دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وزير الداخلية الى التحقيق في الاعتداءات التي طالت صحفيين في ظل ما اعتبرته تنامي حالات العنف في الملاعب والتي عانى منها الصحفيون طيلة شهري أفريل و ماي 2017، محذرة من مخاطر تواصل التضييقات الأمنية على الصحفيين رغم عشرات التوصيات الصادرة في الصدد.
وعبرت النقابة ، في مذكرة حول اعتداءات أعوان الأمن على الصحفيين،وجهتها اليوم السبت لوزير الداخلية ، عن تخوفها من تباطؤ التدخل الأمني في حماية الصحفيين أثناء تعرضهم لشتى الاعتداءات خلال تغطيتهم لعدة فعاليات وتحركات على غرار التحركات الاجتماعية والمظاهرات مّما يُحسّس الصحفيين بعدم الأمان ويعمّق أزمة الافلات من العقاب في ملفات الاعتداء على الصحفيين وفق ما ورد في هذه المذكرة .
واشارت النقابة أن وحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، سجلت بقلق شديد تواصل وتيرة اعتداء أعوان الأمن على الصحفيين خلال الأسبوع الأول من شهر ماي 2017 بعد أن سجلت انخفاضا في عدد الاعتداءات التي طالت الصحفيين من قبل أعوان الأمن خلال شهر أفريل المنقضي مقارنة بشهر مارس من السنة نفسها.
ودعت النقابة وزارة الداخلية إلى تفعيل العمل بمدونة السلوك الخاصة بـالأمنيين والتي صيغت بالشراكة مع عدة هيئات في مقدمتها النقابة معبرة من جهة اخرى عن احترامها التام لطبيعة العمل الأمني وتعول على الأمن كقوة داعمة لعمل الصحفيين في الميدان في اطار التشريع الجاري به العمل الضامن لحرية التعبير وحرية التنقل والعمل والحق في الحصول على المعلومة
وبينت المذكرة ان وحدة الرصد وثقت خلال الأسبوع الأول من شهر ماي الجاري ثلاثة اعتداءات من قبل أعوان أمن على الصحفيين تمثلت في مضايقة أعوان الأمن لشكري الشيحي رئيس تحرير موقع “الحصري”، والمصور بالموقع علاء الدين الماجري خلال عملهم على تغطية مقابلة النادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي.
كما تم توثيق اعتداء أعوان الأمن بقصر الرياضة بالمنزه في نفس الفترة بالعنف المادي على الصحفي اسلام المدب العامل بإذاعة “اكسبراس أف أم” خلال محاولته الدخول لتغطية مباراة كرة اليد بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي رغم استظهاره ببطاقته الصحفية، واعتداء أعوان الأمن في نفس اليوم على نديم بو عمود الصحفي بموقع “تونس ريفيو” خلال تصويره لوقفة إحتجاجية لأساتذة الرياضة أمام وزارة الشباب والرياضة وعمدوا إلى افتكاك بطاقته المهنية وهاتفه وقاموا بمحو الفيديوهات والصور منه وهددوه بالإيقاف في حال عودته لتصوير الوقفة الاحتجاجية.
وقد سجلت الوحدة عدة حالات في هذا الصدد خلال عمل الصحفيين كالاعتداء الخطير الذي تعرض له طارق السعيدي مصور قناة التاسعة في ملعب بن قردان يوم 3 ماي 2017 والذي نتج عنه إصابة خطيرة على مستوى الرأس نتيجة رمي الجمهور لقطع حديدية في اتجاه وسط الميدان.
يذكر أن التقرير السنوي لواقع حرية الصحافة، الذي قدمته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، يوم 3 ماي الجاري، أكد أن الإعتداءات الأمنية، تصدرت سلم الإعتداءات على الصحفيين خلال الفترة الممتدة بين 3 ماي 2016 الى 3 ماي 2017، حيث أورد التقرير أن “عشرات الصحفيين تعرضوا إلى شتى أشكال الإعتداء والتضييق والهرسلة، كان أخطرها ما ارتبط بتغطية الأحداث الارهابية”، فضلا عن إحالتهم على القضاء.