اختتم رئيس الحكومة يوسف الشاهد زيارة العمل التي شرع فيها أمس الخميس إلى ولاية صفاقس وتواصلت اليوم الجمعة بالتحول إلى معتمدية منزل شاكر، التي تعد من المعتمديات الأكثر معاناة من الفقر والبطالة وتدني مؤشرات التنمية.
وأعلن يوسف الشاهد، بالمناسبة، وبحضور والي صفاقس وعدد من أعضاء الحكومة ومجلس نواب الشعب، عن تسوية الوضعية العقارية لأراض دولية مستغلة من قبل فلاحين صغار بمنطقة الحاج قاسم الريفية من هذه المعتمدية، عبر تمكينهم من عقود كراء بمعاليم رمزية تشمل مساحات شاسعة تمتد على 4 آلاف هكتار.
وأبرز الشاهد في لقائه بفلاحي المنطقة، الأبعاد التنموية والاجتماعية لهذه العملية باعتبارها تمكن عددا كبيرا من صغار الفلاحين لمنطقة نائية من الدخول في منظومة الانتاج ورفع القيود عنهم وذلك ضمن برنامج وطني تمضي حكومة الوحدة الوطنية في تجسيمه وتعميمه في إطار اضطلاعها بواجبها في توفير أسباب التنمية للمواطن أينما كان، حسب تعبيره.
من جهته قال كاتب الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية مبروك كورشيد أن هذه التجربة هامة جدا في إصلاح أخطاء الماضي التي تواصلت لعقود من الزمن، مضيفا أن دفعة ثانية من الاراضي تصل مساحتها إلى خمسة آلاف هكتار إضافية ستتم تسويتها في الفترة القادمة.
وطالب عدد من أهالي المنطقة بتمكينهم من عفو وإسقاط للخطايا الغابية الناتجة عن الوضعية السابقة التي استغلوا فيها الأراضي الدولية. كما نادوا بتعزيز الرعاية الاجتماعية والصحية لفائدتهم.
وأبرز عدد كبير من أهالي منزل شاكر، من جهتهم، ظروف العيش الصعبة التي يعيشون فيها وتدني مستوى الخدمات الاجتماعية والصحية والتنموية في معتمديتهم وضعف البنية الأساسية والمرافق الجماعية فيها.
يذكر أن عملية التسوية العقارية التي تم الإعلان عنها بمناسبة زيارة رئيس الحكومة والوفد الوزاري المصاحب له إلى صفاقس شملت فضلا عن العقارات الفلاحية 121 من التجمعات السكنية المقامة على الأراضي الدولية في جهة صفاقس بالإضافة إلى تسوية الوضعية العقارية للأرض التي سيقام عليها مشروع المدينة الرياضية. وتم أمس في هذا الإطار تسليم حجة تمليك الأرض لوزارة الشباب والرياضة للانطلاق في الدراسات التنفيذية للمشروع.
وكان رئيس الحكومة زار قبل ذلك معتمدية قرقنة وتولى تدشين فرعين محليين لكل من الصندوق الوطني للتأمين عن المرض والصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية وزار المستشفى الجهوي، حيث أذن بإحداث قسم للإنعاش، قبل أن يلتقي مجموعة من ممثلي مكونات المجتمع المدني ويتحاور معهم بشأن الوضع الصعب الذي تعيش فيه الجزيرة، بحسب ما صرح به رئيس الحكومة في نهاية الزيارة.
كما زار وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، سمير بالطيب، موقع مشروع محطة تحلية مياه البحر في قرقنة الذي تقدر سعته بستة آلاف متر مكعب وتنطلق الدراسات الخاصة بها في ماي 2017 وتنتهي أشغالها في ماي 2019.
والتقى الوزير كذلك بعدد من البحارة وتحاور معهم بشأن إسناد رخص الاستغلال لفائدة عدد منهم.
وزار كل من رضا السعيدي الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بمتابعة المشاريع والبرامج التنموية ومحمد صالح العرفاوي وزير التجهيز والاسكان وأنيس غديرة وزير النقل ومبروك كورشيد ماتب الدولة لاملاك الدولة والشؤون العقارية في الفترة الصباحية عددا من المشاريع والمنشآت التي حظيت بإجراءات وقرارات في معتمدية صفاقس المدينة.
ومن هذه المشاريع مشروع تبرورة الذي وقف الوفد الوزاري على الإشكاليات التي تعترضه والإجراءات المصاحبة لفائدة المناطق المجاورة للمشروع بالاضافة الى شاطئ الكازينو الذي خصصت له وزارة التنمية المحلية والبيئة مليونين و500 ألف دينار لتهيئته والمنطقة الصناعية مدغشقر التي ستتم تسوية وضعيتها العقارية.
وقال رضا السعيدي، في تصريح لمراسل (وات) بصفاقس، إن جملة القرارات التي اتخذت لفائدة هذه الجهة ستحظى بمتابعة زمنية ومالية دقيقة من قبل هيكل أحدث برئاسة الحكومة ومنظومة معلوماتية تم إحداثها بالشراكة مع المركز الوطني للإعلامية.