“رئيس الحكومة أمام الاحتجاجات الاجتماعية .. ماذا بعد لغة المصارحة؟” و”يوسف الشاهد يتبرأ من وعود أسلافه” و”من الحراك الى النهضة الى الهاشمي الحامدي .. التوظيف السياسي يسرق شرعية الاحتجاج” و”من القضايا المهملة .. أسر مفككة تنشئة مشوهة” و”قرار الهايكا، موقعة “أنا يقظ” والسقوط الحر للقروي”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه بامكان التونسيين تحويل كل مناطق البلاد الى ذهب وفضة وجعل من كل منطقة في الجمهورية التونسية فضاء لخلق التميز والتفوق في مجال من مجالات المعرفة والتكنولوجيا والصناعة والخدمات مبرزة أنه لا ينبغي أن يكون الوظيف هو الحلم الوحيد لاجيال من شبابنا لان مقاومة الحيف الجهوي لن تكون الا بتغيير مجرى تدفق الخبرات البشرية والاموال والخيرات والثروات وجودة احياة من الشريط الساحلي الى المناطق الداخلية.
ورأت جريدة (الصريح) في ورقة خاصة، أن الحديث الذي أدلى به رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، لبعض وسائل الاعلام المسموعة والمرئية جاء محملا بالكثير من التفاؤل بالرغم مما تشهده البلاد من تحركات احتجاجية في العديد من المناطق وهو ما اثار تساؤلات المواطنين الذي وجدوا تناقضا بين تصريحاته وحقيقة الاوضاع على الارض مبينة أن الشاهد لم يكتف بمحاولة زرع التفاؤل في النفوس المحبطة بل أبدى حرصا شديدا على مقاومة الفساد معترفا بأن هذه الافة متغلغلة في الدولة ومبشرا بقرب سقوط حيتان كبيرة.
وأضافت في المقابل أن رئيس الحكومة لم يجب عن كيفية التعامل مع الاحتجاجات المطلبية المكثفة في العديد من الجهات مع المحافظة على سلطة الدولة وهيبتها وصيانه القانون معتبرة أنه لا يكفي ان يتبرأ من وعود رؤساء الحكومات السابقة التي وصفها باللاواقعية ولكن لا بد من طرح حلول جدية وهو ما لم يحصل بشكل بشكل مقنع، وفق تقدير الصحيفة.
وسلطت (الصحافة) الضوء على موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد معبرة عن استغرابها من أن تترجم الشرعية الاجتماعية للاحتجاج الى أجندة سياسية بخسة فيها من يخاتل سلطة رفعته من “طريد اقليمي” الى “شريك سلطوي” وفيها من يراود سلطة هربت من تحت أقدامه لنقص الكفاءة السياسية وفيها من يحلم بسلطة “رعوانية” لا تبلغ من المكارم غير الاستثمار في الخصاصة.
وأضافت أنه حين نتحدث اليوم عن شرعية احتجاج فنحن ندرك فعلا ما يكابده التونسيون من سراب الوعود التنموية لكننا حين نتحدث عن أجندة سياسية بخسة ندرك أن هذه الاحزاب التي تتخفى وراء الام الفقر لاسقاط الحكومة هي نفسها التي رفعت سقف الوعود في 2011 ثم استثمرت سرابها في 2017، وفق ما ورد بالصحيفة.
واهتمت جريدة (الصباح) في مقال لها، بالقضايا البشعة التي ترتكب يوميا في تونس على غرار اختفاء 13 مراهقة في ولاية بن عروس أغلبهن في سن ال16 والعثور مؤخرا على 4 جثث لاطفال حديثي الولادة تحت قنطرة بالملاسين معتبرة أن كل ذلك يحدث في ظل فراغ كبير يتركه الاعلام العمومي لصالح الاعلام الخاص الذي نجح في استمالة المشاهدين، وان بمضامين لا مهنية، أحيانا تغلب الكسب المادي على جوانب الاصلاح والتحسيس والتوعية والطرح الجاد للقضايا الاجتماعية التي يظل مجالها الوحيد والطبيعي هو الاعلام العمومي.
وبينت أن الاعلام العمومي بوضعه الراهن غير قادر على لعب دوره التعديلي في تقديم مادة اعلامية قادرة على استمالة المشاهد وتكون مهنية وهادفة في الان ذاته وهو ما يستدعي مراجعات جذرية من طرف القائمين على اصلاح المنظومة الاعلامية.
وأشارت صحيفة (آخر خبر) في مقال بصفحتها الثالثة، الى أن ما تردى اليه الخطاب والممارسة المعادية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا) هو أمر يتجاوز الحد الادنى الاخلاقي والقانوني ويتخطى جميع الخطوط الحمراء مشيرة الى أن الواقعة الاخيرة بين الهايكا وبعض وسائل الاعلام عرت الحجم المخيف لتدهور منظومة القيم التي تحكم المشهد الاعلامي والسياسي وانحدار الممارسة الاعلامية الى القاع الى جانب الكم الهائل من النفاق والرياء الذي يطبع الاوساط السياسية.