قال منظّم رحلات زيارة كنيس الغريبة اليهودية روني الطرابلسي إن زيارة هذه السنة ستكون متميزة على عدة أصعدة، من حيث عودة عديد الزوار الذين منهم من لم يأت إلى هذه المناسبة منذ عشرة سنوات، ومن حيث الوفود الاعلامية الكبرى التي ستغطي فعالياتها، الى جانب قدوم شخصيات ديبلوماسية ودينية كالحبر الأكبر ببروكسيل وكبير احبار اوروبا.
وأضاف ذات المصدر في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة ان عدد زوار الغريبة سيتضاعف هذا العام بثلاث مرات مقارنة بالسنة الماضية وذلك بتوافد 2000 زائر من خارج تونس ونحو 1500 زائر من الجالية اليهودية بتونس، وهو رقم مشرف ومحترم، حسب قوله، موضحا أن اليهود القادمين من الخارج سيتوافدون من عدة بلدان على غرار فرنسا وامريكا وكندا وبلدان لم تسجل بعد عودتها الى تونس سياحيا.
ويعول الطرابلسي على نجاح زيارة الغريبة لإنجاح الموسم السياحي، موضحا ان نجاح الغريبة مهم في الترويج للوجهة السياحية التونسية، فكل زائر هو سفير لتونس في بلده ومن شأنه أن يجلب أعدادا أكبر من السياح الى تونس، الى جانب اهمية الوفود الاعلامية التي بتغطيتها لفاعليات الاحتفال تبرز صورة تونس ومناخ الامن والتعايش السلمي بين الديانات بما يجعلها مثالا يحتذى، وفق تعبيره.
ولاحظ في هذا الصدد أن الغريبة تسير بخطوات نحو الافضل وتسعى إلى استرجاع ارقامها في عدد الزوار لسنوات 1999 و2000 بعدد قارب الـ10 آلاف زائر، مشيرا إلى ارتباط القطاع السياحي بهذه المناسبة والذي يسير نحو استعادة عافيته وانتعاشته.
وأكد ان المهم هو ان الغريبة لم تتوقف وانها متواصلة مهما كان عدد زوارها ولو بـ100 زائر بفضل العمل الجاد والمتواصل لضمان ديمومة تنظيم هذه الزيارة السنوية، على حد قوله.
وأنهى الطرابلسي حديثه بالتعبير عن فرحته بتوفر كل الظروف المناسبة لإنجاح الزيارة السنوية لكنيس الغريبة وببداية استعادة هذه المناسبة لمكانتها، وهو مؤشر ينبئ بتحسن اكثر في السنوات المقبلة تعود بها الغريبة الى حجمها الكبير من حيث عدد الزوار الوافدين من جميع انحاء العالم.
ومع اقتراب موعد الزيارة تزين معبد الغريبة اليهودي وشملته أشغال دهن وطلاء وتنظيف داخله وكامل محيطه، كما طوقته الوحدات الامنية بكل تشكيلاتها ليصبح جاهزا لاستقبال زواره بداية من يوم الجمعة في إحياء للزيارة السنوية لهذا المعبد الذي يعد الاقدم في افريقيا عن عمر لا يقل عن 2600 سنة، وفق لوحة رخامية علقت على جداره.
ولان هذا الموعد مهم لليهود من كل اصقاع العالم وللسياحة التونسية لما يمثله من مؤشر على ضوئه يتحدد مدى نجاح الموسم السياحي، حسب المختصين، فإن الاعداد له يستغرق اشهرا كثيرة مادية، ولوجستية، وتنظيمية، وبشرية، وأمنية بالخصوص.
وفي هذا الصدد، أوضح خضير المشرف على المكان، أن الاستعدادات للزيارة السنوية انطلقت منذ 8 اشهر، حيث تسهر جمعية تنظيم الغريبة على القيام بعدة اشغال بالمكان والتي تتجدد في كل سنة لتشمل المعبد والوكالة المقابلة لها وكامل المحيط.
ويشكل الاستعداد الامني جانبا اساسيا في زيارة الغريبة اذ تشهد جزيرة جربة تواجدا امنيا مكثفا، وتعزيزات امنية هامة، الى جانب تكثيف عمليات المراقبة والتفتيش وخاصة في مداخل الجزيرة من جهة القنطرة والبطاح أين تم تركيز وحدتي سكانار للتفتيش، مع وجود نقاط تفتيش ومراقبة قارة ومتنقلة في كامل ارجاء الجزيرة على الطرقات المعبدة وبالمسالك الترابية وعلى الشريط البحري.
كما لم تتوقف منذ ايام المروحيات عن تمشيط الجزيرة وذلك في اجراءات اعتادها اهالي جربة وخاصة متساكنو منطقة الرياض او ما يسمى بالحارة الصغيرة مكان وجود كنيس الغريبة، و أهالي الحارة الكبيرة اكبر تجمع لليهود بجربة.
وقبل يومين فقط من انطلاق الاحتفالات بهذه المناسبة الدينية بدأ اليهود في التوافد على جزيرة جربة، فخرج بعضهم يتجول بالأسواق ليقتني هدايا تذكارية من تراث الجزيرة، فبعضهم ولد فيها وغادرها الى بلدان اخرى لكن الحنين والشوق لها بقيا كبيرين، وفق لورا واحدة من الزوار التي جاءت من فرنسا، ولم تقطع وفاءها للجزيرة منذ كان عمرها 19 سنة وهي اليوم تفوق الـ70 سنة ومصرة على ان لا تفوت سنة من عمرها دون القدوم الى جربة وتبليغ امانيها الى الغريبة، وفق تعبيرها