“بعد انفجار الازمة الداخلية لهيئة الانتخابات والرحيل المرتقب لرئيسها” و”وثيقة قرطاج ووهم الوحدة الوطنية” و”تقرير مجموعة الازمات الدولية يشير الى اهتراء التوافق .. الانتقال المعطل” و”بسبب تعفن المشهد السياسي .. انحطاط الخطاب السياسي يهدد المسار الديمقراطي” و”أغرقوا البلاد في بلاء شديد واليوم يقدمون الدروس في الحكم الرشيد”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد الوطنية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن طرق الصلح قد أغلقت جميعها داخل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأن الصراع الداخلي الحاد الذي شقها منذ شهر فيفري الماضي بصدد الوصول الى غاياته القصوى .. استقالة ثلاثة أعضاء من أصل تسعة من بينهم شفيق صرصار رئيس الهيئة مضيفة أنه اذا تأكدت استقالة رئيس الهيئة ونائب رئيسها وعضو ثالث فيها بصفة نهائية فسنكون أمام احدى أهم الازمات السياسية التي تعيشها بلادنا منذ سنة 2011.
وأضافت أن الاشكال لا يكمن فقط في أزمة داخلية قد تهدد مصداقية أهم مؤسسة دستورية في البلاد بل ستتحول هذه الازمة وايا كانت دوافعها الحقيقية ستتحول الى أزمة ثقة في احتمال مواصلة مسار انتخابي فوق الشبهات أي ضرب العمود الفقري لتجربة الانتقال الديمقراطي في تونس بأكملها.
وأكدت جريدة (الصباح) في مقال لها أن الوحدة الوطنية مبتورة وهشة بما قد يجعل أول أزمة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية تعصف بها فالاحزاب الحاكمة تتحول في ثانية الى أحزاب معارضة لا تتوانى على كشف “عورات الحكومة والتنديد بقراراتها وكانها لم تكن شريكا في صنع هذه القرارات والسياسات وهذا يعكس أمرين لا ثالث لهما فاما هذه الحكومة “متمردة” على الاحزاب التي تشكلها وهذا مستبعد انطلاقا من تمحيص مستفيض للوقائع أو أن هذه الاحزاب وصلت الى مرحلة “الابتذال” في التعاطي مع منظومة الحكم والشأن العام وفي كلتا الحالتين الخاسر الاكبر هو الشعب الذي يدفع يوما بعد يوم “فاتورة” ارتباك الطبقة السياسية وطموحاتها المنفلتة.
وعرجت (لصحافة) في ورقة خاصة، على التقرير الذي نشرته مجموعة الازمات الدولية تحت عنوان “الانتقال المعطل” وورد في 35 صفحة، وأشار الى أن “التوافق بين النهضة والنداء في بداية نهايته” مبينة أن واضعي التقرير لمحوا الى أن مراكز قوى محيطة بالقرار السياسي دخلت في مرحلة تضارب مصالح ومنها رجال الاعمال الداعمين للحركتين والذين يتحركون في “عالم الظل”.
وبينت أن خبايا عنوان “الانتقال المعطل” قد تكشفه النقاط الواردة في التقرير المذكور حين تضع الاصبع على داء استفحال التجارة الموازية ودخول المهربين على خط دعم أحزاب سياسية اضافة الى تواصل التوتر الاجتماعي بعد تعطل كامل لشرايين الاقتصاد المنظم وقصور عن تلبية التطلعات المعيشية.
واعتبرت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن المشهد السياسي جزء من أزمة تونس الخانقة والشاملة فهو مشهد متعفن ناجم عن تدني الخطاب السياسي متسائلة عن سبب هذا الانحطاط وحول مدى امكانية تغييره وتطويعه في حماية المسار الديمقراطي وحل الازمة.
وأضافت أنه لو كانت لنا أحزاب واعية لارتقت بالخطاب السياسي ولو ارتقى الخطاب السياسي لقلت المشاحنات ولو قلت المشاحنات لتوفرت الثقة ولو ترفرت الثقة لترفرت ظروف أفضل لافادة الوطن (العمل والانجاز من جانب الحكومات والمراقبة والتعديل وتقديم البديل الانجعغ من جانب المعارضة) مبرزة أن الحكومات تحاول اليوم حل أزمات البلاد فتصدها بعض الاحزاب المعارضة بخطاب معطل ومدمر وتحاول بعض الاطراف المعارضة طرح البديل قتقابلها الاحزاب الحاكمة بالاستخفاف.
وأشارت الى أن كل حزب يقدم مصلحته الضيقة ويتداعى لكل مبادرة بمقياس الربح والخسارة في الانتخابات لهذا تتعدد الحكومات وتتنوع الاطراف المعارضة فيما نعجزكلنا عن الاقلاع، وفق ما ورد بالصحيفة.
ولاحظت (الصريح) في مقال لها، أن وقت التقييم قد حان فبعد أكثر من ست سنوات ظهرت عديد الحقائق وسقط الكثير من الاقنعة وفشل من فشل وسقط من سقط لكن البعض مازالوا يوهمون أنفسهم والناس بثورجية زائفة وشعبوية حولتهم الى مصادر تندر واستهزاء وسخط أيضا معتبرة أن هؤلاء ركبوا سروج الحراك الشعبي في الساعة الخامسة والعشرين كما يقولون وارتقوا الى المناصب العليا في غفلة من الجميع متدثرين بالفوضى التي عمت البلاد وجهل الناس بالانتخابات الديمقراطية، وفق تقدير الصحيفة.