انطلقت الجمعة بتونس أشغال المؤتمر الاقليمي حول “الصناعات التقليدية: حداثة وتجديد”، لتتواصل على مدى يومين ببادرة من جمعية سيدات الاعمال لافريقيا والمغرب العربي “أفريماليف”، وبالشراكة مع مجلس سيدات الاعمال العرب.
ويكتسي هذا المؤتمر، الذي ستنبثق عنه جملة من التوصيات العلمية الرامية إلى النهوض بقطاع الصناعات التقليدية في البلدان العربية، أهمية كبرى على المستوى الوطني والعربي باعتباره اول مؤتمر اقليمي يخصص لمجال الصناعات التقليدية، حسب منظميه.
وذكرت وزيرة المراة والاسرة والطفولة نزيهة العبيدي في افتتاح هذا المؤتمر، بتسجيل صناعة الفخار السجناني الأصيل مؤخرا ضمن التراث اللامادي العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، معربة عن فخرها بترشيح أول مشروع تونسي كعنصر تراثي في المجال اللامادي، وعن الأمل في ان “تعقب هذه الخطوة الهامة خطوات أخرى نحو مزيد ازدهار الصناعات التقليدية بتونس”.
وأوضحت المديرة العامة بالديوان الوطني للصناعات التقليدية أسماء مذيوب، بالمناسبة، انه بعد ان قام الديوان بإرساء قرى حرفية بولايتي سليانة وزغوان، تتواصل الأشغال حاليا لبعث قرى حرفية أخرى بكل من ولايتي القيروان وقبلي في اتجاه تعميم هذه التجربة لتشمل لاحقا ولايتي القصرين وقفصة، مبرزة الدور
الهام الذي تلعبه هذه القرى في تمكين الحرفيين من التعريف بمنتوجاتهم وبالتالي تسهيل عملية بيعها ترويجها.
وأضافت مذيوب ان الديوان سيخوض خلال العطلة الصيفية القادمة تجربة جديدة تتمثل في استغلال فضاءات المتاحف لتمكين الحرفيين من عرض منتوجاتهم التقليدية حيث ستكون البداية بمتحف باردو بالعاصمة، مشيرة الى انه في اطار تشجيع الحرفيين بالجهات الداخلية ودعمهم قرر الديوان تمكينهم من فضاءات لعرض منتوجاتهم دون مقابل فضلا عن تكفله بمصاريف أكلهم واقامتهم و تنقلهم.
ومن جانبه بين مدير مكتب الامم المتحدة للتنمية الصناعية هاشم حسين، ان منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية تعمل على دعم التمكين الاقتصادي لباعثي المشاريع وذلك بمرافقتهم منذ بزوغ الفكرة لديهم، ومساعدتهم على وضع خطة عمل لتنفيذ مشروعهم وتمكينهم من الربط التكنولوجي والدعم المالي،
ليقع إثر ذلك احتضانهم عن طريق توفير فضاء لبدء الانتاج ومدهم بقنوات التسويق.
وأضاف حسين انه بخصوص أصحاب افكار المشاريع ممن لم يتمكنوا من الوصول الى المؤسسات التي تقدم خدمات المساندة في بعث مشاريعهم ، فان المنظمة توفر لهم مراكز للتدريب والتاهيل ولتمكينهم من الربط المالي ومن ثمة مساعدتهم على التسويق، وذلك بفضل الخطط والبرامج التي وضعتها المنظمة لاستقطاب هذه الفئة ومساعدهتم على تطوير افكارهم وتحويلها الى مشاريع.
وشددت رئيسة مجلس سيدات أعمال العرب ورئيسة الاتحاد العربي الافريقي لسيدات الاعمال الشيخة حصة سعد العبد الله سالم الصباح، من جانبها، على ضرورة التكامل والتعاون بين سيدات الاعمال سواء بالتبادل التجاري او بايجاد قنوات للتمويل مؤكدة ان شبكة علاقات مجلس سيدات اعمال العرب تمتد من المحيط الى الخليج لتشمل الدول العربية كافة وتوفر قواعد بيانات تسمح بالعمل على تدعيم آليات التمويل لعناصر الانتاج المتوفرة في المنطقة.
وحثت الشيخة حصة سيدات الاعمال على التوجه الى تمويل الصناعات الزراعية، التي تعد، حسب رؤيتها، “حجر الزاوية وتحمل اكثر من وجه لتحقيق التنمية لسهولة التسويق وباعتبار ان منتجاتها تعد من اهم اولويات الشعوب”.
ودعت رئيسة جمعية سيدات الاعمال لافريقيا والمغرب العربي ليلى خياط، المجتمع المدني إلى مواصلة تقديم الدعم والمساندة المادية والمعنوية للعاملين في الصناعات التقليدية، نظرا لما يكتسيه هذا القطاع من مزايا كبرى في دفع عجلة الاقتصاد من ناحية، وفي المحافظة على التراث العربي الاصيل من ناحية اخرى، مبينة ان ازدهار هذا القطاع يمكن من تقليص ظاهرة نزوح الحرفيين كما يوفر لهم العيش الكريم والمناخ الطيب ويساعدهم على مزيد الابداع والابتكار.
يشار إلى انه على هامش هذا المؤتمر الاقليمي، ينتظم معرض للحرفيات يتضمن عدة منتوجات من الصناعات التقليدية من مختلف الولايات التونسية.