يتم في تونس يوميا تسجيل بين 30 و40 حالة وفاة يتسبب فيها تدخين السجائر التي تحتوي على 4000 مادة سامة من بينها 200 مادة مسرطنة، وذلك بحسب ما كشفه لـ(وات)، اليوم الثلاثاء، المسؤول عن البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، فيصل السماعلي.
وتشارك تونس سائر بلدان العالم هذا الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يوافق 31 ماي من كل سنة. وقد وضع الاحتفال هذه السنة تحت شعار “الدخان : فرصتك باش ترتاح منو …قفة أولادك أولى منو”، تماشيا مع شعار منظمة الصحة العالمية “التبغ -خطر يهدد التنمية “، وذلك في إطار التاكيد على ضرورة اتخاذ تدابير ناجعة ووضع سياسات فاعلة كفيلة بتعزيز الصحة والتنمية في مواجهة أزمة التبغ العالمية .
ويقول السماعلي أن النسبة العامة للمدخنين في تونس، بحسب نتائج المسح الشامل لصحة سكان تونس لسنة 2016، تبلغ 23.5 بالمائة، وذلك بنسبة 45 بالمائة في صفوف الرجال، و3 بالمائة بالنسبة للنساء، و 20 بالمائة بالنسبة للمراهقين وذلك انطلاقا من سن 11 سنة .
وبحسب نتائج نفس المسح، فإن أسباب الوفايات الاولى الاربعة تتمثل في الامراض غير السارية التي من أهم عواملها التدخين، وذلك بنسبة 29.1 بالمائة لامراض القلب والشرايين، و16.8 بالمائة بالنسبة للسرطان، تليه أمراض الغدد بنسبة 9.9 بالمائة، ثم أمراض الجهاز التنفسي بنسبة 9.7 بالمائة .
وبخصوص البرنامج الوطني لمكافحة التدخين الذي انطلق منذ سنة 2007، بين السماعلي، أنه يرتكز على أربعة محاور أساسية، إذ يعنى الجانب الاول بمسألة التحسيس والتثقيف الصحي حول مخاطر التدخين، في حين يهتم الجانب الثاني بالمسائل التشريعية والعمل على مزيد تدعيمها ، موضحا، في هذا الصدد، أنه تمت مراجعة القانون عدد 17 لسنة 1998 المتعلق بالوقاية من مخاطر التدخين حتى يصبح متماشيا مع مضمون الاتفاقية الاطارية لمكافحة التدخين لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2003 التي صادقت عليها تونس سنة 2010، ومن المنتظر أن يقع عرضه على أنظار مجلس نواب الشعب.
كما سيتم، في نفس هذا الاطار، عرض بروتوكول القضاء على الاتجار غير المشروع لمواد التبغ لسنة 2013 على مجلس النواب حتى تقع المصادقة عليه من قبل تونس.
أما المحور الثاث الذي يرتكز عليه البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، فقد أفاد السماعلي بانه يعنى بمساعدة المدمنين على الاقلاع عن التدخين، وذلك عن طريق العيادات المختصة في هذا المجال، والموزعة على كامل تراب الجمهورية، والبالغ عددها 66 عيادة.
أما المحور الاخير الذي يرتكز عليه البرنامج، فيتمثل، وفق ما بينه المسؤول عن البرنامج الوطني لمكافحة التدخين، في الحرص على مراقبة ومتابعة وضعية التدخين في تونس ومدى تطورها.
يذكر ان اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين التابعة لوزارة الصحة، قامت بعدة أنشطة أهمها تنظيم تظاهرة مستشفى “عبد الرحمان مامي” ومعهد “صالح عزيز” خاليان من التبغ، واقتراح بعث جمعيات بالمدارس الاعدادية والمعاهد متكونة من التلاميذ للنهوض بالصحة بصفة عامة ومكافحة التدخين بصفة خاصة .
كما تعمل اللجنة الوطنية، التي تم بعث موقع “واب” خاص بها ، في إطار شبكة تجمع مختلف المدخنين من مختلف الوزارات المعنية والمجتمع المدني، وقد قامت أيضا باعداد حملة إعلامية ودعائم تحسيسية في الغرض، فضلا عن دعوة الجهات لتنظيم حملات وورشات تحسيسية.