نفذ أهالي معتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس اليوم الجمعة مسيرة غضب رفعت خلالها عديد الشعارات والمطالب التنموية وعلى رأسها المطالبة بفتح المستشفى الجهوي الجديد المتعطل استغلاله رغم استكمال أشغاله منذ ما يزيد عن السنتين “بسبب مماطلة السلط الصحية بالجهة”، حسب تعبير احد الاطباء.
وقد دعت إلى هذه المسيرة، نقابات الصحة والتعليم ومكونات المجتمع المدني، وذلك على خلفية وفاة تلميذة في السنة السادسة ابتدائي من أبناء المنطقة بمرض التهاب الكبد الفيروسي أمس الخميس في المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، وتسجيل إصابات اخرى بهذا المرض في صفوف تلاميذ مدرسة بئر الغرايبة بمنطقة ودران الشمالي من هذه المعتمدية.
وانطلقت المسيرة التي عرفت مشاركة هامة للمواطنين والنقابيين والإطارات الصحية والتربوية ونشطاء المجتمع المدني والتلاميذ، من أمام المستشفى المحلي باتجاه المستشفى الجهوي الذي اكتملت أشغاله دون ان يتم استغلاله، كما اعتصم المتظاهرون أمام المستشفى وأغلقوا الطريق الوطنية عدد 2 الرابطة بين بئر علي وصفاقس وأشعلوا الإطارت المطاطية، منادين بقدوم والي صفاقس حتى يستمع إلى مطالبهم، كما شهدت المعتمدية تعطل الدروس بمختلف المؤسسات التربوية.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات تنادي بحق المعتمدية في التنمية والصحة، وأخرى مضمنة لمشاعر الحسرة والألم بسبب فقدان التلميذة مريم الزهمول.
وأكد الطبيب الطيب بن عامر في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس أن “إصابة الطفلة مريم ذاتال12 ربيعا بمرض التهاب الفيروس الكبدي، هي إصابة من جملة إصابات كثيرة لا يقل عددها عن 30 حالة، وذلك نتيجة افتقاد البنية التحتية والظروف الصحية اللائقة في المجموعات الصحية بالمدارس وتلوث مياه الشرب، وفق تعبيره.
وأشار إلى غياب تصور لاستغلال المستشفى الجهوي الذي لم يقع استغلاله بعد بسبب عدم توفير الاختصاصات والموارد البشرية والتجهيزات اللازمة لذلك، وأكد تخوف أهالي بئر علي، ان تذهب السلط والهياكل الصحية وسلطة الإشراف الى الاقتصار على استغلاله في الحالات الاستعجالية فقط، ويفتقد لأقسام الجراحة والتوليد وغيرها من الاختصاصات التي ينتظرها ويحتاجها أهالي الجهة، “وهو ما يعني تواصل الوضعيات المأسوية التي يعيشها أبناء الجهة على المستوى الصحي”، وفق تعبيره.
من جهته قال منجي بلعيد ولي تلميذ تعرض بدوره لإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي قبل أن يشفى منه أن “من مخلفات هذه الإصابة تراجع معدلات ابنه ونتائجه الدراسية بسبب التغيب للعلاج، فضلا عن المعاملة السيئة والصعوبات الجمة التي وجدها بمستشفى الحبيب بورقيبة في فترة العلاج”.
وأشار الى ضعف الأداء الإداري ونقص الإحاطة بالمواطنين على المستوى المحلي في معتمدية بئر علي، ذاكرا على سبيل المثال “عدم مباشرة عمدة لمنطقة ودران الشمالية منذ ثلاث سنوات متتالية إلى اليوم، بما جعل صوت المواطن في هذه المنطقة الريفية المبعدة لا يصل إلى المعتمدية، وذلك لأسباب لا تزال مجهولة وغير مفهومة ومقبولة” على حد قوله.