“خطأ المسؤولين أنهم لا يسمعون الا ما يريدون سماعه” و”الاسعار في تونس الصندوق الاسود” و”برهان بسيس قدم خطوطه العريضة .. ترميم النداء بين الحقيقة والوهم” و”هل تغير المشاريع الحزبية الجديدة الحياة السياسية في البلاد؟” و”سهام بن سدرين واعادة كتابة التاريخ .. ساسة ومؤرخون يحذرون من طمس الحقائق” و”البلاد تعيش أزمة ثقة”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن أداء الحكومات المتعاقبة منذ 14 جانفي يمكن أن تكون متعثرا ويفتقد للنجاعة المطلوبة وأن تصرف وزراء المحاصصة يفتقر للمهنية لغياب الكفاءة والتجربة وانعدام المصداقية لكن الاطراف الاخرى الفاعلة في الساحة لم ترتق الى درجة المسؤولية المنوطة بعهدتها اذ اختصر أداءها في الانتقاد والرفض لاواختزلت دورها ومهامها في الوقوف على ربوة ترصد الهفوات والاخطاء وتضخيمها.
وأضافت أن المسؤولية في مثل هذه الحالات جماعية وهي حقيقة لا بد لكل الاطراف من أحزاب واتحادات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات وطنية نافذة، ادراكها ليكون الاصلاح سريعا ومجديا وحاسما والا تفاقمت الازمات وهي عديدة ومتراكمة وغدت كل المكاسب مهددة بالضياع.
ولاحظت (آخر خبر) في تحقيق لها، ارتفاعا قياسيا في كتلة الاسعار سواء على مستوى الانتاج أو الاستهلاك خاصة منذ بداية شهر جانفي 2017 دون معرفة أسباب هذه الظاهرة التي ستكون لها تداعيات سلبية تتعلق بمنظومات الانتاج والاستهلاك والتمويل باعتبار توقع المتخصصين في الشأن المالي ازديادا مهما لنسبة التضخم في المدى المنظور والبعيد مشيرة الى أن الغريب في الامر أن ارتفاع الاسعار تزامن مع وفرة غير مسبوقة في عديد المواد الغذائية بالاسواق التونسية وصل الى حد اتلافها على غرار القوارص فضلا عن عجز عدد هام من الشركات على تسويق منتوجاتها المختلفة في الداخل والخارج.
وأثارت جريدة (الشروق) في ورقة خاصة استفهاما جوهريا حول مدى امكانية نجاح، برهان بسيس، الذي التحق مؤخرا بحزب نداء تونس في ترميم الحزب وانقاذه بعد تكليفه بالملف السياسي صلب الحزب مشيرة الى أن مهمته الظاهرة تبدو في السعي الى تجميع الندائيين المتخاصمين ومحاولة اعادة من استقالوا حيث أكد في هذا المجال أن النداء سينظم ندوة كبرى للتقييم بمشاركة مناضليه.
ورأت في هذا الصدد أن المهمة الاولى غير المعلنة في استقطاب “التجمعيين” المترددين فالتحاق بسيس بالنداء بما قدمه الى نظام بن علي من دفاع وتلميع يعني بالضرورة امكانية عودة كل تجمعي وكل مدافع عن المنظومة السابقة الى الحياة السياسية دون خشية سياسية أو حرج أخلاقي الى جانب أنه قادر على افادة النداء بشبكة علاقاته التي أسسها قبل الثورة اذ يقدر على استقطاب العديد من الشخصيات المؤثرة.
وأشارت (المغرب) في افتتاحيتها، اليوم، الى أن المشهد السياسي الجديد بقديمه وجديده سيجد نفسه أمام تحد ضخم في نهاية السنة الانتخابية البلدية فهي وحدها التي ستحسم في مدى جدية كل التنظيمات والمشاريع الحزبية معتبرة أن المهم في الحقيقة ليس من سيفوز بها بقدر مخاوف الجميع من هزيمة قاسية قد تقضي على أحلام وطموحات كبيرة حيث سنقف أمام صراعات مهمة ولكن في مستويات مختلفة.
وتطرقت (الصحافة) في ورقة بصفحتها الخامسة، الى ردود الافعال التي رافقت دعوة رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين الجامعات التونسية والمؤرخين الى اعادة كتابة تاريخ تونس استنادا الى المادة الاولية التي جمعتها الهيئة والمستندة الى أعمال تقص وشهادات مشيرة الى أن أغلب ردود الافعال تصب في اتجاه سلبي سواء في صفوف عدد من القيادات السياسية وممثلي المجتمع المدني وكذلك أصحاب الشأن من المؤرخين الذين وجه لهم هذا الطلب.
وأكدت جريدة (الصباح) في مقال لها، أن تونس تعيش أزمة ثقة على أكثر من صعيد تخيم على المشهد العام وتجتاح الحياة السياسية والحزبية والهياكل المهنية ومؤسسات الدولة ورموزها مشيرة الى أن أزمة الثقة تستفحل في ظل الحروب الكلامية والتصريحات النازية المتجاوزة لكل حدود اللياقة والاخلاق وضوابط التنافس السياسي آخرها وليس أخيرا بين رجل الاعمال شفيق جراية والوزير السابق والقيادي بنداء تونس لزهر العكرمي وغيرها من التصريحات التي تستبيح مؤسسات الدولة بنعت أشخاص يمارسون وظائف سامية في أجهزة الدولة بأبشع الاوصاف والنعوت ويمر ذلك مرور الكرام، وفق تقدير الصحيفة.