“الديبلوماسية التونسية: رحلة البحث عن الرّوافد الاقتصادية” و”ماكينة الاحتجاجات لاتحاد الشغل تعود من جديد: موجة منتظرة من الاضرابات العامة في قطاعات حساسة على امتداد شهر!” و”نشاط لطوائف مذهبية وجماعات انجيلية وتكفيرية على الحدود مع تونس” و”التبليغ عن الارهابيين..واجب أم وشاية؟” و”أبو عياض في مصراطة تحت حماية مليشيات مسلحة”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت 11 فيفري 2017.
فقد تطرقت صحيفة “الصحافة” في ورقة خاصة، الى تعدد الزيارات الرسمية التي يؤديها كبار المسؤولين في السلطة التونسية الى الخارج، في محاولات لايجاد مخارج للأزمة المالية التي أصبحت واقعا لا مناص من التهرب منه وإخفاؤه وللبحث عن بدائل من شأنها أن تضخ أملا في الاقتصاد التونسي وتعطي دفعا ولو معنويا، يمنع من الانهيار الذي بات وشيكا والذي حذّرت منه عديد المؤسسات المالية العالمية.
وعرّجت الصحيفة على المؤتمر الدولي للاستثمار الذي عقدته تونس، والذي شهد ابرام اتفاقيات عديدة كما أعطى وعودا بالغة الأهمية، معتبرة أن الحكومة التونسية تدرك جيدا أنها لا تعدو وأن تكون مجرد وعود لن يرى أغلبها النور على أرض الواقع وأن بعض البلدان حضرت فقط تلبية للدعوة التونسية وأن هذه الوعود التي قدمتها تندرج ضمن بروتوكولات العمل أو مقتضيات حديث غير اجبارية، وذلك على غرار فرنسا وقطر وتركيا والسعودية…
من جهتها، لاحظت صحيفة “المغرب” في مقال لها ورد بصفحتها الرابعة، عودة “ماكينة” التحركات الاحتجاجية والاضرابات العامة للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي لوح بتنفيذ إضرابات عامة، خلال الشهر الجاري وشهر مارس المقبل، في عدد من القطاعات الحيوية والحساسة، على غرار الأطباء والتعليم الثانوي والأساسي والقباضات المالية وغيرها من القطاعات التي أقرت مبدأ الاضراب العام، والتي لم تحدد بعد تاريخه كقطاع الاتصالات.
ويتوقع المقال، ارتفاع هذه الاضرابات في الأيام القادمة ودخول قطاعات أخرى في تحركات احتجاجية، كما يفترض أن يشمل جهات معينة، أجلت اضرابها الى موعد لاحق في انتظار مدى تفاعل الحكومة مع مطالبها في إشارة الى بن قردان، معتبرة أن حكومة الشاهد ستجد نفسها أمام موجة من الاضرابات العامة مما يستوجب العمل على حلحلتها والتوصل الى اتفاق مع الأطراف المضربة قبل أن يستفحل الأمر، خاصة وأن البلاد في غنى عن من مثل هذه التعطيلات في هذه الفترة الحساسة.
وسلطت صحيفة “الصباح” الضوء، في ركنها “رسالة الجزائر”، على الاعلان الصادر عن مصدر حكومي جزائري حول ضرورة تعامل السلطات العليا بحزم مع ظاهرة التكفير والفكر الطائفي، بعد ورود تقارير أمنية تحذر من تمدد التطرف وتصاعد نشاط عدة جماعات طائفية مصدرها المشرق والخليج وآسيا، منعت على إثرها دخول دعاة وأيمة مشبوهين بحملهم أفكارا تتعارض مع المرجعية الدينية للبلاد.
وكشف مصدر “الصباح”، وفق ذات المقال، أنه تم تسجيل نشاط مكثف لعديد الطوائف والجماعات كالأحمدية والتبشير الانجيلي والشيعة والسلفية الفكرية، على مستوى المناطق الحدودية مع تونس وذلك منذ 2011، مصرحا بأن هذه الطوائف تستغل المؤسسات التربوية والأحياء الجامعية لتسويق أفكارها.
وتساءلت صحيفة “الشروق”، في ظل المتغيرات التي تشهدها البلاد على جميع الأصعدة، عن مدى اعتبار إبلاغ أجهزة الدولة عن تحركات الارهابيين ومهربي السلاح من قبيل العمل الأخلاقي، وهل من العيب ابلاغ الدولة بما يهدد كيان المجتمع وسلامة المواطنين من الارهاب، مشيرة الى وجود تجاذبات في هذا الخصوص، حيث يربط البعض عملية الابلاغ بالموروث الذي تركته الدولة القديمة، أي نظام بن علي، باعتبار أن المواطنين هم في مواجهة ضدّ سلطة قمعية وبالتالي لا يمكن التعامل معها من منطلق التضامن…
ويستند موقف آخر، حسب المقال، الى المعطى الأمني أولا والمعطى القانوني ثانيا، حيث أنه ووفقا للمعطى الأول، تعطي كل المعاهدات والمواثيق الدولية الأولوية المطلقة للدفاع والأمن القوميّين، وتشرّع للإستثناء في هذا المجال، وبالتالي فان حماية الدولة في كينونتها تجاه أي خطر يهدد وجودها هي مسألة ذات أولوية قصوى. أما من الناحية القانونية، فان من يمتنع عن ابلاغ السلط بتحركات الارهابيين أو ما توفر له من معلومات، فان قانون مكافحة الارهاب يجرّم هذا الأمر، ويتراوح العقاب فيه بين عام وخمسة أعوام سجنا، اضافة الى الخطايا المالية.
وانفردت “جريدة الصريح” بنشر معطيات جديدة حول “أبو عياض” ومكان تواجده، على اثر تداول معلومات تتعلق بتسلله الى التراب التونسي، مؤكدة، من خلال تصريحات آمر السلاح الجوي الليبي، صقر الجروشي، على أن الحدود التونسية مؤمنة وأنه لا يمكن للعناصر الارهابية التسلل عبرها، مشيرة الى أن الأمن والجيش التونسيين يقومان بدور كبير والخطر الوحيد الذي يجب الاحتياط منه هو عبر البحر، لأن خطة “الدواعش” الجديدة هي التسلل عبر هذا المنفذ.
وحول ما تم التصريح به من قبل مصدر من المخابرات الليبية حول امكانية تسلل “أبو عياض” الى الأراضي التونسية، استفسرت الصحيفة المصدر المذكور، الذي أكد على تلقي هذا الأخير لاصابة في معركة “قنفودة” منذ شهرين تقريبا، وعلى لجوءه الى قبائل مصراطة ودواعش المنطقة للاحتماء بهم.