“مقياس الشأن السياسي لايمرود .. لاول مرة تساوي النداء والنهضة في نوايا التصويت” و”الجنوب .. يارئيس الحكومة” و”تونس بين احتجاج الجهات الداخلية ومشروع قانون المصالحة الاقتصادية” و”زيارة حكومية بمقترحات جديدة .. هل تهدأ عاصفة تطاوين؟” و”أقوال العار لوزراء حكومة أنهكتها الاضرار”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
نشرت جريدة (الصباح)، نتائج مقياس الشأن السياسي لشهر أفريل الذي ساهمت في انجازه مع مؤسسة “ايمرود كونسلتينغ” والذي كشف عن تراجع حزب نداء تونس في نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية حيث تراجع النداء ب6 نقاط مقارنة بشهر مارس مع تراجع حركة النهضة ب4 نقاط ليتساويا في الاخير في نوايا التصويت حسب المستجوبين بنسبة 20 بالمائة لكل منهما.
كما أبرز استمرار تدحرج نسبة رضا التونسيين عن أداء رئيس الجمهورية وتراجع نسبة الرضا عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد بنقطتين بعد القفزة الكبيرة في نسبة الرضا عن أدائه في شهر مارس الماضي والتي تجاوزت العشر نقاط مقارنة بنسبة شهر ديسمبر الماضي.
وتطرقت (الشروق) في افتتاحيتها، الى موجة الاحتجاجات المتواصلة في مدينة تطاوين بشكل غير مسبوق وصل الى حد قطع الطرقات وقطع المياه وسط توقعات بأن تمتد الى ولايات أخرى مجاورة متضررة أصلا من انهيار الوضع الامني في ليبيا وأزمة السياحة الصحراوية والصناعات التقليدية غير المسبوقة مطالبة رئيس الحكومة بقراءة رسالة الجنوب الحزين بفعل التهميش والاحتقار والاهانة لجهة قدمت كل شئ من أجل الاستقلال ولم تجن شيئا حيث تعتبر ولايات قبلي وتطاوين وتوزر ومدنين وقابس الافقر في البنية الاساسية وفي التجهيزات الصحية والمرافق الثقافية والترفيهية فلا وجود لمسارح هواء طلق ولا قاعات سينما ولا مستشفيات عمومية بما تحتاج من تجهيزات ولا مركبات ترفيهية ولا قطارات ولا حافلات تحترم المواطن.
ولخصت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، عمق الازمة السياسية والاخلاقية التي تعصف بالبلاد اليوم في لحظتين .. الاحتجاج المتفاقم في بعض الولايات الداخلية للمطالبة بالتشغيل والتنمية و”حرب” سياسية وقانونية بين أنصار رئيس الجمهورية وخصومه حول مشروع قانون المصالحة الاقتصادية مشيرة الى أنه بين هاتين اللحظتين تتقافذنا جميعا مشاعر الامل تارة واليأس أحيانا كثيرة في امكانية خروج بلادنا من الازمات المعقدة والمتضافرة التي تمر بها هذه السنين الاخيرة.
واعتبرت أن أزمتنا العميقة في تونس أننا أمام مخيالات سياسية وأوهام اجتماعية لا تتلاءم البتة مع واقعنا الملموس وأننا بصدد التشبث بحلول من المصالحة الى الدولة مشغلة للجميع كلها فاشلة وكلها تؤخرنا عن التفكير في الانقاذ الفعلي المبني على تقديس العمل وتثمين الجدارة والتفوق وتركيز الشفافية والحوكمة الرشيدة في الاذهان وفي الاعيان أيضا.
وأثارت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة، استفهاما جوهريا، حول مدى قدرة الزيارة الحكومية لولاية تطاوين على تهدئة “العاصفة” معتبرة أن الحديث عن “هدوء العاصفة” في المنطقة هو في صلب الاجندة الوطنية العامة وليس خارجها فمن حق تطاوين كما من حق صفاقس وقابس وسوسة والمنستير والقصرين وكل ولاية في الجمهورية أن تطالب بالتنمية العادلة لكن ليس من حق اي ولاية أن تتحدث من خارج الخيمة الوطنية الجامعة، وفق تقدير الصحيفة.
واعتبرت (الصريح) في مقال لها، أن فرصة التدارك مازالت سانحة أمام حكومة يوسف الشاهد وقد تكون الفرصة الاخيرة وهي الوقوف بجرأة ومصداقية أمام كل حالات الانفلات التي انفجرت والتي ستنفجر تباعا نتيجة الرضوخ المهين لشروط المخربين، مشيرة الى أنها فرصة لاسترجاع الدولة لهيبتها والقانون لسلطانه والحكومة لمصداقيتها والتسجيم الفعلي لقيم الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الانسان كما دأبت على تجسيمها أكبر الديمقراطيات في العالم بعيدا عن مزايدات الغوغائيين الذين هم آخر المؤمنين بتلك القيم وأول المتجرين بها لخدمة مصالحهم التي تتعارض مع مصالح الوطن والشعب.