تسعى شخصيات تحظى بالاحترام والتقدير في ولاية قبلي، الى جانب عدد من نشطاء المجتمع المدني، الى ايجاد مجال للصلح بين اهالي قريتي بشني من معتمدية الفوار والجرسين من معتمدية قبلي الشمالية، عقب الاشتباكات التي جدت بين الطرفين يوم السبت الماضي جراء اختلاف حول مسار طريق كان من المزمع تعبيده للربط بين المنطقتين والتي تسببت في جرح 78 شخصا منهم حالتين وصفتا بالخطيرة حيث تم نقلهما الى المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس.
وقد تحولت ليلة السبت والاحد الماضيين وفود تضم عددا من الشخصيات الاعتبارية من دوز والقلعة والمساعيد وكلوامن وجمنة وبشلي وبني محمد ونويل وزعفران الى القريتين اين تم عقد اجتماعات بالاهالي خصصت للوعض والحث على نبذ العنف والخلاف بين متساكني القريتين المتجاورتين، وفق ما اكده لمراسل (وات) بالجهة، الشيخ لطيف موسى الجمني، احد المشاركين في هذه الوفود، والذي اكد “التجاوب الكبير من اهالي المنطقتين وابدائهم للندم على ما حدث واستعدادهم التام للصلح وتجاوز الخلافات التي كادت تتسبب في ازهاق الارواح بسبب الاندفاع وراء العنف وعدم تحكيم العقل”.
واضاف المصدر ذاته انه “تم امس الاحد تنظيم اجتماعين عامين الاول باحد المنازل بمنطقة بشني والثاني بالمدرسة الابتدائية بمنطقة الجرسين حضرهما اغلب اهالي القريتين وخاصة الشباب منهم تم خلالها تقديم دروس وعضية تؤكد على قيم التسامح والاخاء وحسن الجوار في الاسلام وتنهى عن العنف”، وبين ان “هذه البادرة لاقت تجاوبا كبيرا من متساكني القريتين حيث تعهدوا بعدم تجدد الخلافات والمضي قدما نحو الصلح وترك مجال للتفاهم حول مسار الطريق محل النزاع وحول الحدود الترابية للمنطقتين”.
وبين الجمني ان “عددا من اهالي منطقة بشني طلبوا من اهالي منطقة الجرسين وخاصة من الفلاحين الذين يمتلكون مقاسم فلاحية ببشني، عدم التحول اليها بصورة مؤقتة هذه الايام الى ان تهدأ النفوس، وذلك لتجنب ردة فعل بعض الشباب الذين يتطلبون مزيدا من التاطير والارشاد لحثهم على ضبط النفس، واكدوا عدم المس بهذه المقاسم والمحافظة عليها وحمايتها”، ودعا مجددا الى “تجنب هذه الخلافات المتكررة بالجهة والى تغليب لغة الحوار حول كافة الاشكاليات التي تطرأ لان اغلبها قابل للحل اذا ما تم التشاور حولها”.