تقدم مؤسسة المسرح الوطني التونسي مساء السبت 11 فيفري بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، العرض الأول للعمل الكوريغرافي “ألهاكم التكاثر” لنجيب خلف الله، أداء كل من مريم بوعجاجة وآمنة المولهي وسندة الجبالي ووفاء الثّابتي ووائل المرغني ومروان الروين وباديس حشّاش ونجيب خلف اللّه.
ويحيل عنوان هذا العمل “ألهاكم التكاثر”، وفق المخرج، على “تهافت السياسيين على المناصب، والتناحر من أجل بلوغها مقابل تناسي الأوضاع الحقيقية للمواطن والتغافل عنها”.
وأضاف أن فكرة إنتاج هذا العمل نابعة من تعدد مشاهد العنف والإرهاب التي أحاطت بالبلاد، مقابل عدم سعي أي مسؤول في السلطة لإيجاد حلول لها أوتقديم استقالته لفشله في إدارة شؤون الناس، وهذا ما يؤكد، وفق المخرج، تقديم المسؤولين لمصالحهم الشخصية على حساب المصلحة العامة ومصلحة المواطن والدولة، لذلك سمّي العمل “ألهاكم التكاثر”.
واستغرق التحضير لهذا العمل ما يزيد عن ستة أشهر، بين المخرج أنه خصّص منها أكثر من 4 أشهر للاشتغال على الفكرة والكتابة والقضايا المراد معالجتها، وقد تم حصر توقيت العرض في 70 دقيقة.
وسيكون هذا العرض الكوريغرافي مرفوقًا في بعض المواقف بقراءة نص كتبه الفرنسي “سيلفان بيرثلوت” خصيصا لهذا المشروع، وترجمه محمد بن طبيب، بحسب المخرج.
وفي ما يتعلق بالحركات التعبيرية عن القضايا المطروحة في هذا العمل، بيّن وائل المرغني الذي أشرف على تأطير الراقصين الكوريغرافيين، أن المشاهد الراقصة لن تكون في شكل حركات جميلة منتظمة ومتناسقة للجسد مثل ما هو متداول في عروض الرقص الكلاسيكي، وإنما يصنف هذا العرض الكوريغرافي ضمن خانة الرقص المعاصر الذي يمنح الجسد كامل الحرية للتعبير عن كوامن الذات بكل عفوية وتلقائية دون حصرها في حركات ضيقة ومحدودة. مؤكدا “سيجسد الراقصون على الركح مواقف تعبر عن القلق والخراب والصّراع من أجل البقاء، تسبب فيها السياسيون بتهافتهم على المناصب”.
وبالنسبة إلى طرافة هذا العمل، تقول سندة الجبالي، إن ما يميز عرض “ألهاكم التكاثر” هو إثارة العديد من التساؤلات في عديد القضايا، دون تقديم أجوبة عنها، والهدف من ذلك هو تشريك الجمهور في عملية البحث عن أجوبة لهذه الإشكاليات العالقة كل منظوره الخاص وكل حسب تأويله، مما يجعل عملية التفكير متواصلة ولا تقف مع نهاية العرض.
أما عن إيقاع العرض، فإنه سيأخذ منحًى تصاعديّا، وفق المخرج نجيب خلف الله، تتخلله عناصر المفاجأة والتشويق للفت انتباه الجمهور وعدم السقوط في الرتابة من ناحية، ولمحاكاة إيقاع الحياة الواقعية التي تسودها حالة من الفوضى والانفلات السياسي من ناحية أخرى.