“الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي .. القنطرة متداعية ومهددة بالانهيار” و”وعدت وتنكرت لوعودها .. الحكومة تقتل الصحافة المكتوبة” و”الشاهد في جولة بالقارة السمراء .. هل تكون الانتعاشة من بوابة افريقيا؟” و”البنك المركزي .. عجز الميزان التجاري يتجاوز 5ر2 مليار دينار والدينار يتعافى ببطء أمام الدولار” و”النهضة تموقع الاحزاب والجبهات”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الاربعاء.
لاحظت جريدة (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن البلاد دخلت مرحلة دقيقة من مسيرتها، هي مرحلة الحسم بكل فيها من رهانات وتحديات معتبرة أن المسالك أمام يوسف الشاهد وحكومته مزروعة بالالغام والمفاتيح التي هي بيد الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي اللذين اختارا “التوافق الاستراتيجي” رغم الاختلاف العميق بين النموذجين اللذين يروجان لهما.
وأضافت أن التونسيين كانوا يعتقدون خلال السنوات الست الماضية أن الاختلاف بين الشيخين على جميع المستويات الايديولوجية والفكرية والسياسية سينتج تيارا وسطيا حقيقيا يمكن أن يوظف القواسم المشتركة توظيفا ايجابيا في بناء مجتمع متوازن لكن كل الامال تبخرت على ايقاع اتساع الفجوة بشكل عرض البلاد الى مخاطر الصراعات مشيرة الى أن الجبهة التي تم بعثها مؤخرا من قبل بعض الاحزاب و”الدكاكين” السياسية تحت مسمى “جبهة الانقاذ” ولدت ميتة جينيا، وفق تقدير الصحيفة.
وأشارت (الشروق) في ورقة خاصة، الى أن الصحافة الورقية تشهد أزمة في جل أنحاء العالم بسبب التحولات العميقة التي تشهدها صناعة المعلومة وبسبب التطور التقني والتكنولوجي في اتجاه مجالات أكثر رقمية ومجالات تغادر أطر الزمان والمكان معتبرة أن الصعوبات التي تعيشها الصحافة المكتوبة في تونس خيمت بظلالها على المفاوضات الاجتماعية وتجسدت في محضر الجلسة المبرم بتاريخ 22 فيفري 2016 بين الحكومة ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية ونقابة الاعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة التونسية لمديري الصحف وتم الاتفاق على أن الزيادة في الاجور تراعي الصعوبات التي تمر بها مؤسسات الصحافة وأن تتولى الدولة التونسية مثلها مثل كل دول العالم دعم الصحافة المكتوبة من خلال تنظيم الاشهار العمومي واقتناء الاشتراكات وتقديم الدعم للصحف التي تعاني صعوبات وشهدت تراجعا.
وأثارت جريدة (الصحافة) في مقال لها، استفهاما جوهريا حول مدى قدرة افريقيا على تحقيق الانتعاشة الاقتصادية في تونس مشيرة الى أن الحكومة ورجال الاعمال يعولون على الجولة الافريقية التي يقوم بها حاليا، يوسف الشاهد، الى عدد من الدول الافريقية لخلق ديناميكية اقتصادية جديدة وآفاق استثمارية واعدة باتجاه القارة السمراء التي انطلقت في بعض دولها حركة ازدهار اقتصادي ملحوظة بلغت نسبة نموها أرقاما بعددين وهو ما جعل صورة افريقيا كقارة فقيرة ومتخلفة محل مراجعة خاصة بعد ما أثبتته بعض الدول من قدرة على خلق حركية اقتصادية متسارعة حولتها الى أسواق استهلاكية ومراكز استثمارية على مستوى البنى التحتية.
وعرجت (المغرب) على النشرية الصادرة عن البنك المركزي حول تطور الظرف الاقتصادي والمالي والذي أشار الى أن الميزان التجاري سجل خلال الشهرين الاوليين لسنة 2017 عجزا تجاوز 5ر2 مليار دولار مقابل 35ر1 مليار دولار في نفس الفترة من سنة 2016 مع استقرار نسبة التضخم لشهر فيفري ب6ر4 بالمائة مبرزة أن ارتفاع العجز التجاري يعود بالاساس الى التفاوت الكبير بين الواردات والصادرات من جهة والى تدني سعر الدينار بالعملة الصعبة.
وأضافت أن عدة خبراء وأساتذة اقتصاد قد دقوا ناقوس الخطر وأكدوا أن تواصل تسارع وتيرة العجز التجاري سيكلف تونس نقصا هاما في احتياطي العملة الصعبة وارتفاع مستوى المديونية للخارج وعواقب قد يستحيل تجاوزها.
وتطرقت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها الخامسة، الى كثرة الاحزاب في تونس وما اذا كانت ظاهرة صحية أم انها تعد ترفا وديكورا لمشهد سياسي كان قبل ست سنوات أسير الحزب الواحد مع هامش رمزي لنشاط أحزاب “كرتونية” وفي تماس مع حزبين معترف بهما لكنهما ظلا مهمشين (الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات) وأخرى تنشط في السرية ورغم ذلك تصل اصداؤها الى جانب من الرأي العام بطرق ووسائل شتى.
وأضافت أن المشهد السياسي في تونس يؤكد مرة أخرى أن نسبة كبيرة من الاحزاب في تونس هي مجرد أرقام وكثرتها لا تعني بالتأكيد تنوعا وبرامج ثرية مختلفة والواقع خير دليل فهناك بضعة أحزاب وان كانت متفاوتة في اشعاعها واستقطابها تبقى الفاعلة على الساحة ويبقى السؤال المطروح دائما يتمحور حول البرامج والتوجهات وتحديدا تميزها ومدى استعداد الناخبين للتفاعل معها، وفق تقدير الصحيفة.