بهدف من نيران صديقة وباداء باهت فشل المنتخب التونسي لكرة القدم في ثاني اختبار ودي على التوالي بخسارته امام نظيره المغربي بهدف دون رد في مباراة للنسيان على جميع الاصعدة وذلك مساء الثلاثاء على الملعب الكبير بمراكش.
وجاء هدف المباراة التي تندرج في اطار استعدادات المنتخبين لتصفيات كاس افريقيا للامم (الكاميرون 2019) ومونديال (روسيا 2018) عن طريق حمزة يونس خطا في مرمى فريقه في الدقيقة 14.
وبغض النظر عن الهزيمة التي تعد الثالثة على التوالي للمنتخب التونسي بعد السقوط في الدور ربع النهائي لكاس الامم الافريقية (الغابون 2017) امام بوركينا فاسو (0-2) والخسارة وديا امام الكاميرون يوم الجمعة الفارط على ملعب مصطفى بن جنات (0-1) فان ما يبعث فعلا على القلق هو الاداء المحتشم للفريق وغياب عنصر التحفيز لدى اللاعبين رغم ان البعض منهم بصدد تلمس طريقه مع المنتخب.
وبادر المدرب هنري كاسبرجاك بادخال بعض التعديلات على تشكيلة المنتخب التونسي مقارنة بتلك التي خاضت اللقاء الودي الاخير امام المنتخب الكاميروني باقحام حارس المرمى فاروق بن مصطفى مكان ايمن المثلوثي المصاب واسامة الحدادي في مركز ظهير ايسر بدلا عن علي معلول وديلان برون كبديل لايمن عبد النور في محور الدفاع وحمزة لحمر في وسط الميدان عوضا عن طه ياسين الخنيسي وحمزة يونس في الهجوم مكان احمد العكايشي.
وفي غياب الرهان جاءت المقابلة مفتوحة دون المرور بفترة جس النبض ونشطت الجبهة اليمنى للمنتخب المغربي بالخصوص عن طريق نبيل ديرار الذي شكل خطرا متواصلا على دفاع المنتخب التونسي من جهة الظهير اسامة الحدادي بفضل سرعته الفائقة وفنياته العالية ليكون تقريبا وراء جميع محاولات منتخب “اسود الاطلس”. ورفع نبيل ديرار عرضية متقنة في اتجاه فيصل فجر الذي تابعها بيمناه ضعيفة بين يدي الحارس فاروق بن مطصفى (7) رد عليها المنتخب التونسي بواسطة حمزة لحمر الذي وزع كرة في ظهر الدفاع المغربي ليتلقاها حمزة يونس المحرر من كل رقابة براسه غير ان كرة مهاجم سكودا كسانثي اليوناني افتقدت القوة اللازمة لتستقر بين احضان الحارس المغربي ياسين بونو (13).
وتحصل المنتخب المغربي على ركلة حرة جانبية نفذها المزعج ديرار بطريقة بدت سهلة على الدفاع التونسي لكن حمزة يونس الذي عاد لمعاضدة الخط الخلفي اخفق في تشتيتها براسه ليضعها عن طريق الخطا داخل مرمى فاروق بن مصطفى (14) ليقبل المنتخب التونسي للمباراة الثالثة على التوالي هدفا من كرة ثابتة بعد مقابلة الدور ربع نهائي لكاس الامم الافريقية (الغابون 2017) امام بوركينا فاسو والمباراة الودية امام الكاميرون وهو ما يطرح اكثر من تساؤل حول تمركز اللاعبين وطريقة محاصرة المنافس.
ولم تمض اكثر من دقيقتين حتى كاد المنتخب المغربي ان يضاعف النتيجة بعدما تابع نبيل ديرار هيجانه على الرواق الايمن ومرر عرضية محكمة في اتجاه يوسف النصيري الذي خطفها براسه غير ان فاروق بن مصطفى كان بالمرصاد منقذا شباكه من هدف ثان (17). ولئن كانت نسبة امتلاك الكرة خلال هذا الشوط الاول متكافئة بنسبة 50 بالمائة لكل منتخب فان الكفة مالت اكثر لابناء المدرب هيرفي رونار بعدما كسبوا اغلب المواجهات الثنائية التي جمعتهم باللاعبين التونسيين بفضل حسن تطبيق طريقة الضغط على حامل الكرة مقابل اداء متذبذب لاسيما من عناصر خط وسط المنتخب التونسي سواء على مستوى تامين التغطية الدفاعية او توفير المساندة الهجومية.
وكان بامكان المنتخب المغربي العودة الى حجرات الملابس باسبقية اكثر من هدف واحد لولا تالق فاروق بن مصطفى الذي وقف سدا منيعا امام تسديدة عبد الالاه حفيظي بديل مهدي كارسيلا المصاب (37) وتصويبة محمد نحيري (45) في الوقت الذي حاول فيه حمزة لحمر اعادة المنتخب التونسي في اجواء اللقاء من ركلة حرة مباشرة لكن كرته مرت محاذية للقائم (45 زائد 1).
بداية الشوط الثاني تواصلت خلالها افضلية المنتخب المغربي الذي تحصل على العديد من الكرات ثابتة من ركلات حرة وضربات ركنية لينحصر اللعب في اغلب الاحيان في مناطق الدفاع التونسي الذي ظهر عليه الارتباك وغياب الانسجام خصوصا بين ثنائي المحور صيام بن يوسف وديلان برون ولعل الكيفية التي مرر بها جواد اليميق الكرة ليوسف النصيري تقيم الدليل على انعدام توازن الخط الخلفي لمنتخب “نسور قرطاج” حيث رفع كرة مباشرة من المناطق الخلفية في اتجاه مهاجم ملقة الاسباني ليراوغ الاخير الحارس فاروق بن مصطفى الذي لم يجد حلا سوى عرقلته على مشارف المنطقة لينال بطاقة صفراء في الدقيقة 59.
وازاء هذا المردود الباهت للمنتخب التونسي حاول الاطار الفني تعديل الاوتار وضخ دماء جديدة لاضفاء اكثر حيوية على الاداء الجماعي عبر القيام بثلاثة تغييرات دفعة واحدة في الدقيقة 60 بدخول احمد العكايشي مكان حمزة لحمر وادريس المحيرصي بدلا عن حمزة يونس وفخر الدين بن يوسف عوضا عن يوسف العريبي غير ان الامور بقيت على حالها وسط سيطرة مغربية مطلقة رافقتها اكثر من فرصة واضحة للتسجيل خصوصا عن طريق عزيز بوحدوز وفيصل فجر اللذين اصطدما بتالق لافت من الحارس فاروق بن مصطفى (69) قبل ان يتقمص محمد امين بن عمر دور المنقذ بابعاده تسديدة مبارك بوصوفة على الخط النهائي للمرمى (70).
وباستثناء تسديدة نعيم السليتي التي ارتطمت لسوء حظه بزميله فخر الدين بن يوسف (73) لم تشكل هجومات المنتخب التونسي خطورة تذكر على الدفاع المغربي ورغم اقحام طه ياسين الخنيسي مكان نعيم السليتي في الدقيقة 81 الا ان المردود ظل محتشما بل كان المنافس قريبا من اضافة هدف ثان خاصة بواسطة عبد الالاه حفيظي الذي سدد كرة من مسافة قريبة تالق فاروق بن مصطفى في التصدي لها لتنتهي المباراة بانتصار مستحق للمنتخب المغربي.