انطلقت مساء الخميس بفضاء قصر المرمر أو متحف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بسقانص بالمنستير، فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية في دورته الخامسة التي تنظمها جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، بعرض للجوق المغاربي بقيادة كلّ من الفنانين المغربي ابراهيم الشريف وزاني والجزائري محمّد الشريف سعودي والتونسي محمود فريح.
وحظي العرض بإعجاب الجمهور. العرض الافتتاحي الذي حضره بالخصوص وزير الشؤون الثقافية محمّد زين العابدين، نال إعجاب الجمهور الذي استمتع بما قدمه الجوق المغاربي مو موسيقى حيث استهلت السهرة بقطعة أندلسية ثم وصلة في النهاوند تلتها وصلة في الحجاز، واختتم العرض بتقديم قصيدة الفياشية وهي معزوفة غنائية مشهورة كثيرا في الجزائر والمغرب وفق ما أفاد (وات) إثر العرض الفنّان محمود فريح رئيس جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير.
واعتبر الفنّان محمّد الشريف سعودي رئيس جوق جمعية دار الغرناطية بالجزائر أنّ الحفل كان ناجحا، معربا عن إعجابه باختيار قصر المرمر فضاء للعرض. ولاحظ الفنّان ابراهيم الشريف وزاني رئيس فرقة دار الآلة بجمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب وجود تناسق وانسجام بين أداء الفنانين من المغرب وتونس والجزائر، قائلا إن الجوق المغاربي وحدة فنية تهدف إلى النهوض بهذا التراث الموسيقي الأندلسي.
وأضاف أن الجمهور المغاربي متعطش لتراثه، معبّرا عن أمله في أن تجد هذه المجموعات الموسيقية الدعم اللازم للنهوض بموسيقى المالوف. وقدّر الفنّان محمود فريح أن المنظمين نجحوا في استقطاب الجمهور واستقدامه إلى قصر الزعيم الراحل بورقيبة، معتبرا أنّ هذا الفضاء أضفى رونقا على المهرجان ككلّ. وأكد أنّ هيئة التنظيم تسعى باستمرار إلى التجديد في البرمجة.
وبين مهدى معط الله المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير حرض المنظمين على إعادة إحياء متحف الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة عبر تنظيم فعاليات هذا المهرجان في هذا الفضاء. وأشار إلى وجود تطور من حيث اختيار العروض، مضيفا أنّهم سيعملون على أن تكون الدورة السادسة من المهرجان منفتحة أكثر على مشاركات من دول البحر الأبيض المتوسط.
ولاحظ الأستاذ حسين بلحاج يوسف المختص في الموسيقي التراثية، الذي واكب المهرجان منذ دورته الأولى، أنّ لقاء ثلاثة فرق مغاربية من شأنه المحافظة على تراث الموسيقى الأندلسية، غير أنّه دعا إلى ضرورة تقديم إنتاج جديد وعدم الاقتصار على إعادة التراث الموسيقي الراجع بعضه الى سقوط غرناطة سنة 1492 في الوقت الذي يتوفر حاليا شعراء وملحنون وأصوات ممتازة على حد تعبيره.
وكان وزير الشؤون الثقافية اطلع قبل انطلاق السهرة على معرض وثائقي بعنوان “الابداع والتميز” لجمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير وتولى بالمناسبة تكريم ثلة من الوجود الثقافية من بينهم شيخ المالوف الجزائري المرحوم محمّد الطاهر الفرقاني من خلال ابنه الفنّان مراد الفرقاني الذي أعرب بالمناسبة عن تأثره وتقديره لهذا التكريم مشيرا الى أن والده “كان يهوى تونس، وقدم عدّة عروض في مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان المنستير الدولي وفي مهرجان موسيقى المالوف بتستور وكانت تربطه صداقة متينة مع الفنّان المرحوم الطاهر غرسة. وأبرز أهمية المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية الذي “لَمَّ شمل ثلاثة دول مغاربية”.
وتتواصل فعاليات المهرجان يوم الجمعة بداية من الساعة السابعة مساء مع جوق دار الآلة من المغرب بقيادة الفنان ابراهيم الشريف وزاني وبمشاركة منشد الشارقة فضيل شعيب يليه عرض موسيقي نفحات أندلسية بقيادة نرجس ساسي. ويكون عشاق المالوف على موعد في سهرة الاختتام يوم السبت 20 ماي الجاري بداية من الساعة السابعة مساء مع عرض موسيقي لجمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير بقيادة الأستاذ الصحبي فريح ثم عرض موسيقي لجمعية دار الغرناطة بالجزائر بقيادة الفنان محمد الشريف سعودي وبمشاركة الفنانة الجزائرية نوال ايلول.