قال كاتب الدولة للإنتاج الفلاحي، عمر الباهي في تصريح اعلامي، الإربعاء بتونس، “إن آفة سوسة النخيل الحمراء تحت السيطرة” لا سيما بعد إطلاق البرنامج الوطني لمكافحتها، وأن الندوة الدولية حول سوسة النخيل الحمراء، التي انطلقت فعالياتها اليوم وتتواصل على مدى ثلاثة أيام، تأتي لتقييم هذا البرنامج قصد “الوقوف على هناته، إن وجدت، وتطويره”.
وأضاف الباهي، على هامش الندوة، التي تلتئم ببادرة من مؤسسة البحث والتعليم العالي الفلاحي بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، وحضور عديد الخبراء من الخليج العربي والهند وبلدان حوض المتوسط، أن تونس اقرت عديد التدابير لمكافحة سوسة النخيل من خلال التدخل على مستوى الأشجار المصابة، للقضاء على هذه الآفة وكشف بؤرها ليتم في ما بعد مداواتها أو قطعها ورحيها، أما في ما يهم الاشجار السليمة، فيجري فحصها للتوقي من احتمال اصابتها.
وأكد في ذات الصدد، تضافر الجهود الوطنية في هذا المجال لحماية واحات نخيل التمور في جنوب البلاد، خاصة في ولايتي توزر وقبلي، التي تكتسي أهمية في تشغيل اليد العاملة بهذه الجهات وما لهذا المخزون من مردودية على الدخل الوطني الخام، إذ بلغت صادرات التمور، سنة 2016، حوالي 500 مليار دينار فيما قدرت، خلال الأشهر الأولى من 2017، ما يناهز 400 مليون دينار، وهو ما يفرض وضع خطط فعالة لحماية مخزون النخيل.
وأفاد كاتب الدولة المكلف بالبحث العلمي، خليل العميري، من جانبه، أن حوالي 2000 باحث من المعاهد والمؤسسات البحثية في تونس، اضطلعوا بدور هام في رصد بؤر هذه الآفة منذ البداية مما ساهم في الحد من انتشارها والسيطرة عليها.
ولفت الى أن هذه الندوة تعتبر فرصة للاستفادة من تجارب البلدان التي نجحت في القضاء على سوسة النخيل الحمراء وخاصة على مستوى التنسيق بين كل الأطراف المتداخلة والمواطنين ذلك أن الرصد المبكر يضمن نجاعة التدخل.
وأكد القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الولايات المتحدة الامريكية بتونس، بنيامين ميلينج، أن السفارة ستعمل على تامين المساعدة اللازمة لتونس، من خلال مشاركتها تجربة القضاء على سوسة النخيل الحمراء في ولاية كاليفورنيا، مبرزا أهمية وضع منظومة متكاملة لمراقبة هذه الآفة والقضاء عليها.
وأوضح ميلينج، إن الخطوة الناجحة التي تم اتخاذها في كاليفورنيا لمعالجة هذا المشكل، تمثلت في إطلاق حملة “يقظة وتنسيق” في الفترة الممتدة بين سنتي 2010 – 2015 بدعم من الخبراء والمواطنين، بيد ان الأمر في تونس، وفق تقديره، مرتبط بالمعطيات المحلية ولعل هذه الندوة تمثل خطوة أولى لوضع توصيات ملموسة وحلول عملية.
يذكر أن سوسة النخيل الحمراء ظهرت لأول مرة في 2010 في قرطاج (بالضواحي الشمالية للعاصمة)، لتنتشر، اثر ذلك، في تونس العاصمة وولايات منوبة ونابل وبنزرت.
وقد تمت المصادقة على الخطة الوطنية الأولى للوقاية من سوسة النخيل الحمراء في سبتمبر 2015، بهدف تطويق مكان تواجدها في كل من ولايات تونس الكبرى بالمكافحة الميدانية والمداواة بالحقن وتحديد التموقع الجغرافي للنخيل المصاب بالإضافة إلى تطبيق إجراءات التوقي بالمناطق السليمة التي تعتمد كذلك على الاستكشاف المبكر ومعرفة أنواع النخيل باعتبار أن هناك نوعان، الاول للزينة والآخر لانتاج التمور بالواحات.
أما في بقية الولايات، فقد تمت برمجة خطة جهوية للتوقي من تسرب سوسة النخيل في مناطق إنتاج التمور، صادق عليها أعضاء مجلس نواب الشعب في سبتمبر 2016، وهي تعتمد على الإعلام والتوعية والإرشاد والاستكشاف الميداني سواء من قبل الفلاح او من طرف البلديات.