احتل، الاضراب العام العام الحضوري، الذي نفذه، أمس الاربعاء، أساتذة التعليم الثانوي في المعاهد الثانوية والمدارس الاعدادية بكامل تراب الجمهورية بدعوة من النقابة العامة للتعليم الثانوي وما خلفه من ردود فعل متباينة حول حق النقابيين في المطالبة باقالة وزير التربية، ناجي جلول، عناوين الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس، وذلك الى جانب تسليط الضوء على لقاء أمين عام حركة مشروع تونس محسن مرزوق المشير خليفة حفتر في بنغازي والتطرق الى تأثير موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” على القرار السياسي.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها، اليوم، أنه الى أسابيع قليلة كان بالامكان القول بأن الصراع بين نقابات التعليم ووزير التربية مسألة قطاعية وأحيانا شخصية، أما الان فقد أصبح مطلب اقالة وزير التربية مطلب المركزية النقابية بأسرها وهي ستتحمل مسؤولية كل “المكاسب” و”الخسائر” في هذه المعركة معربة عن خشيتها من أن توضع تونس أمام اختبار هي ليست مهيأة له تماما لانه لا يوجد عاقل واحد يتمنى هذه المنازلة بين الحكومة واتحاد الشغل .. منازلة ستضعف الاثنين معا ولن يخرج منها رابح واحد .. منازلة تعطي حججا كبيرة لكل أولئك الذين يحلمون بعودة سياسة العصا الغليظة، وفق ما ورد بالصحيفة.
ونقلت صحيفة (الصباح)، عن الناطق الرسمي باسم وزارة التربية، فتحي الخميري، قوله ان اضراب أساتذة التعليم الثانوي غير قانوني معتبرا أن أنه سياسي بامتياز ولا علاقة له بالمطلبية النقابية خاصة وأن الوزارة استجابت لمجمل طلبات النقابة وتم الاتفاق على النقاط الخلافية اضافة الى أن الدعوة الى تغيير الوزير لا تدخل ضمن المطالب النقابية وماعلى الطرف النقابي سوى التوجه الى رئاسة الحكومة أو الى البرلمان اللذين يملكان صلاحيات اعفاء وتعيين المسؤولين والوزراء ولا يمكن لوزارة التربية أن تتفاوض مع النقابة حول اقالة الوزير.
ورأت (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن مايحدث في الساحة السياسية من مزايدات وصراعات مشحونة بالانتهازية المفضوحة والرغبة في المبيتة في مزيد تأزيم الاوضاع مؤلم ومفزع ولكن الادهى من ذلك أنه مخجل ومهين لكل التونسيين دون استثناء باعتبار أن هذه الممارسات التي تأتيها تيارات تدعي الدفاع عن الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان تهدد المسار الديمقراطي الناشئ وتعرقل انسيابه وتطعن منظومة القيم والمبادئ والالتزامات التي بني عليها في الصميم.
وتساءلت (الشروق) في مقال لها، حول الحل الممكن لانهاء الصورة القاتمة في قطاع التعليم التي تلخص واقع أغلب القطاعات حيث تدور معارك “كسر العظام” مستهدفة الوطن كله معتبرة أن تونس حازت على جائزة نوبل للسلام بفضل الحوار وهي تسعى الى تصدير تجربتها للجارة ليبيا وعار عليها أن تتواصل معارك كسر العظام في هذا القطاع وذاك والحال أن انهاءها ممكن بالحوار.
وأضافت أن اقالة الوزير تعتبر عبثا بمجلس نواب الشعب الذي منح الحكومة كلها ثقته وحرمان لرئيس الحكومة من حقه في اختيار وزرائه بمشيئته وفتح للباب على مصراعيه أمام تدخل قطاعات أخرى في تشكيل الحكومة ذلك أن نقابيي الصحة والنقل والداخلية والخارجية سيجدون الحجة للمطالبة باقالة وزرائهم وتعيين من يريدون وبهذا نتحول الى “ديكتاتورية النقابات”.
وأشارت، في ورقة أخرى، الى الضجة التي أحدثها، محسن مرزوق، أمس، بلقائه المشير، خليفة حفتر، في بنغازي وحشره رئاسة الجمهورية في الموضوع حيث شبه المتابعون هذا اللقاء ب”الطرق العنيف” على أبواب قصر قرطاج بعد أن انغلقت في وجهه منذ فترة سابقة.
وأضافت نقلا عن مصادر وصفتها ب”العليمة” أن بعض الاطراف الفاعلة والنافذة تسعى لتنظيم لقاء بين محسن مرزوق وحافظ قائد السبسي وقد تكثفت هذه المساعي في الايام الاخيرة على خلفية برود في علاقة السبسي الابن بالشاهد وبعض المحيطين به مشيرة الى أن الملاحظين ربطوا ذلك بسياسة الباب المفتوح التي اعتمدها رئيس الجمهورية في حواره التلفزي الاخير مع مرزوق ورأوا فيها بوادر تحول في المواقف قد تفضي الى مفاجات سياسية في المرحلة القادمة في حال ذهب السبسي في اتجاه تحول كامل في مواقفه وتكتيكاته استباقا للانتخابات البلدية أو للاستحقاق الرئاسي القادم.
أما جريدة (الصحافة) فقد خصصت صفحتين كاملتين لنشر تحقيق حول تأثير موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” على القرار السياسي في تونس خاصة وأنه أصبح للشبكات الاجتماعية دور هام في التعبير عن الاتجاهات والافكار داخل المجتمع في ظل حوار تكون ركيزته الندية بين الفرد والنخبة والجماهير حيث لم تعد النخبة تمارس دورها المعتاد في صياغة الراي العام وتشكيله وتعبئته بعد تطور عملية تدفق المعلومات وانتاجها من قبل الفرد الذي أصبح يلعب دور المنتج وكسب قدرة كبيرة في صياغة الرسائل الاعلامية.
واعتبرت، في هذا السياق، أن “الفايسبوك” قد أضحى اليوم منافسا قويا للاعلام التقليدي بمختلف محامله، وبما أن نصف التونسيين يستخدمون هذا الموقع قان مهمة وسائل الاعلام في استرجاع دورها ومكانتها في قيادة الرأي العام تعد صعبة الامر الذي يستوجب التفكير في حلول بديلة لاعادة تشكيل الفضاء العمومي داخل وسائل الاعلام بطرق جديدة تلبي احتياجات المتلقي.