شيع العشرات من متساكني حي الكرامة بمدينة بوسالـم، اليوم الخميس، جثمان الشاب لطفي العزيزي الذي وافته المنية، مساء امس الاربعاء، بعد ان اضرم النار في جسده يوم الاثنين المنقضي امام مقبرة الربعاني المجاورة لمنزل والده احتجاجا عل وضعيته الاجتماعية والنفسية وعدم تنفيذ مركز شرطة بوسالـم إذنا صادرا عن ممثل النيابة العمومية يقضي بضرورة ايوائه مستشفى الامراض العقلية مؤرخا في 14 فيفري 2017 و مضمنا في دفاتـر المحكمة الابتدائية بجندوبـة تحت عدد 4860 والذي تحصل مراسل (وات) بالجهة على نسخة منه.
وأكد كل أفراد عائلة الفقيد في تصريحات متطابقة لـ(وات) تراخي مركز الامن في تنفيذ الاذن المذكور أعلاه، وقد أوضحت شقيقات الفقيد اللاتي رافقناه الى المستشفى الجهوي بجندوبة، يوم الاثنين الماضي، ان هذا الاذن صدر قبل ان يقدم الشباب على حرق نفسه، فضلا عن عدم نقله الى مستشفى الحروق البليغة بعد الحادثة بحجة عدم توفر سرير.
وفي سياق متصل، اكدت لطيفة عزيزي (39 سنة) شقيقة الفقيد، ان شقيقها يعاني امراضا نفسية، وأنه كلما ساءت حالته يتم ايواؤه في مستشفى الرازي لتلقي علاجه عبر ذات الصيغة القانونية لا سيما وان لديه ملف بهذه المؤسسة الاستشفائية تحت عدد 107 / 06، غير انه ورغم مستجدات حالته الصحية التي وصفتها بالخطيرة والتي بلغت حد الاعتداء على والده بواسطة الة حادة دفعت الاخير الى الاستنجاد بمعتمد الجهة وبمركز الامن الوطني ببوسالم ووكيل الجمهورية حتى يأذن لهم بخفر ابنهم وتوجيهه الى مستشفى الرازي بمنوبة للعلاج وهو ما أكده والدها فرج العزيزي( 84 سنة) قبل ان تضيف الوالدة الهذبة عزيزي (76 سنة) بأنها رافقت ابنها مرارا الى مركز الشرطة للاستنجاد به لنقله الى مستشفى الرازي استئناسا بما اقتضته العادة غير ان مركز الامن تعلل بعدم توفر سيارة وانه متى ما توفرت سيتكفل بنقله وايداعه المستشفى، حسب تعبيرها.
وأشارت شقيقة الفقيد انه ورغم حصول والدها على احالة فورية من ممثل النيابة العمومية فان مركز الامن لم يتول وعلى غير العادة ايواء شقيقها مستشفى الرازي للأمراض العقلية بمنوبة.
وافادت، في سياق آخر، انها تعرضت يوم اقدم شقيقها على حرق نفسه لعملية تحيل بالمستشفى الجهوي بجندوبة بعد ان اوهمها احد الأشخاص الذي ادعى العمل بالمستشفى انه سيتدخل لإحضار سيارة اسعاف ونقل شقيقها الى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس مقابل تسليمه 100 دينار، قبل ان يتبين انه متحيل، وهو ما اكده رئيس مركز حي الزهوة الذي أفاد في تصريح لمراسل (وات) بالجهة انه تم أصدار بطاقة تفتيش في شأن المشتبه به وهو معروف لدى المركز مرجع النظر.
في المقابل افاد مصدر امني بمركز شرطة بوسالم ان المركز ولئن شرع في القيام بالإجراءات القانونية وتنفيذ طلبات النيابة العمومية بعد يومين من تاريخ الاذن فقد تعذر عليه الحصول على الشاب لطفي العزيزي المقرر ايوائه مستشفى الرازي، مشيرا الى انه لم يكن موجودا في مدينة بوسالم وقد علم بوجوده بمرجع نظر الحرس الوطني في مجاز الباب.
يذكر ان المدير الجهوي للصحة العمومية بجندوبة، المنجي السلطاني، كان قد افاد يوم الحادثة في تصريح لمراسل (وات) ان حالة العزيزي صنفت ضمن الدرجة الثالثة وان المستشفى الجهوي بجندوبة لم يتمكن من نقله الى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس وذلك لعدم توفر أسرة شاغرة به.