تحادث رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، صباح اليوم الخميس بقصر قرطاج، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، عبد الرحمان السويحلي الذي يؤدّي والوفد المرافق له، زيارة إلى تونس، بدعوة من رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر.
وأكد رئيس الدولة خلال اللقاء، على “أهمية الروابط التاريخية التي تجمع البلدين ووشائج القربى بين الشعبين التونسي والليبي”، مبرزا “وقوف تونس المبدئي إلى جانب الشعب الليبي، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها”، وفق ما جاء في بلاغ لدائرة الإعلام والتواصل برئاسة الجمهورية. كما أبرز قايد السبسي “الحرص على عدم التدخل في الشأن الداخلي لليبيا والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف”، معتبرا أنّ “استقرار ليبيا من استقرار تونس والمنطقة بأكملها”.
كما أوضح أنّ المبادرة التونسية التي تمّ التوافق عليها ودعمها من قبل كلّ من الجزائر ومصر، من خلال وثيقة “إعلان تونس الوزاري لدعم التسوية السياسية الشاملة”، الموقعة يوم 20 فيفري 2017 بقصر قرطاج، “تهدف إلى تسهيل وتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وتكثيف التشاور معها لتقريب وجهات النظر وإقناعها بأهمية تجاوز الخلافات للوصول إلى توافق ليبي- ليبي، يُفضي إلى الخروج من حالة الإنسداد وإيجاد حلّ سياسي شامل قابل للنجاح يُمهّد الطريق لبناء دولة ليبية على أسس صلبة، وذلك بمساعدة دول الجوار الثلاث وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة”.
من جانبه، عبّر السويحلي عن “بالغ شكره لرئيس الدولة وتقديره الكبير للمبادرة الرئاسية وللجهود المبذولة من أجل إيجاد مخرج سريع للأزمة في ليبيا”. وأكّد ترحيبه بهذه المبادرة وبدور تونس المحايد والمُقدّر لحلّ هذه الأزمة عبر تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية. وشدّد على أنّه “لا خيار أمام الليبيين إلاّ خيار السلام والتوافق لتحقيق الإستقرار في ربوع ليبيا”، قائلا إنّ “الوضع الراهن لم يعد يحتمل الإنتظار”.
وثمّن أيضا مواقف تونس الداعمة والمساندة للشعب الليبي، مُكبرا رفضها كلّ أشكال التدخل في الشأن الداخلي لليبيا وحرصها على إيجاد حلّ سلمي، عبر المصالحة والحوار.
وقد أكّد رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا والوفد المرافق له، على “أهمية الإستفادة من هذه المبادرة الرئاسية ومن زخم دعم دول الجوار وتقبل الشعب الليبي لها، للوصول إلى حلّ سريع للأزمة”، معتبرا أنّ “المبادرة هي بداية لبناء الدولة الليبية المنشودة”، حسب نص البلاغ.