخذ بعين الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثّقافية والإنسانية للهجرة، من خلال مُعالجة جذورها”.
ونوه، في هذا الصدد، “بالتعامل الإنساني للسلطات الإيطالية مع هذه الظّاهرة التي تفاقمت في السّنوات الأخيرة نتيجة الأوضاع المتأزّمة في المنطقة”، معبرا عن ارتياحه لما تم تحقيقه من تعاون نموذجي بين البلدين في مجال مُعالجة الهجرة غير الشّرعية.
وأشاد رئيس الجمهورية بالمساعدات الإيطالية ذات الصلة، من تجهيزات ومعدّات وتكوين لمقاومة هذه الظاهرة، ما ساهم في رفع القدرات الوطنية على تأمين الحدود البحرية، وفي نجاح القوّات الأمنيّة في إحباط العديد من عمليات الهجرة السرية، وأفضى إلى تقلّص عدد المهاجرين التّونسيين الوافدين عبر البحر إلى السّواحل الإيطالية من قرابة 22 ألفًا سنة 2011 إلى حوالي ألف مهاجر فقط خلال السّنوات الأخيرة.
ولدى تطرقه إلى آفة الاٍرهاب، قال الباجي قايد السبسي إنه “لا يوجد بلد في مأمن من الإرهاب”، وهو “ما يتطلب وضع استراتيجية تعاون جماعية أوروبية إفريقية، من شأنها أن تكفل تحقيق أفضل النتائج في مجال مكافحة هذه الظاهرة. وأكد في سياق متصل أن “تونس سيطرت على الوضع سنة 2016، ولَم تشهد عمليات إرهابية”.
من جانب آخر، اعتبر رئيس الجمهورية أن التعاون الاقتصادي التونسي الإيطالي “مميز”، مؤكدا أن المؤسسات الاقتصادية الإيطالية المنتصبة في تونس “تحقق نتائج مرموقة”، ويتعين العمل على “المحافظة عليها”. ودعا الفاعلين الاقتصاديين الإيطاليين إلى تطوير حجم استثماراتهم في تونس، التي قال إنها “بلد آمن”. كما دعا قايد السبسي السياح الإيطاليين إلى الإقبال على الوجهة التونسية. وتوجه في هذا الصدد إلى الحاضرين في هذا الموكب، لاسيما البرلمانيين والمسؤولين الإيطاليين، قائلا “ارفعوا الحظر عن الوجهة التونسية”.
ويؤدي رئيس الجمهورية زيارة دولة الى ايطاليا بدعوة من نظيره الإيطالي، سيرجيو ماتارالا، تتواصل على مدى يومين (8 و9 فيفري)، وتهدف إلى دعم العلاقات الثنائية، وسيتم خلالها إمضاء 6 اتفاقيات تشمل عديد القطاعات.