أفاد رئيس الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري، النوري اللجمي، بأن قناة “حنبعل” التزمت منذ ليلة البارحة بوضع الجملة التالية على شاشتها: “المشاهد التي يتضمنها هذا البرنامج هي مشاهد تمثيلية”، قبل بداية شارة الكاميرا الخفية “الكلينيك”، بخمس ثوان، وذلك استجابة لقرار لفت النظر الذي وجهته الهيئة للقناة المذكورة.
وقال اللجمي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الجمعة، “يجب عدم مغالطة المشاهد الذي من حقه أن يكون على بينة من طبيعة المضمون المعروض عليه وأن يكون على علم بما إذا كان ما البرنامج هو من باب التمثيل لا غير، وفق ما تفرضه أخلاقيات المهنة الصحفية”.
ووفق ما جاء في تقرير وحدة الرصد التابعة للهيئة، فإن فكرة برنامج “الكلينيك” الذي تم تقديمه على أنه “كاميرا خفية”، تقوم على “إيهام المشاهدين أن ما يتم بثه من مشاهد تخدير هي مشاهد واقعية والحال أنها تمثيلية ووقع الإتفاق على تجسيدها مسبقا مع المشاركين، الأمر الذي يتأكد من خلال تحليل المشاهد فنيا، صوتا وصورة”.
وفي جانب آخر وبخصوص الخطايا المالية التي تسلطها الهيئة على بعض القنوات الإذاعية والتلفزية، لارتكابها أخطاء مهنية، أوضح رئيس الهيئة أن وزارة المالية هي من تتولى تتبع المخالفين واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستخلاص تلك الخطايا المالية التي تودع لدى الخزينة العامة للدولة.
ولاحظ اللجمي في ما يتعلق بتأخر قرارات الهيئة نوعا ما مقارنة بتاريخ وقوع المخالفة، أن “الهيئة مطالبة باحترام الجوانب الإجرائية قبل إصدار قراراتها، على غرار الإتصال بالمعني بالمخالفة والإستماع له ومزيد التأكد من ثبوت الإخلال من الناحية القانونية، لضمان سلامة القرار وصحته”.
ومن ناحيتها اعتبرت لمياء القلال، الكاتبة العامة للمجلس الجهوي لعمادة الأطباء بتونس، في تصريح اليوم الجمعة ل(وات)، أنه “من واجب العمادة تنبيه المواطن وإنارته حتى يكون على بينة من أمره”، خاصة أن برنامج “الكلينيك” تضمن حسب رايها “مغالطة كبرى حول طرق التخدير والتنويم، بما يتنافى ومصداقية مهنة الطب وأخلاقياتها وبما يمس من الثقة القائمة بين المواطن والطبيب”.
كما أشارت إلى أن المجلس الجهوي لعمادة الأطباء، بادر منذ بث الومضات الإشهارية ل”الكلينيك”، إلى فتح تحقيق داخلي في الغرض باستدعاء ممثل عن المصحة الخاصة التي دارت فيها الأحداث، “حيث تبين أن الأمر لا يعدو أن يكون محض تمثيل”، موضحة مع ذلك أن “الأطباء وعمادتهم مع كل ما هو إبداع فني وفكري”.