نفّذ مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بمدينة وذرف تجمّعا بعد ظهر اليوم السبت أمام المسرح البلدي بالعاصمة احتجاجا على الوضع البيئي المتردّي الناجم عن إفرازات المجمّع الكيميائي بقابس التي ألحقت اضرارا جسيمة بالبيئة و بصحّة متساكني المنطقة حسب اللافتات التي رفعها المحتجّون.
وقد طالب الأهالي السلطات المعنية بالتدخل العاجل لفائدة المنطقة، وذلك بإيقاف تصريف مادّة الفوسفوجيبس السامّة في الاراضي الفلاحية ومصبّات المياه المحاذية للمجمّعات السكنية بمدينة وذرف.
وفي هذا الإطار قال أسامة المختار، الناشط المدني بالجهة، لوكالة تونس افريقيا للأنباء ان حجم النفايات يصل يوميا الى حدود 14 الف طن ، مسجّلة بذلك الجهة 10 حالات اصابة بمرض السرطان شهريا حسب قوله، داعيا نواب ولاية قابس الى الضغط بقوة على الحكومة للتحرّك وايقاف ما وصفه “النزيف الخطير”.
وافاد بأنه في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب ستنفذ الجهة اضرابا عامّا مفتوحا وسيتم اتباع أشكال تصعيدية أخرى يقررها أهالي الجهة ، قائلا بأنه تم الاتصال بالسلطات في أكثر من مرّه و لكنها لم تتفاعل ايجابيا مع مطالب الجهة.
ومن جانبه أكد عبد السلام شبشب، ناشط حقوقي ، بأن مطلب الصحة هو حق دستوري، ولا يحق للدولة التعامل بشكل سلبي مع جهة لها كثافة ديمغرافية كبيرة مثل جهة قابس من خلال تخصيص اراضيها مجالا للنفايات الضارّة ، مفيدا بأن هذه الوقفة ستعقبها وقفة اخرى يوم الاثنين امام مركز الولاية بقابس .
وذكر بتوصيات الامم المتحدة بخصوص المضار الصحية التي تفرزها المجمّعات الكيمائية ، داعيا الى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة و المتمثلة في دفن هذه النفايات في عمق الجبل للحدّ من تأثيراتها السلبية.
أما فؤاد ثامر النائب السابق بالمجلس التأسيسي عن ولاية قابس فقد صرح بأن نواب الجهة لطالما طالبوا بايجاد الحلول، لكن كل المطالب قوبلت امّا بالصمت أو بالمماطلة ، على حد توصيفه .