وسط تعزيزات أمنية مشددة وبحضور أعداد من اليهود التونسيين والأجانب، انطلقت اليوم الجمعة، فعاليات موسم حج “الغريبة” بجربة، من ولاية مدنين والذي يتواصل إلى غاية الأحد المقبل.
وحسب القائمين على معبد “الغريبة” فقد سجلت هذه السنة ارتفاعا في عدد اليهود القادمين لأداء الزيارة السنوية. وتم تحديد النسبة بحوالي 40 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية (2016).
وفي هذا الصدد توقع بيريز الطرابلسي، رئيس جمعية الغريبة، أن يصل عدد الوافدين على المعبد، هذا الأحد، حوالي 3000 يهودي خاصة وقد تم تسجيل حجوزات هامة إلى حد الآن ليهود من كل من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وإسرائيل. وبعد أن أفاد بأن نسبة المشاركة بدأت تستعيد عافيتها، أعرب بيريز عن أمله في أن تصل هذه النسبة “إلى ما كانت عليه قبل الثورة”.
واعتبر أن “نجاح موسم الغريبة على ارتباط وثيق بنجاح الموسم السياحي”، منوها في الآن ذاته بالمجهود الأمني المبذول في سبيل تأمين الموسم الحالي”. وقال في هذا الصدد: “لنا ثقة في أمن تونس وأمنييها ولا وجود لأي تخوفات في هذا الشأن”.
كما لفت رئيس جمعية الغريبة إلى أن “وزارتي الشؤون الدينية والسياحة، قد مكنتا الجمعية من مساعدات ودعم لوجستي ومادي للقيام بأعمال الصيانة وتهيئة المعبد، استعدادا لموسم الحج الذي انطلق اليوم”، داعيا إلى “مزيد تقديم المعونة بهدف تنظيم هذا الموسم، في أفضل الظروف”.
وقد انطلقت هذا الصباح، مراسم الزيارة إلى معبد الغريبة الذي يحظى بمكانة هامة لدى اليهود، باعتباره أقدم معبد في إفريقيا ويعود تاريخه إلى أكثر من 2500 سنة، بتنظيم الإحتفالات وإقامة الصلوات وإشعال الشموع داخل الكنيس والحصول على “بركة” حاخاماته يتخللها الغناء في أجواء من الفرح واحتساء شيء من نبيذ “البوخة”، فضلا عن قيام النساء بكتابة أمانيهنّ على البيض ووضعه في قبو قرب الحجر المقدس.
كما تجمع الزائرون بالجانب الأيمن من مبنى الكنيس، أين قدمت لهم الأكلات الشعبية المعروفة في تونس (أشهرها البريك والكفتة)، على أن تنتظم مساء اليوم ما يعرف ب”الخرجة الصغرى”.
وسيخصص يوم غد السبت لأداء الصلاة، على أن تتواصل الإحتفالات، بعد غد الأحد، بتنظيم “الخرجة الكبرى” والقيام بحفل غنائي يحضره وزراء وسياسيون وفنانون من تونس إضافة إلى جمع التبرعات من الزوار لفائدة “الغريبة”.