عرضت الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري (الهايكا)، اليوم الجمعة، مشروع القواعد السلوكية للإشهار في وسائل الإتصال السمعي والبصري على، ممثلي وسائل الإعلام المعنية ومنظمات المجتمع المدني والمختصين في المجال.
وقد قدم عضو الهيئة، هشام السنوسي، مشروع الوثيقة المرجعية للقواعد السلوكية للإشهار الذي تم التوصل إليه عقب القيام بعملية رصد للإشهار التجاري المعروض بالمحطات الإذاعية والقنوات التلفزية أثناء شهر رمضان الفارط، الأمر الذي أفضى إلى ملاحظة 6 أنواع من الإشهار التجاري في تونس وهي “الومضة الإشهارية” و”الرعاية” و”وضع المنتوج” و”الإشهار بتقاسم الشاشة” و”التسويق عبر الشاشة” و”الريبورتاج الإشهاري.
وأفاد السنوسي في تصريح إعلامي بأن “الهدف من هذا المشروع يتمثل في وضع قواعد خاصة بكل صنف تحدد مدة وتوقيت بثه”، ملاحظا أن المغزى من وضع هذه الضوابط هو حماية المستهلك، عبر التفريق بين المنتوج الصحفي والمنتوج الإشهاري.
وانتقد في هذا السياق عملية إدماج الصحفي في عملية الإشهار التجاري، مبرزا أهمية المواثيق القيمية التي تحكم العمل الصحفي والتي تمنع الصحفي من ممارسة العمل الإشهاري والقبول بلعب دور فيها.
وأضاف أن الهايكا وعلى إثر رصدها للعديد من الإخلالات، قدمت مقترح الوثيقة المرجعية للقواعد السلوكية للإشهار، لمناقشته من قبل أهل الإختصاص، من صحفيين وممثلي المؤسسات الإعلامية والخبراء، على أن يتم لاحقا تشريك كافة الجهات المعنية في صياغة نسخته النهائية، حتى يتم إكسابها الصبغة الترتيبية ليتم الإلتزام بها.
ومن جانبها كشفت سميرة الحمامي، المسؤولة عن وحدة الرصد بالهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري، عن “عديد التجاوزات الكمية التي سجلتها الوحدة، بعد رصدها للإشهار التجاري الذي تم بثه خلال شهر رمضان الفارط أثناء الفترة الزمنية المتراوحة بين وقت الإفطار (الساعة السابعة و40 دقيقة مساء) والساعة العاشرة و40 دقيقة ليلا، على القنوات التلفزية والإذاعية التونسية.
وأوضحت الحمامي أن كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة، ينص في فصله 49، على أن مدة بث الإشهار في القناة التلفزية لا يتجاوز 8 دقائق في الستين دقيقة، على أن ترتفع هذه المدة استثنائيا أثناء شهر رمضان إلى 12 دقيقة، مشيرة إلى أن عملية الرصد كشفت عن تراوح هذه المدة بين 19 و25 دقيقة في الساعة الأولى بعد الإفطار وذلك في عديد القنوات التلفزية الخاصة التي تم رصدها.
وأضافت أن مدة الإشهار بلغت في بعض القنوات الخاصة ما نسبته 28 بالمائة من مدة بث البرنامج أو المسلسل، مستعرضة أهم الإخلالات التي تمت ملاحظتها خلال المدة ذاتها وتتعلق بالأساس ب”عدم بث الإشارة الموسيقية الخاصة بالإشهار وتحول بعض منشطي البرامج إلى مروجين للمنتوجات، بالإضافة إلى بث ومضات مخالفة للصحة العامة وتنامي بث الإشهار المقنع والخلط بين مضامين الترفيه والإشهار”.
يذكر أن هيئة الإتصال السمعي والبصري دعت لهذا اللقاء ممثلي المجتمع المدني المعني بقطاع الإعلام وعددا من الخبراء من الأساتذة الجامعيين إلى جانب ممثلي القنوات التلفزية والإذاعية الذين كان حضورهم محتشما خلال هذا اللقاء.