“في الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال .. احتفالية دون احتفالات” و”تونس من الاستعمار الى التبعية” و”اتحاد الشغل وأيام العسر” و”بعد أن فازت حكومة الشاهد بثقة البرلمان مجددا .. المشهد السياسي الى أين؟” و”عبير موسي .. اللبؤة التي يعشقها أتباعها ويحاربها خصومها”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء.
لاحظت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الرابعة أن الاحتفال بعيد الاستقلال يتراجع من سنة الى أخرى وذلك من خلال أجواء شارع الحبيب بورقيبة التي اذا ما قورنت بأجواء احياء ذكرى ثورة 14 جانفي 2011 فانه يمكن القول بأن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة تكاد تكون مفقودة.
وأضافت أن المار أو المتجول في الشارع الرمز يلاحظ فتورا لا غبار عليه في احياء ذكرى الاستقلال ما عدا اجتهاد بعض المواطنين الذين استغلوا العطلة بالمناسبة بالاضافة الى جمال الطقس واصطحبوا أبناءهم الذين حملوا في أيديهم الراية الوطنية وتلحفوا بها تعبيرا منهم عن تشبثهم بالعلم المفدى وعن اعتزازهم بانتمائهم الى الوطن وعن اعترافهم بالجميل لمن فدوه بأرواحهم الزكية من أجل اللحظة التي تعيشها أجيال الحاضر.
ورأت (الشروق) في سياق متصل أنه في السنوات الاخيرة ظهرت بعض المخاوف من امكانية تراجع مكسب الاستقلال ولو بطريقة غير مباشرة ما لم يتخذ الجميع الاحتياطات اللازمة لحمايته، وذلك من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خاصة في ظل تعدد “المستعمرين غير المباشرين” مشيرة على سبيل المثال، الى أن وتيرة لقاء السياسيين بالسفراء الاجانب المعتمدين في تونس ارتفعت في السنوات الاخيرة وقد سبق لوزارة الشؤون الخارجية أن نبهت الى هذه المسألة بعد أن كثرت الانتقادات والمخاوف من مثل هذه التحركات خوفا من امكانية تأثير ذلك على سلطة واستقلالية القرار الوطني وعلى سيادة البلاد.
وأشارت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أن ساحة محمد علي لا تكاد تهدأ هذه الايام حيث تعيش على وقع عملية الذراع بين المكتب التنفيذي للمركزية النقابية والنقابة العامة للتعليم الثانوي حول تعليق الدروس أي الاضراب المفتوح المعلن ابتداء من يوم الاثنين 27 مارس الجاري رغم الرفض القطعي لبيان المكتب التنفيذي وما انضاف اليه من تهديد الجامعة العامة للصحة بالانسلاخ من المنظمة الشغيلة بعد ان رفضت القيادة الامضاء على برقية الاضراب العام ليوم 29 مارس الجاري.
وأضافت أنه أيا كان مآل هذه الازمة فانه من الواضح أننا دخلنا مرحلة جديدة في علاقة المركزية بجامعاتها ونقاباتها العامة وأن “شعرة معاوية” التي كانت تربط الاثنين خاصة بعد الثورة قد انتقطعت رغم سعي كل طرف الى استعمال ألفاظ مدروسة باستثناء تصريح الجلولي حتى لا تكون القطيعة هي المآل النهائي والمحتوم لهذه الازمة غير المسبوقة التي تعيشها منظمة حشاد.
أما جريدة (الصباح) فقد أثارت استفهاما جوهريا، حول مدى امكانية القول بأن حكومة، يوسف الشاهد، ستكسب رهان رفع التحديات بفضل “الحزام السياسي” غير المسبوق الذي وفرته “الية اتفاق قرطاج” لها ثم الاغلبية البرلمانية مشيرة الى أن المتشائمين بمستقبل الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في تونس يعتقدون أن حكومة الوحدة الوطنية ليست في وضع مريح بسبب تعاقب الازمات الداخلية في حزب النداء حزب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وأضافت لأن التخوفات على توازن المشهد السياسي والحزبي الوطني تزايدت بعد مسلسل التسريبات عن اجتماع قيادة حزب النداء برئاسة حافظ قائد السبسي يوم الاحد 5 مارس الجاري لمناقشة مضاعفات اقالة الوزير والنقابي السابق عبيد البريكي.
ورأت (الصريح) في ورقة بصفحتها الخامسة، أن عبير موسي واصلت زحفها القوي على المنابر بشتى أنواعها لاستعراض قوتها الجماهيرية الصاعدة وأكدت مرة أخرى ثباتها على المبدأ وصمودها كما لم تصمد امرأة من قبل أمام الاقصائيين والاجتثاثيين وهي التي كانت أيام الجمر أفضل من ألف رجل دستوري وتجمعي حيث وقفت في موقعها ولم تتزحزح يوم هرب الاخرون واختفوا وغرسوا رؤوسهم في الرمال بل فيهم من انبطح وقدم آيات الولاء للقادمين الجدد على سروج حراك شعبي لم يساهموا في اندلاعه من قريب أو بعيد، وفق تقدير الصحيفة.