اضطر عدد من منتجي البطاطا الفصلية المعدة للاستهلاك والاكثار بكل من معتمدية بوسالم وبلطة بوعوان وجندوبة هذه الصائفة الى تخزين البطاطا داخل مسالك فلاحية مظللة بالأشجار وذلك لغياب مخازن التبريد وعدم قدرة ما توفر منها لاستيعاب الكميات المنتجة والتي تتجاوز 20 الف طن وفق تقديرات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالجهة.
وعبر عدد من المنتجين في تصريحات لوكالة تونس افريقيا للأنباء عن خشيتهم مما يتهدد محاصيلهم من تعفن بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسرقة وعمليات اتلاف محتملة، إضافة الى ما تتطلبه عملية التخزين التقليدية من مصاريف اضافية بدءا بعملية النقل، مرورا بعمليتي الفرز واستعمال الادوية والتخزين بواسطة اليد العاملة، وصولا الى استخدام التبن والصناديق والاكياس لحمايتها من الشمس وتركيز حراسة دائمة لحمايتها من السرقة وعمليات الحرق التي تظل قائمة.
واعتبر صالح بورحلة احد اكبر منتجي البطاطا بمعتمدية بلطة بوعوان انه يضطر سنويا الى اعتماد هذه الطريقة لتخزين حاجته من البطاطا المعدة للإكثار والبيع بهدف الاستهلاك اولا نظرا لعدم توفر مخازن تبريد قريبة وقادرة على استيعاب الكميات المنتجة بالجهة وان وجدت فاغلبها يفضل تخزين الغلال وثانيا فان سعر بذور البطاطا المعدة للزراعة في فصل الخريف التي تعرف بالبطاطا الاخر فصلية اغلبها مستورد وعادة ما يكون سعرها عاليا وثالثا واخيرا فان سعر البطاطا المعدة للاستهلاك في السوق المحلية غير مستقر.
من جهته اكد مراد البدروني منتج بطاطا وعضو المكتب المحلي لاتحاد الفلاحين ان لجوءه للتخزين التقليدي مغامرة وان مخاطر الخسارة والاتلاف تظل قائمة وهي جزء من معاناته اليومية، مضيفا ان وجود ثلاثة مراكز تبريد خاصة في منطقة معروفة تقليديا بزراعة البطاطا والبصل والطماطم والغلال غير كافية بالمرة لاستيعاب الكميات المنتجة فضلا على ان اصحابها يستخدمونها لفائدتهم بعد ان كانوا يخصصونها للكراء وهو ما يحتم في نظره على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها في مثل هذه الحالات، فإنتاجه لمادة اساسية مثل البطاطا وانتاج غيره من الفلاحين يستدعي لفتة حقيقية تنهي معاناتهم التي استمرت لسنوات لم تشفع فيها مناشداتهم السلط المحلية والجهوية المتعلقة بتوفير مخازن تبريد.
وغير بعيد عما ذهب اليه كل من صالح ومراد يرى عبد الجليل البلطي ان استخدام التبن والاكياس في عملية التخزين وتحت ظلال اشجار الصنوبر هي اضطرارية وان عدم بيعه للبطاطا المعدة للاستهلاك في السوق ناتج عن توفر العرض بشكل يتجاوز الطلب وهو لا يشجع على توفير التوازن بين المصاريف والمرابيح لذلك يضطر كلما دعت الحاجة الى اللجوء لهذه الطريقة على امل ان تؤمن له استرجاع مصاريفه وتحقيق بعض الهامش من الربح افضل من ان يبيع بالخسارة على حد تعبيره، معتبرا أن تكاليف الخزن بمخازن التبريد رغم مردوديتها بالجهة مرتفعة وغير مشجعة للمنتجين.
اما زهير الخشيني فلاح بمنطقة سوق السبت من معتمدية جندوبة فقد اكد انه وفي غياب الاشجار يضطر بعض منتجي البطاطا اما الى استخدام التربة الرملية لتخزين منتوجاتهم ولكن تظل هذه الطريقة محفوفة بمخاطر ارتفاع درجات الحرارة واحيانا الامطار الصيفية او الى استخدام بيوت مبنية بقطع القش لكن البطاطا تبقى مهددة هي الاخرى بالإتلاف عن طريق الحرق.
وكان صدر تقرير عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة في شهر ماي الماضي، ذكر بان انتاج ولاية جندوبة من البطاطا بنوعيها الفصلية والاخر فصلية يتجاوز 45 الف طن سنويا وهوما يمثل نحو 16 بالمائة من الانتاج الوطني وان معدل الهكتار يناهز 20 طنا في الفصلية و16 طنا في الاخر فصلية وان طاقة التخزين بالجهة لا تتجاوز 11 الف طن سنويا مقسمة بين مراكز المجمع المهني للخضر والغلال ومخازن تبريد خاصة، وان اغلب الكمية المخزنة معدة في جزء هام منها للمخزون التعديلي وجزء اخر للبذور.
وهو ما يحتم في نظر عمار البلحي رئيس دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة بعث مراكز تبريد كافية وقادرة على تخزين كميات البطاطا المنتجة وغيرها من انواع الخضر الاخرى.
الوسومأخبار تونس الزراعة الفلاحة البيولوجية الفلاحة في تونس المصدر التونسية تونس تونس اليوم وزارة الفلاحة