“بعد اعلان تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا حل نفسه .. أي مصير للمقاتلين التونسيين؟” و”الوضع في ليبيا يستدعي يقظة وحذرا دائمين .. صفارة الانذار تنطلق مرة أخرى من الجنوب” و”بعد تأجيل النظر فيه والحيث عن استئنافه قريبا .. هل الاجواء مهيئة لمواصلة النظر في قانون المصالحة؟” و”الحرب على الفساد في مواجهة طابور المشككين” و”الحرب على الفساد .. زلزال سياسي في الافق” و”الحرب الحقيقية على الفساد لم تبدأ بعد”، مثلت أبرز عناوين الصحف اليومية والاسبوعية الصادرة اليوم الثلاثاء.
أوردت جريدة (الصباح) في مقال لها، أن كل المعطيات تشير الى أن الاغلبية الساحقة للتونسيين الذين يقاتلون مع تنظيمات ارهابية مختلفة تم تدريبهم على القتال في معسكرات ليبية بما فيهم اولئك الذين نفذوا عمليات في تونس على غرار عملية باردو أو عملية نزل الامبريال بسوسة مشيرة الى أنه وفق التحريات فان أغلب هؤلاء كان بالنسبة لهم تنظيم أنصار الشريعة بليبيا محطة عبور الى “داعش” أو وجهة للتدرب على القتال ولم يكن هدفهم الالتحاق بالتنظيم كتنظيم وبالتالي فان عملية حله لن تؤثر لا على أهدافهم ولا مخططهم فهم اما مقاتلون عابرون للتنظيم أو مستفيدون من خبرتهم ليعودوا وينفذوا عمليات في تونس، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت (الصحافة) الى التطورات السريعة التي تشهدها ليبيا في الايام الاخيرة وما تعرفه من تغيرات هائلة في خارطة القوى العسكرية على الارض وأيضا ما يمكن أن تعرفه العاصمة طرابلس والمناطق الغربية من مستجدات على طول الحدود التونسية خاصة وأن جميع الاطراف في العاصمة وفي كل المناطق تقريبا تتحشد لجولة أخرى من المعارك قد لا تتجاوز شهر رمضان للحسم نهائيا في من سيسيطر على طرابلس.
وأضافت أن هذه التطورات تجعل من تونس بلا شك أمام خيارات محدودة وتجعل من الواجب توخي المزيد من الحذر واليقظة والتحسب خاصة وأن معارك المنطقة الغربية مهما كان حجمها وحدتها سريعا ما تنعكس على تونس وتصل تأثيراتها الى الجنوب الشرقي في ظرف سويعات والى كافة أنحاء البلاد في ظرف ايام.
ولاحظت جريدة (الشروق) في مقال لها أن تسارع الاحداث بداية من تصريحات عماد الطرابلسي في هيئة الحقيقة والكرامة مرورا بما جرى في ولاية تطاوين وما تلاها من ايقافات لرجال أعمال لهم علاقة بالنفوذ والفساد لا يمكن أن لا تؤثر في الاتجاهين السلبي والايجابي في مناقشة قانون المصالحة خلافا لنفي رئيس لجنة التشريع العام.
وأبرزت أنه، من جهة المساندين لمشروع المصالحة الاقتصادية والمالية، تشكل هذه الاحداث منعرجا جديدا واعتبارهم في ذلك يرتكز على أن هذه الايقافات الحاصلة والتي طالت أطرافا نافذة سياسيا ولها تقاطعات مع الفساد في أكثر من مجال برأيهم انعكاس لارادة مكافحة الفساد وليس حماية الفساد والفاسدين كما يقول معارضوه في حين بارك جزء من معارضي مشروع المصالحة الاقتصادية والمالية هذه الايقافات التي طالت رؤوس الفساد حتى أن القيادي في التيار الديمقراطي محمد عبو المعروف بمعارضته لمشروع القانون عبر عن التفافه حول رئيس الحكومة ضد الفساد وبمعارضته ان فعل العكس وطالب عدد آخر منهم بسحب مشروع القانون بما يتماشى برأيهم مع جدية مكافحة الفساد فرصة حقيقية للتريث وفي الحوار الهادئ الذي تكون مخرجاته رؤية مشتركة من مشروع قانون المصالحة.
وأكدت (الصريح) في مقال بصفحتها الخامسة، أن الحرية ولدت يوم ولد القانون وأن قيم الديمقراطية تتضارب مع كل أشكال الفوضى والانفلات والعنف والتحيل والدولة التي تطبق القوانين وتفرض هيبتها حسب ما ينص عليه دستورها هي دولة قوية وليست ديكتاتورية كما يزعم الفوضويون والثورجيون الذين يتاجرون بالحريات وحقوق الانسان معتبرة أن الدولة المترددة والمرتبكة والمرتعشة والعاجزة عن فرض سلطتها ليست دولة ديمقراطية كما يريد البعض ايهامنا بذلك بذلك لان أول شروط الديمقراطية هو تطبيق القوانين، وفق تقدير الصحيفة.
وأشارت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم أنه من المفارقات الكبرى للثورة التونسية أن لوبيات الفساد والتهريب بعد أن أصاب بعض شبكاتها ارتباكا في الاسابيع الاولى بعد هروب بن علي عادت للاشتغال بأقصى سرعة مستغلة ضعف الدولة وتراجع حضور المؤسسة الامنية واستفادت من كل الانفلاتات وخاصة من الحرب على الارهاب التي شغلت جل الاجهزة الامنية والعسكرية لكي تنسج خيوطها في دوائرها ومناطقها الخاصة بالنيابة لحل هذه الشبكات مضيفة أن بعضها أصابه الغرور فتمدد سريعا وخرج من البوتقة الاصلية للتهريب والتهرب الديواني والضريبي بأنواعه الى اختراق جل مؤسسات الدولة والسعي لاكتساب عذرية جديدة من بوابة “رجل أعمال” ثم “رجل سياسة” ولو لا بعض الحياء أو العقد لتحول الى “رجل فكر وثقافة” أيضا.
ولاحظت جريدة (آخر خبر) من جهتها، أن قائمة من تم اعتقالهم الى حد الان وجل الاسماء، على خطورة أفعالها، لا تمثل سوى الجزء الهامشي لمنظومة الفساد أي المجموعة المارقة عن القانون والتي تجاهر بذلك وتتطاول على الدولة علنا وتنفذ عملياتها الاجرامية في وضح النهار وهذا ينسحب على كبار المهربين وهم في أغلبهم من المفتش عنهم سابقا أو الاسماء التي كانت تتباهى بمروقها عن القانون وكانت تنسج علاقات مشبوهة مع قوى خارجية مسلحة جهرا مراهنة في ذلك على خوف الدولة واختراق مؤسساتها.
واعتبرت أن النواة الحقيقية لمنظومة الفساد هم المسؤولون الكبار في بعض الاجهزة الادارية والامنية والقضائية الذين اعتمدوا ك”حصان طروادة” لاختراق مؤسسات الدولة واستباحتها أمام عصابات الفساد محققين بذلك مغانم خيالية، وفق ما جاء بالصحيفة.