شكل البحث في سبل الترفيع في عدد المنتفعين من برنامج التغذية المدرسية الى حدود 500 ألف تلميذ، عن طريق الضيعات البيداغوجية التي تعتزم وزرة التربية تركيزها بكافة المؤسسات التربوية انطلاقا من السنة الدراسية القادمة، محور ندوة وطنية حول “الضيعة
البيداغوجية كالية لاستدامة برنامج الاغذية المدرسية”، انتظمت اليوم الخميس بمركز تكوين المكونين والتجديد البيداغوجي بالعاصمة.
وتهدف هذه الندوة حسب القائمين عليها، الى تقاسم التجارب الناجحة واستعراض الصعوبات التي واجهها الفاعلون في احداث ضيعة بيداغوجية مستدامة في المدارس الابتدائية، وفي تصريف شؤونها، والتفكير في اليات ووسائل تجديدية تضمن دوام الضيعة البيداغوجية، فضلا على عرض التوصيات التي تمكن من تحقيق الاهداف المرسومة للضيعة البيداغوجية على مستوى الاقتصاد الاجتماعي التضامني كما على المستوى التربوي والبيئي.
وأفاد مدير السكن والمطاعم المدرسية بديوان الخدمات المدرسية بوزارة التربية رؤوف حمدي، بالمناسبة، ان وزارة التربية قد بادرت منذ شهر ديسمبر 2014 بوضع برنامج للتغذية المدرسية في تونس يستهدف أكثر من 262 ألف تلميذ موزعين على 2548 مدرسة ابتدائية، وذلك في اطار لجنة قيادية مشتركة تشتغل على “استراتيجية دوام التغذية المدرسية”، مشيرا الى ان الوزارة تسعى حاليا إلى الترفيع في عدد التلاميذ المنتفعين بالوجبة المدرسية ليصل الى حدود 500 ألف تلميذ.
وأشار المتحدث إلى ان 2548 مدرسة ابتدائية تعد الاكلة للتلاميذ منها 439 مدرسة تعد اكلة ساخنة، من جملة 4558 مؤسسة تربوية بالمرحلة الابتدائية.
وأضاف حمدي، ان وزارة التربية تسعى من خلال الضيعات البيداغوجية المزمع احداثها، الى تثمين الضيعات الشاسعة المتواجدة داخل المؤسسات التربوية والمقدرة مساحتها بحوالي 1000 هكتار، باتجاه اسناد التربية الغذائية والعادات الجيدة عند التلاميذ المدعويين لا فقط الى تعلم زرع مواد غذائية بل اكتساب عادات غذائية صحية ومتوازنة، وتمكينهم من كفايات جديدة وتحسيسهم بأثر الضيعات على البيئة باتجاه احترامها، علاوة على تطعيم المؤسسات التربوية بالمواد الغذائية الفلاحية المنتجة محليا.
ومن جانبه، أكد الممثل عن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري عجلاني عبد الخالق، حرص الاتحاد على مد جسور التواصل والتعاون مع وزارة التربية والمساهمة كشركاء في انجاح هذه المباردة، والعمل على تدريب التلاميذ منذ الصغر على تعاطي النشاط الفلاحي واطلاعهم على كيفية التعويل على النفس
في انتاج الغذاء، وتوسيع دائرة معارفهم بخصائص ومميزات المنتوجات الفلاحية، الى جانب المساهمة في تهذيب سلوكهم تجاه النبات والحيوان وعدم الاضرار بالبيئة.
وقال عبد الخالق، ان “المنظمة الفلاحية مستعدة رغم محدودية امكانياتها للاسهام في جهود تاطير التلاميذ ضمن الضيعات البيداغوجية”، مقترحا إنجاز مثل هذه الضيعات بالشراكة مع الفلاحين بما يعود بالنفع على المدرسة وعلى المنتج الفلاحي، اضافة الى تامين اشكال الاحاطة الفنية للتلاميذ وتيسير التواصل بينهم و بين الفلاحين والهياكل المهنية للاستفادة من التجارب والخبرات المتاحة بما يساعدهم على اكتساب المهارات الدنيا التي تمكنهم من ان يكونوا شركاء بجهودهم في ادارة مثل هذه الضيعات وحسن استغلالها وتثمين منتوجاتها.
يشار إلى ان هذه الندوة الوطنية تنتظم ببادرة من وزارة التربية وبالشراكة مع كل من وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزارة المراة والاسرة والطفولة وبدعم من برنامج الاغذية العالمي.