تواصل اليوم الحراك الشبابي للأسبوع الثاني على التوالي في مدينة تطاوين والقرى المجاورة لها واتسعت رقعة الاحتجاجات لتصل إلى حقل “نوارة” البرتولي في عمق الصحراء حيث أعلن جمع كبير قدّره مصدر على عين المكان بحوالي مائتي عامل اعتصامهم تضامنا مع شباب تطاوين في دفاعهم عن حقهم في الشغل والتنمية.
وأغلق اليوم الشباب المحتج الطرقات الرئيسية الرابطة بين تطاوين ورمادة وتطاوين وبن قردان وأشعلوا الاطارات المطاطية في اكثر من مفترق طرقات إضافة إلى تركيز خيام جديدة للاعتصام في الحي العسكري وحي المهرجان ومفترق المزطورية.
وأمام هذا الحراك لم تبادر السلط جهويا ومركزيا بتقديم أيّة مبادرة تستجيب لمطالب المحتجين في التشغيل وتحسين ظروف عيش المتساكنين وعبّر عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة لمراسل (وات) عن استغرابهم من غياب الحلول لهذه الاحتجاجات التي عطّلت مصالحهم وقطعت أواصر المدينة على حد قولهم.
ويذكر أن الاتحاد الجهوي للشغل في تطاوين أصدر مساء أمس بيانا بعد لقاء مع والي الجهة، أكّد فيه شرعية مطالب الشباب ومساندته للاحتجاجات السلمية وتمسّكه بضرورة الاستجابة لطالبي الشغل الذين يعانون من قسوة البطالة وانعدام آفاق التشغيل في الجهة، وذلك تفاعلا مع ما تعيشه من احتجاجات واحتقان نتيجة ما وصف بـ “التهميش وانعدام الحلول الحقيقية والجذرية لمعضلة البطالة”.
واقترح الاتحاد الجهوي عقد يوم جهوي للتشغيل تدعى إليه مختلف الأطراف، من ممثلين للادارات الجهوية والمنظمات الوطنية والشركات البترولية المنتصبة في الجهة ودعا أيضا إلى تقسيم فرص الشغل المتاحة بنسب محددة على كل معتمدية وتعليق القائمات في الادارات العمومية المحلية.
وأوصى بالإسراع في عقد لجان المتابعة لتذليل العراقيل، داعيا الادارات الجهوية للاجتماع بإدارة شركة البيئة والبستنة وتمكينها من عقود تشجعها على انتداب المزيد من العمال والكفاءات.
واعتبارا لأهمية بطاقات الصحراء وإضفاء للشفافية على كيفية تسليمها، اقترح الاتحاد الجهوي للشغل إلحاق مصلحتها بالادارة الجهوية للتكوين المهني والتشغيل وتشكيل لجنة للإشراف على مسار الحصول عليها ووضع حد لكل الاتهامات والتأويلات في هذا الشأن، وفق ما جاء في نص البيان.