قدم نبيل القروي اليوم الاربعاء 5 أفريل 2016 استقالته النهائية من حزب نداء تونس مؤكدا أنه سيعود لممارسة حرية التعبير.
وجاء ذلك في رسالة استقالة وجهها القروي إلى إدارة حزب نداء تونس ضمنها أسباب قراره الرسمي.
وفي ما يلي نص الرسالة: “بعد تجميد انتمائي لنداء تونس الذي أبقى واحداً من مؤسسيه وتعليق النشاط صلب جميع هياكله، تأكد لي مع مرور الوقت وانطلاقاً من تجربتي السابقة في الحياة والسياسة أن الطريق المتبعة من قبل هذا الحزب لم تعد تلتقي مع قناعاتي والقيم التي أؤمن بها.وذلك لافتقاره إلى الأركان الأساسية التي من المفروض أن تميز أي حزب ديمقراطي ألا وهي العمل الجماعي والتشاور والتبادل والتوافق فضلاً عن الرؤى والأفكار ونكران الذات والإرادة الحقيقية للتركيز على خدمة المواطن وتغليب المصلحة العامة. كما أيقنت أن الصراعات والمناكفات والمناورات السياسوية أبعدت الحزب عن الواقع اليومي المعيش للشعب وعن مشاغله الرئيسية. ليس هذا هو التصور الذي أحمله عن السياسة في أسمى معانيها وأنبل مقاصدها.
من جهة أخرى لقد كنت ولا أزال مقتنعاً مبدئياً بضرورة وصوابية مفهوم التوافق الوطني والمصالحة. لكن ثبت لي هنا أيضاً أن هذا الخيار المجتمعي والإنساني الذي آمنا به جميعاً كطريقة لإنجاح الانتقال الديمقراطي وإخراج تونس من أزمتها المتفاقمة ضل محصوراً في بوتقةٍ ضيقة وفي خدمة مصالح شخصية دون أن يعم جميع طبقات المجتمع وأن يحقق النتائج المرجوة.
إني أعتقد، وبلادنا تمر بعاصفة هوجاء، أنّ على الطبقة السياسية وكافة النخب أن تقلع عن التمترس الاديولوجي لتركز اهتماماتها إلى جانب الدولة بإتجاه الواقع السياسي والإقتصادي والإجتماعي وإيثار مسلك الديمقراطية التشاركية القائمة على العمل الميداني والقرب من المواطن والإنصات لهمومه وتفهم مشاغله والتحاور معه وهو ما يمثل الطريق الوحيد نحو التآلف والخلاص.”
وختم بالقول”لعل أفضل ما أنهي به رسالة الإستقالة هذه ما أكده أحد المفكرين عندما قال: “إن أحسن حكومة ليست تلك التي تنشئ أسعد الناس بل هي التي تسعد أكبر عدد من الناس”
حظاً سعيداً لنداء تونس من أجل أن يسلك الطريق القويم الذي على أساسه تم انشاؤه من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي وتمنيناه له كمؤسسين.”