دعت حركة النهضة إلى “التخلي عن تغذية الصراعات وزرع الإحباط وتكوين الكيانات السياسية على أساس المضادة لطرف معين، وإلى التحلي بالمسؤولية والتخلي عن محاولات ضرب التوافق السياسي”.
وأكدت الحركة في بيان لها اليوم الإثنين، “مسؤوليتها في حماية أجندا البلاد المتمثّلة بالخصوص في مواصلة الحرب على الإرهاب والجريمة والإنفلات وفي دفع الإصلاحات وإنجاز الإنتخابات البلدية في موعدها وفي المحافظة على هذا المسار الذي أفشل كل مساعي الزج بالبلاد في الفتن والمحن”.
كما دعت كافة الفاعلين السياسيين والإجتماعيين إلى “دعم الإستقرار السياسي والإجتماعي والأمني، بما يحمي الديمقراطية وأمن البلاد ويوفر أفضل مناخ للإستثمار وإنجاز المشاريع والتقدم في الإصلاح والتطوير”.
كما أعربت النهضة عن “تفهمها الإحتجاجات التي يطالب أصحابها بالتنمية العادلة ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة، لاسيما مع بطء عملية الإنتقال الإقتصادي والإصلاح وتعثر عملية النهوض الإقتصادي، بسبب ميراث طويل من نموذج الإقتصاد المعتمد أساسا على الدولة في بلاد شحيحة الموارد وفي مناخ اقتصادي دولي متأزم وبسبب الفساد والتعطيلات الإدارية والقانونية والعقارية ونقص التمويل”، حسب نص البيان.
وفي هذا السياق دعت الحركة، المواطنين، إلى “الإلتزام بالقانون والإمتناع عن تعطيل المرفق العام وعن الإضرابات العشوائية وعن استفزاز قوات الأمن التي تمثل رأس حربة في مواجهة التهديدات الإرهابية الداخلية والخارجية وحماية البلاد من الأخطار المتربصة بها وقطع الطريق أمام كل من يريد توظيف الإحتجاجات الإجتماعية السلمية لأغراض حزبية أو سياسية أو تخريبية”.
ودعت أيضا الحكومة إلى “التفاعل الإيجابي مع هذه المطالَب، عبر الحوار الذي يفضي إلى حلول واقعية تراعي المطالَب وإمكانات البلاد وبما يفتح أفق المستقبل الأفضل”.
وعلى صعيد آخر سجلت حركة النهضة ما اعتبرته “استهدافا ممنهجا لمناخ التوافق السياسي” الذي انطلق في اجتماع باريس بين رئيس الجمهورية ورئيس حركة النهضة والذي قالت إنه “جنب البلاد وتجربتها الديمقراطية الفتية الإرتداد إلى نوع من الحرب الأهلية وانهيار الدولة والإجتماع السياسي”.
واعتبرت أن من يستهدف سياسة التوافق هي “أطراف تختلف أجنداتها السياسية ولكن تلتقي أهدافها، بعضها ليست له أي حلول أو مقترحات ويكتفي بالمزايدة بشعار المطالب الإجتماعية واستغلال الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، والبعض الآخر يرفع شعار الإرهاب في محاولة بائسة لتحويله من خطر دولي يهدد البلاد والعباد، بمختلف اتجاهاتهم، إلى موضوع اختلاف داخلي واتهامات مزيفة لطرف سياسي معين”، وفق بيان النهضة.
كما اتهمت الحركة من يستهدفون سياسة التوافق ب”تحويل شعار مقاومة الفساد إلى شعار سياسي لكسب التعاطف دون تقديم أي خطة منهجية في تحقيق هذا الشعار، باعتباره مهمة وطنية محل إجماع وتتطلب الوقت والمثابرة وإبداع الآليات الفعالة”.
وشددت حركة النهضة في البيان ذاته على أن “النجاح في معالجة كافة القضايا يكون أسرع وأفضل إذا تحلى الجميع بروح إيجابية وفي إطار الوحدة الوطنية والإرتفاع بهذه التحديات إلى حوار البرامج والمقترحات بدل المناكفات والصراعات الحزبية الضيقة واستهداف حكومة الوحدة الوطنية”.