“على وقع التصعيد والتعقل بخصوص أزمة وزارة التربية والنقابات .. منزلقات الاستقواء وتبعاته” و”هذه ليست معركتنا” و”أحد ارهابيي عملية قبلي كان مشمولا بها .. أي نجاعة للاقامة الجبرية؟” و”تونس وأمريكا .. هل ثمة جديد مع الادارة الجديدة؟” و”المثلث المخيف .. احباط غضب وعجز” و”ازمة تركيز المجلس الاعلى للقضاء الى أين؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحينتها، اليوم، أنه رغم بوادر نوايا التهدئة في المناخ الاجتماعي التي تبرز بين الفينة والاخرى فان الوضع العام ما يزال بعيدا عن التقنية المنشودة للانصراف الى أمهات اشكاليات التنمية وتجاوز الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد.
وأضافت أنه لا أحد مرتاح للمستوى الذي وصلت اليه أوضاعنا التربوية التي أصبحت من الاولويات التي يجب الاهتمام بها قبل فوات الاوان مبينة أن وزير التربية لا يتحمل مسؤولية هذه الاوضاع وحتى وان حملة البعض جزءا منها فان النقابات ليست هي التي ستحل محله في تغيير الخيارات وليست هي التي أوكل لها الشعب التونسي تقييم أداء وزير التربية وقرار تغييره وتسمية غيره.
وفي سياق متصل رأت (الصباح)، أن اصرار النقابات على التصعيد والتلويح بتعليق الدروس الى ما لا نهاية له وربما عدم اجراء الامتحانات الوطنية في صورة عدم تلبية مطلب اقالة وزير التربية، يؤكد أننا غادرنا منطق النقابيات ودخلنا في منطق لي الذراع بل نحن في قلب معركة سياسية بامتياز مشيرة الى أنه ليس من صالح التونسيين أن يتغلب أي طرف على الدولة بفرض مطالب غير نقابية لان كسر شوكة الدولة يعني فتح الباب أمام الفوضى والانحلال في كل المجالات.
وسلطت صحيفة (الشروق) الضوء في ورقة خاصة، على عملية قبلي الارهابية الاخيرة مشيرة الى أن الارهابيين الاربعة الذين نفذوا العملية الارهابية معروفون لدى الاجهزة الامنية ولم يعتمدوا أساليب التخفي مثل حلق اللحي ومنهم من هو تحت المراقبة الادارية والامنية وهم معروفون لدى الاجهزة الامنية بسوابقهم وبخطورتهم ومع ذلك التقوا ونسقوا وانتقلوا الى مرحلة التنفيذ وهو امتحان بسيط للاجهزة الامنية التي أثبتت أنها أصبحت تتمتع بجاهزية عالية.
واعتبرت أن هذا الامتحان فاشلا أمام الذين تم وضعهم تحت الرقابة وهو ما يعني أننا أمام مشكل حقيقي بالنسبة الى العائدين من مناطق العمليات الارهابية في العراق وسوريا والذين يتمتعون بقدرات عالية قتالية وبسلوك عدواني عنيف اذ أن مراقبة بعض العناصر المحدودة عدديا وغير المتمرسة بالقتال أثبت فشله فما بالك بمراقبة من تمرس واكتسب خبرة في القتل والدم، وفق تقدير الصحيفة.
وأثارت (الصحافة) في مقال لها، استفهاما جوهريا حول جديد العلاقة بين تونس والولايات المتحدة الامريكية في ظل ادارة جديدة وامكانية خروجها من نمطيتها الامنية واللوجستية والعسكرية الى عمق اقتصادي ظل غائبا أو بالاحرى ضعيفا وهامشيا اذا تمت مقارنته بالمقدرات الضخمة والممكنات الاستثمارية لواشنطن.
وأضافت أنه يجب على تونس أن تفتح الباب الاقتصادي شبه امغلق مع البيت الابيض وتوظف ما حصل من تقاربات سياسية وأمنية وربما تستغله كورقة لتحقيق هذا الهدف ودون ذلك لن تستطيع العلاقة أن تتجاوز نمطيتها المتعارفة ولا أن تخرج عن كونها عونا مشروطا بمماهاة الاجندة السياسية الامريكية والامتثال لاحكامها.
ولاحظت جريدة (الصريح) في ورقة بصفحتها الخامسة، أن الشارع التونسي بمختلف مكوناته يعيش على ايقاع غضب عارم وسخط صارخ وتحركات مشحونة بالاحتجاج الصاخب وذلك على خلفية ما تسرب من معلومات “خطيرة جدا” حول الحاضنة الشعبية للارهاب في بعض المناطق وتفاقم ظاهرة التهريب والصراع بين الحكومة والعديد من النقابات المهنية وغياب الكفاءة المطلوبة لدى الكثير من وزراء حكومة يوسف الشاهد وغيرها من المسائل الخطيرة جدا والتي تنم عن سقوط البلاد في متاهات الفوضى العارمة حيث أصبح المواطن عرضة للتحيل والاستهتار بأوضاعه ومصدر عيشه.
وتطرقت، في موضوع آخر، الى أزمة تركيز المجلس الاعلى للقضاء التي كانت لها تداعيات على مسار تركيز المؤسسات الدستورية وتعطيل تركيز المحكمة الدستورية مضيفة الى أن تنقيح القانون الاساسي للمجلس الاعلى للقضاء أن تنقيح القانون الاساسي للمجلس قد قسم القضاة الى شقين شق مساند وداعم للمبادرة التشريعية القاضية بالتنقيح لقانون المجلس وشق رافض بزعامة جمعية القضاة التي لا ترى للمبادرة القضائية بديلا للخروج من الازمة والتوصل في الاخير الى تركيز المجلس الاعلى للقضاء.