أكد الناطق الرسمي لحركة مشروع تونس، النائب حسونة الناصفي، أن “اللقاء الذي إجراه أمس الأربعاء، وفد عن الحركة يقوده الأمين العام محسن مرزوق، مع المشير خليفة حفتر بمدينة بنغازي الليبية، يعد عاديا ويندرج في إطار ربط علاقات خارجية بين الحركة والأطراف الفاعلة في المنطقة، إيمانا منها بأن أمن تونس من أمن ليبيا وحرصا على حلحلة الوضع في هذا البلد”.
وقال الناصفي في تصريح اليوم الخميس لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، إن “القاسم المشترك الذي يربط حركة مشروع تونس بالمشير حفتر، هو الحرب ضد الإرهاب”، وهو ما أكده تصريح الأمين العام للحركة المضمن أمس في بيانها الإعلامي والذي جاء فيه أن “اللقاء كان مناسبة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول الوضع الإقليمي ومقتضيات المعركة المشتركة ضد الإرهاب”.
وبعد أن لاحظ أن “رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية هما العنوانان الرئيسيان للدبلوماسية التونسية وأن حزبه لا يتحدث إطلاقا باسم الدولة ولا يحل محلها، اعتبر حسونة الناصفي أن “من حق وواجب حركة مشروع تونس التي تقدم نفسها بديلا للحكم، أن يكون لها رؤية واستراتيجية واضحة لعلاقاتها الخارجية”، مشيرا إلى أن “ممثلين عن الحزب كانوا تحولوا إلى أكثر من دولة، على غرار فرنسا وإيطاليا وألمانيا ولم تطرح تنقلاتهم تلك أي إشكال”.
ولفت الناطق الرسمي باسم مشروع تونس إلى أن “ردة فعل حزبه إزاء حركة النهضة في تحركاتها الخارجية، جاءت باعتبار أن هذه الحركة تحدثت باسم الدولة وأعلنت مسبقا عن لقاء مرتقب بين الرؤساء الثلاثة لكل من مصر والجزائر وتونس”، قائلا في هذا الصدد: “إن نائبا من نفس الحركة (النهضة) عن دائرة مدنين، أبرم إتفاقا بين بن قردان وليبيا يقضي بتبادل السلع والمحروقات، في ظل صمت مطبق للأجهزة الرسمية”، حسب روايتة الناصفي.
وكانت رئاسة الجمهورية نفت في بلاغ لها أمس أن يكون الأمين العام لحزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق، قام بالتنسيق معها أو مع وزارة الشؤون الخارجية، بخصوص اللقاء الذي أجراه مع المشير خليفة حفتر بمدينة بنغازي الليبية. وأوضحت الرئاسة أن “الأمر إقتصر على تلقي إتصال هاتفي صباح الأربعاء من بنغازي، للإعلام بتواجد وفد حزبي لمقابلة المشير خليفة حفتر، لدعم مبادرة رئيس الجمهورية حول التسوية السياسية الشاملة في ليبيا”.
وأكدت رئاسة الجمهورية، أنها إذ تثمن كل المساعي الرامية الى إنجاح المبادرة الرئاسية لحلّ الأزمة في ليبيا، فإنها تهيب بجميع المتدخلين في هذا الملف بأهميّة التنسيق مع المؤسسات الرسمية في الدولة، لضمان أوفر حظوظ النجاح لهذه المبادرة. وشددت في هذا السياق، على أن وزير الشؤون الخارجية هو المخوّل رسميا بتنفيذ السياسة الخارجية لتونس.
يذكر أن وفدا من حركة مشروع تونس، يضم كلا من الأمين العام للحركة، محسن مرزوق، ورئيس كتلة الحرة لحركة مشروع تونس، عبد الرؤوف الشريف، والناطق الرسمي للحركة، حسونة الناصفي، وعضو المكتب التنفيذي، الصحبي بن فرج، تنقلوا أمس إلى مدينة بنغازي الليبية حيث التقوا المشير حفتر.
وكان مرزوق أعلن في بلاغ صادر عن حزبه، تلقت (وات) نسخة منه، أنه أعلم رئيس الجمهورية، قبل عقد هذا اللقاء مع حفتر، مشيرا الى أنه “سيلتقي رئيس الدولة لاحقا، لإعلامه بفحوى الزيارة”.
يذكر أن رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي ، كان أكد خلال حوار تلفزي بثته قناة “نسمة” الخاصة، مساء الأحد الفارط، ” أن وزارة الشؤون الخارجية في شخص وزيرها، هي الجهة الوحيدة التي يتم التشاور معها في المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية”.
وبين أن مبادرته بخصوص الأزمة الليبية، جاءت بالتنسيق مع كل من الجزائر ومصر، وأنه مستعد لاستقبال كل الفرقاء الليبيين. ولم ينف في هذا السياق، إمكانية أن يزور المشير خليفة حفتر تونس، من أجل حلحلة الوضع الداخلي الليبي المتأزم.