“لن يرأس المجلس الجهوي بعد الانتخابات البلدية: هل يتم تجريد الوالي من صلاحياته؟”، و”هل انطفأت شعلة الاتحاد المغاربي؟”، و”الحرب على الإرهاب: القضاء على 124 إرهابيا في أربع سنوات”، و”الأطباء ينبهون: غضبنا مازال مشتعلا”، و”في ظل تفاقمها..هل عجزنا عن تطويق ظاهرة الانتحار؟”، مثلت أبرز العناوين التي أثثت الصفحات الأولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الأحد 19 فيفري 2017.
فقد طرحت صحيفة “الشروق” تساؤلا جوهريا حول صلاحيات الوالي بعد اجراء الانتخابات البلدية والجهوية، خاصة في ظل التوجه الجديد للدستور والقاضي بإرساء اللامركزية، حيث ستؤول رئاسة المجلس الجهوي الى رئيس منتخب من بين الأعضاء المنتخبين مباشرة من الشعب في الانتخابات الجهوية، وهو ما كرسه أيضا القانون الانتخابي وسيكرسه القانون الجديد للجماعات المحلية، والحال أن المعمول به الى حد الآن ترؤس الوالي للمجلس الجهوي.
واستنتجت الصحيفة في مقالها الوارد بصفحتها الرابعة، أنه وبعد أن سحبت مهمة رئاسة المجلس الجهوي من الوالي، فان ذلك سيؤدي حتما الى تقليص صلاحياته، وهو ما أكده أستاذ القانون الاداري محمد الصالح بن عيسى، مبرزا فقدان الوالي، وفق المنظومة الجديدة، لأهم صلاحياته، والمتمثلة في الرقابة المسبقة على قرارات المجلس الجهوي، والتي كانت تمكنه من رفض البعض منها أو الاعتراض عليها، وبالتالي ستصبح له رقابة لاحقة عبر اللجوء الى المحكمة الادارية للطعن بالإلغاء.
وبمناسبة انعقاد المنتدى المغاربي الثامن، والذي تواصل على مدى اليومين الماضيين، حول “أدوار الشباب والفعل المدني في التحول الديمقراطي”، اعتبرت جريدة “الصحافة” أن هناك ارادة ضمنية من قبل المنظمين للجمع بين الشباب والاتحاد المغاربي، في فترة تتزامن مع احياء الذكرى 28 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، وبالتالي المراهنة على الشباب المغاربي لمواصلة المشوار الذي بدأه الرواد الأوائل في تكريس الحلم المشترك بالتكامل والاندماج بين الأقطار المغاربية ولتجاوز العقبات التي حالت دون انبثاق تكتل مغاربي قوي.
وفي السياق ذاته، صرح مهدي مبروك، مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، لـ”الصحافة”، أن فكرة اتحاد المغرب العربي هي فكرة متجذرة في تاريخنا المشترك، تستمد شرعيتها من منطق المصير الذي يحتم أن نسير في نفس الاتجاه، مضيفا أن اختيار الشباب جاء من منطلق الايمان بأن الاتحاد المغاربي هو اتحاد الشعوب والأجيال ولن يتجسد الا إذا احتضن الشباب هذه الفكرة، والهدف من وراء ذلك هو ترسيخ الحلم وضخ دماء جديدة…
من جهتها، سلطت صحيفة “المغرب” الضوء على ملف الحرب على الارهاب، ملاحظة ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف الجماعات الارهابية، منذ 2 فيفري 2012، تاريخ اشتباك قوات الأمن مع مجموعة ارهابية كانت تقوم بتهريب أسلحة الى التراب التونسي. وبينت أنه ومنذ ذلك الوقت والحرب تدور رحاها لتخلف شهداء في صفوف قوات الأمن والجيش والمدنيين وتكبد الجماعات الارهابية خسائر في الأرواح تجاوزت 124 قتيلا خلال السنوات الأربع.
كما تحدث المقال عن قيام السلطات التونسية بتحديد هوية أحد الارهابيين القتلى خلال اشتباكات يوم الجمعة الفارط، وهو عبد الرحمان البوخاري، تونسي الجنسية ومحل تفتيش منذ 2013، والذي يعد القتيل رقم 125 في صفوف الجماعات الارهابية منذ 2012، مشيرا الى ان أكبر حصيلة للقتلى في صفوف الارهابيين تم تسجيلها سنة 2016، بحوالي 56 قتيلا، تم القضاء على أغلبهم في أحداث بن قردان في مارس 2016. ودعمت الصحيفة مقالها بتسلسل زمني لعمليات تصفية الارهابيين في عمليات نوعية أو لدى صد عمليات ارهابية منذ 2 فيفري 2012 والى غاية 17 فيفري 2017 .
وتابعت جريدة “الصريح” من جهتها، تطورات الأزمة في سلك الأطباء، مبرزة تجديد المصادر النقابية قرارها بدخول كافة الأطباء وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية في إضراب عام كامل يوم 23 فيفري الجاري، في صورة عدم الاستجابة للمطالب، على خلفية إصرار وزارة الصحة العمومية على المماطلة، حسب النقابات.
وذكّر المقال بمطالب الهياكل النقابية والمتمثلة بالخصوص في الاسراع بتمرير مشروع المسؤولية الطبية أمام مجلس نواب الشعب، وبذل سلطة الاشراف كافة الجهود من أجل اطلاق سراح الدكتور سليم الحمروني والإطار شبه الطبي السيد صالح عبد اللاوي، والبدء الفوري في حوار جدي وتشاركي مع الأطراف النقابية والمهنية من أجل اصلاح جذري وعميق للقطاع العمومي، الى جانب دعوة وزيرة الصحة، سميرة مرعي، للسحب الفوري لقرارها المؤرخ في 28 أكتوبر 2016 والمتعلق بتنقيح شروط منح التراخيص لاقتناء المعدات الثقيلة بالمصحات الخاصة.
وتطرقت جريدة “الصباح” الى ظاهرة الانتحار التي ما فتئت تتفاقم من سنة الى أخرى، مما جعل البعض يؤكد بأن المعضلة تستوجب مقاربات وآليات ناجعة للحد منها، لا سيما وأن الجهود المبذولة في هذا الشأن وعلى أهميتها، اقتصرت على رصد حالات ومحاولات الانتحار شهريا دون أن تبني مقاربات فعالة للتقليص منها، خاصة وأنها أصبحت تشمل الأطفال.
في هذا الخصوص، استفسرت الصحيفة الأمر من الباحث في علم الاجتماع، طارق بلحاج محمد، الذي أشار الى أن ظاهرة انتحار الأطفال خاصة، تعد ظاهرة صادمة للوجدان الفردي والجماعي، وتمثل نتاجا لتراكم ظروف مهددة لعالم الطفولة وحرمته ومصادرة حقهم في العيش في مناخ سليم، كما اعتبر أنها تعكس أزمة دولة وأزمة مجتمع، مؤكدا على ضرورة سن الدولة للقوانين اللازمة بهدف تنظيم القطاعات التابعة لها بحيث تكون حامية للطفولة عبر توفير الخدمات النفسية والاجتماعية، الى جانب توحيد مجهودات المتدخلين في هذا المجال…
الوسوماخبار تونس الانتخابات البلدية الصحف التونسية المصدر التونسية تونس تونس اليوم