يؤدي رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي،غدا الاثنين زيارة الى المانية على رأس وفد رسمي للمشاركة في ندوة حول “مبادرة الشراكة مع افريقيا” التي تنتظم يومي 12 و13 جوان في العاصمة الالمانية برلين.
وأوضح السفير الالماني بتونس، اندرياس رينيك، ان هذه المبادرة التي اطلقتها المانيا، باعتبارها رئيسة مجموعة العشرين، سيتم تنفيذها بالتعاون الوثيق بين المؤسسات المالية كالبنك الافريقي للتنمية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي.
وأضاف في تصريح ل(وات) ان المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل، تمسكت بتشريك تونس في هذه المبادرة وذلك خلال اللقاء الذي جمعها برئيس الحكومة، يوسف الشاهد، خلال شهر فيفري في برلين.
وقال “لقد تم اختيار مجموعة اولى من البلدان وهي تونس والمغرب والكوت ديفوار ورواندا والسنغال للاستفادة من هذه المبادرة وستكون الندوة مناسبة لتقديم حاجياتها واولوياتها من خلال اقتراح مشاريع”.
وبين رينيك، ان المبادرة تعكس التزاما سياسيا على اعلى مستوى من البلدان الافريقية المستفيدة من مبادرة مجموعة ال20 والمؤسسسات المالية قصد وضع الاجراءات الازمة في ثلاثة مجالات تدخل اساسية وهي الاقتصاد الكلي ومناخ الاعمال واصلاح القطاع المالي.
واشار السفير الى انه على بلدان مجموعة العشرين التنسيق بين برامج الدعم الفني لضمان نجاعة اكبر على تدخلاتها كما ينبغي عليها التعهد بتحفيز المشتثمرين والشركات على الاستثمار في بلدان المبادرة.
وفي ما يتعلق بالشراكة الثنائية مع تونس، فقد اعلن السفير انها تتضمن التوقيع على اتفاق يتم بمقتضاه تمكين تونس من دعم مالي للميزانية.
كما يتعلق الامر بتامين مجال قرض لفائدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة ودعم فني لمساعدة تونس على تركيز الهيئة العليا للاستثمار حسب ما اكده المستشار برئاسة الجمهورية المكلف بمتابعة الملفات الديبلوماسية، نبيل بن خذر في تصريح ل(وات).
واضاف في تصريح ل(وات) ان تونس كانت من بين البلدان الاوائل التي تم اختيارها من قبل المانيا للمشاركة في هذه المبادرة المهمة والجديدة وهو ما يعكس مستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.
وتتضمن مشاركة رئيس الجمهورية في ندوة برلين ثلاثة محاور وذلك يوم 12 جوان بحضور المستشارة الالمانية، انغيلا ميركل ورؤساء الدول الافريقية المدعوة، اذ يلقي قائد السبسي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، ويشارك في لقاء ينتظم على هامش الندوة حول الاستثمار الخاص في قطاع البنية الاساسية في افريقيا بالاضافة حضوره مادبة عشاء تقام على شرف رؤساء الدول المشاركة.
وقد اكدت تسعة بلدان مشاركتها في الندوة على مستوى رؤساء الدول وهي تونس والكوت ديفوار وروندا والسنغال وغينيا ومصر ومالي والنيجر في حين لم تحدد المغرب الى حد الان مستوى المشاركة والتي من المتوقع ان تكون في مستوى وزير المالية. كما تحضر الندوة ايطاليا باعتبارها تتولى رئاسة مجموعة السبع.
كما يحضر الندوة رؤساء مؤسسات التمويل الدولي: البنك العالمي والبنك الافريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي ولجنة الاتحاد الافريقي.
وتاتي ندوة برلين لتتمم سلسلة من المبادرات والبرامج الدولية على غرار اجندا 2063 للاتحاد الافريقي واجندا 2030 للامم المتحدة والرامية الى النهوض بالاستثمار الخاص في البنية الاساسية في القارة الافريقية بهدف تنمية القارة وتامين مواطن شغل لفائدة شبابها.
وتعتبر هذه المبادرة جزء من الوثيقة المالية لمجموعة ال20 وتمثل الندوة اخر مرحلة في طريق التحضير لاطلاق المبادرة بعد تلك التي احتضنتها مدينة بادن بادن الالمانية في فيفري 2017 والتي انتظمت في واشنطن افريل 2017
كما سيتم في اطار المبادرة ابرام اتفاقيات تتضمن جوانب ثنائية بين البلدان الراعية للمبادرة والبلدان الافريقية التي تم اختيارها على غرار تونس (المانيا) والمغرب (فرنسا واسبانيا) والسنغال (فرنسا) وروندا (بريطانيا) والكوت الايفوار.
وسيقوم كل بلد افريقي بتقديم مداخلة سياسية واخرى فنية تتضمن رؤية البلد وانتظاراته من المبادرة بالاضافة الى حاجياته واولوياته. وقد تولت وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي اعداد الوثيقة المتعلقة بتونس وذلك بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والبنك الافريقي للتنمية.
وقد تم الاتفاق على التركيز في المداخلة التونسية على الاصلاحات (التي تم القيام بها او الجارية) والمتعلقة بالاطار الاقتصاد الكلي ومناخ الاعمال وخاصة في ما يتعلق بقانون الاستثمار ومقاومة الفساد واصلاح القطاع البنكي والمالي والقطاعات الواعدة .
وتتمثل القطاعات المعنية في البنية الاساسية وصناعة مكونات السيارات وصناعة مكونات الطائرات والصناعات الغذائية وتكنولوجيات المعلومات والاتصال والصحة.
وتلتزم البلدان المستفيدة بوضع الاصلاحات الضرورية لتحسين مناخ الاعمال وكسب ثقة المستثمرين.
ويضم الوفد التونسي المشارك في ندوة برلين بالخصوص وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي ووزير المالية بالنيابة، محمد الفاضل عبد الكافي.