“تونس تنتظر” و”فجوة الرواتب بين الجنسين في تونس .. تفاوت في الانتاجية أم عقلية رجعية؟” و”الوحدة الوطنية .. الغائبة” و”التحوير الوزاري شرعي بالدستور باطل بالنظام الداخلي للبرلمان” و”هل قرر التونسي مقاطعة الاحزاب وصناديق الاقتراع؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
لاحظت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها، اليوم، أن تونس تقف اليوم أمام التنامي المفزع للحلول الفردية وذلك عند كل فئات المجتمع وأحيانا تكون هذه الحلول قصووية وخطيرة على الافراد والمجتمع كالهجرة السرية أو الالتحاق بالجماعات الارهابية أو الارتماء في أحضان الجريمة أو الادمان على المخدرات أو الاقدام على الانتحار مضيفة أن تنامي الحلول الفردية سواء كان ذلك في تونس الناجحة أو تونس المهمشة أو تونس ما بين بين انما يدل على ضعف الحلم الجماعي وتراجع الايمان بمستقبل أفضل للفرد بداية ولمحيطه العام ثانية.
وأشارت، في مقال اخر، الى أن الاجواء بين اتحاد الشغل ورئاسة الحكومة قد تلطفت نوعا ما خاصة بعد اعتذار، خليل الغرياني، عن تولي منصب وزير الوظيفة العمومية والحوكمة والاتفاق المبدئي حول الزيادة في القطاع الخاص الملف الذي ظل متعطلا على أن يتم امضاء الاتفاق النهائي يوم غد الجمعة في رئاسة الحكومة في جلسة تجمع ممثلي المركزية النقابية وممثلي منظمة الاعراف باشراف رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وبمفعول رجعي للزيادة من شهر أوت الماضي مضيفة أنه رغم الهدوء السائد بين الجانبين وحل بعض الملفات والتي من شأنها أن تمثل مؤشرا ايجابيا لعودة العلاقات فان بعض الخلافات العالقة في علاقة بقطاع التربية قد تعيد الاجواء المشحونة رغم الدعوات الى التهدئة.
واهتمت (الصحافة) في تحقيق لها، بفجوة الرواتب بين الجنسين في تونس وحاولت البحث في أسبابها ومدى ارتباطها بالتفاوت في الانتاجية والعقلية الرجعية مشيرة الى تونس تعتبر من بين الدول العربية القليلة التي سعت الى تحقيق الانصاف في الاجور رغم العقبات الاجتماعية والقانونية والممارسات التمييزية المتواصلة بحق المرأة.
وعرجت على الدراسة التي أنجزها، المعهد العربي لرؤساء المؤسسات والمعهد الوطني للاحصاء، التي خلصت الى أن ظاهرة التفاوت في الاجور على أساس النوع الاجتماعي لا تزال متواصلة في تونس رغم اعتماد الدولة منذ سنوات نهج المساواة الكاملة بين الجنسين والقضاء على مظاهر عدم التمييز بينهما.
أما جريدة (الشروق)، فقد اعتبرت أن الوحدة الوطنية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لكن يجب أن لا تكون مجرد شعار ولا مجرد وثيقة على الورق مشيرة الى أن التونسيين قد ملوا الوعود والاوهام على حد السواء والمركب التونسي لم يعد يملك شيئا من امكانيات الصمود في وجه العاصفة التي طالت مدتها.
وأضافت أن التونسيين اليوم يقفون أمام السيناريو الاخير فلا أحد من القوى الدولية من شركائنا خاصة الاوروبيين يمكن أن يصبر على الوضع التونسي المتسم أساسا بضعف السلطة وتردد الحكومة وهو ما دفع بالمستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، للحديث بصراحة عن حاجة ألمانيا للحوار مع سلطة تونسية قوية وهذا لن يتححق في غياب الوحدة الوطنية وفي غياب الالتزام بوثيقة قرطاج من جميع الاطراف السلطة والاحزاب الموقعة والاتحاد العام التونسي للشغل، وفق تقدير الصحيفة.
وسلطت (الصريح) الضوء، على اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي مشيرة الى تباين مواقفهم واختلاف وجهات نظرهم في تقييم هذه الخطوة بين من حذر من خطورتها على الاقتصاد الوطني وخاصة الفلاحة والصناعة وقدم لذلك حججا وبين موقف آخر يرى أن الاتفاقية في حد ذاتها ستكون مفيدة لبلادنا وستمكنها من تطوير بنيتها الاقتصادية والفلاحية.
وأضافت أن هذه الاحكام تبقى مواقف ذاتية وبعضها سياسي ان لم نقل ايديولوجي بمعنى أن الحكم على الاتفاقية في الحقيقة حكم على الغرب ككل بين من يرى أن نواياه استعمارية استغلالية وبين من ينفي هذا ويؤكد أن المصالح مشتركة.
وأشارت جريدة (الصباح)، في مقال بصفحتها الثالثة، الى أن التحوير الجزئي الاخير مازال يلقي بظلاله على المشهد السياسي في تونس رغم محدوديته من حيث العدد حيث كان وقعه السياسي والاجتماعي كبيرا مضيفة أنه بعد انتهاء زوبعة اقالة وزير الوظيفة العمومية والحوكمة، عبيد البريكي، واعتذار خليل الغرياني برزت للسطح قضية نيل الثقة من عدمه بالنسبة للوزير وكاتب الدولة الجديدين خاصة بعد مضي حوالي قرابة الاسبوعين على هذا التحوير دون أن تقوم رئاسة الحكومة بعرضه على البرلمان.